تفسير سورة محمد

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة محمد من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾ [١٩]٥١٣- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا سُليمان بن المُغيرة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ، [قال:] حدثني محمود بن الربيعِ، عن عِتْبانَ، فلقيتُ عِتبان/ فحدثني به، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ليس أحدٌ يشهدُ أن لا إله إلا الله فتأكلهُ النار أو تطعمه النارُ "، قال أنس: فأعجبني هذا، فقلتُ لاِبني: اكتبه. ٥١٤- أنا سُويد بن نصرٍ، أنا عبد الله، عن معمرٍ، عن الزُّهري، أخبرني محمود بن الربيع، قال: سمعتُ عِتبان بن مالكٍ يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لن يُوافي عبدٌ يوم القيامة وهو يقول: لا إله إلا الله،/ يبتغي بذلك وجه الله عزَّ وجلَّ، إلا حرم اللهُ عليه النار ". قوله تعالى: ﴿ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾ [١٩]٥١٥- أنا محمد بن سليمان، عن ابن المبارك، عن معمرٍ، عن الزُّهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:" إني لأستغفر الله في اليوم مائة مرَّةٍ ". قوله تعالى: ﴿ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [١٩]٥١٦- أنا يحيى بن حبيب بن عربيٍّ، نا حمادٌ، نا عاصمٌ، عن عبد اللهِ بن سرجس، قال:" أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ناسٍ من أصحابه، فدُرت خلفهُ هكذا، فعرف الذي أُريدُ، فألقى الرِّداء عن ظهره، فرأيتُ موضع الخاتم على نُغضِ كتفهِ مثل الجُمع حولهُ خيلانٌ، كأنها الثَّآليلُ، فجئت حتى استقبلته، فقلت له: غفر الله لك يا رسول اللهِ، قال: " ولك " قال بعضُ القومِ: أستغفر لك رسول الله [صلى الله عليه وسلم]؟ قال: نعم، ولكم، ثم تلا ﴿ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ﴾ ".
قوله تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ ﴾ [٢٢]٥١٧- أنا محمدُ بن حاتم بن نُعيمٍ، أنا حبانُ، أنا عبدُ الله، عن معاوية بن أبي المُزرد، قال: سمعتُ عمي أبا الحُباب - سعيد بن يسارٍ - يُحدثُ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" " إن الله عزَّ وجلَّ خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقهِ، قامت الرحمُ فقالت: هذا مكانُ العائذِ من القطيعةِ، قال: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك قالت: بلى يا ربِّ، قال: فهو لكِ "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واقرؤُا إن شئتم ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُوۤاْ أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ ﴾ [٢٢-٢٣] ".
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).