تفسير سورة محمد

تفسير غريب القرآن للكواري

تفسير سورة سورة محمد من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري.
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ أَحْبَطَ اللهُ أَعْمَالَهُمْ الخيريةَ كَصِلَةِ الأرحامِ، فَلَيْسَ لها أَثَرٌ يَوْمَ القِيَامَةِ.
﴿أَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ أَصْلَحَ دِينَهُمْ وَدُنْيَاهُمْ وَقُلُوبَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ.
﴿أَثْخَنتُمُوهُمْ﴾ أي: أَكْثَرْتُمُ القتلَ فيهم.
﴿فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾ أي: فَأْسِرُوهُمْ، وَشُدُّوا وَثَاقَهَمْ حتى لا يَفْلِتُوا، والوَثَاقُ بفتحِ الواوِ وكسرِها: اسمٌ لما يُشَدُّ به الأَسْرَى مِنْ حَبْلٍ وَغَيْرِهِ.
﴿أَوْزَارَهَا﴾ إلى أن يَضَعُوا أَسْلِحَتَهُمْ، وَأَصْلُ الوِزْرِ: ما يحمله الإنسانُ، وَسُمِّيَ السلاحُ وِزْرًا لأنه يُحْمَلُ.
﴿عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ أَيْ عرَّفَهُمْ مَنَازِلَهمْ فِيهَا.
﴿آسِنٍ﴾ المتغيرُ لِطُولِ المُكْثِ.
﴿فَأَوْلَى لَهُمْ﴾ أي: أَوْلَى لهم أن يَمْتَثِلُوا الأمرَ الواقعَ المحتمَ عليهم، وأجدرُ بهم طاعةً لرسولِ اللهِ - ﷺ -.
﴿أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ أي: قَدْ أُغْلِقَ عَلَى ما فيها من الإعراضِ والغفلةِ والاعتراضِ، وَأُقْفِلَتْ فلا يَدْخُلُهَا خيرٌ أَبَدًا، هذا هُوَ الوَاقِعُ.
﴿فَيُحْفِكُمْ﴾ أي يُلِحُّ عَلَيْكُمْ، يقال: أَحْفَى بالمسألةِ وَأَلْحَفَ وَأَلَحَّ، بمعنًى وَاحِدٍ.
37
سُورة الفتح
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).