تفسير سورة محمد

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة محمد من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة محمّد صلوات الله عليه» (٤٧)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«وَأَصْلَحَ بالَهُمْ» (٢) حالهم..
«فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ» (٤) كقول العرب:
يا نفسى صبرا «١» قال حرىّ بن ضمرة بن ضمرة النّهشلىّ «٢» :
يا نفس صبرا على ما كان من مضض إذ لم أجد لفضول القول أقرانا
«٣» [٨٤٢] ولغة بنى تميم يا نفس ويا عين، فى موضع يا نفس اصبري..
«فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً» (٤) نصبهما لأنهما فى موضع فعلهما مجازها فإما أن تمنّوا وإما أن تفادوا مثل سقيا ورعيا إنما هو سقيت ورعيت مثل قولك: مهلا للأنثى والذكر والاثنين والجميع وهى فى موضع أمهل وقد فعلوا هذا فى غير مصدر أمروا به..
«عَرَّفَها لَهُمْ» (٦) بيّنها لهم وعرفهم منازلهم «٤».
(١). - ٤- ٥ «كقول... صبرا» : رواه القرطبي عن أبى عبيدة ١٦/ ٢٢٥.
(٢). - ٥ «حرى... النهشلي» : لم أقف على ترجمته ولكن نسبه مذكور فى الخزانة (١/ ٢٤٢) هكذا: ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم شاعر جاهلى.
(٣). - ٨٤٢: فى اللسان (مضض).
(٤). - ١٢ «عرفها... منازلهم» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٤٥).
«بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا» (١١) ولىّ الذين آمنوا..
«مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ» (١٥) الآسن المتغير الريح يقال: قد أسن ماء ركيّتك..
«وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ» (١٦) من هاهنا فى موضع جميع..
«فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها» (١٨) أعلامها وإنما سمى الشّرط فيما نرى لأنهم أعلموا أنفسهم وأشراط المال صغار الغنم وشراره قال جرير:
تساق من المعزى مهور نسائهم وفى شرط المعزى لهنّ مهور
«١» [٨٤٣].
«سَوَّلَ لَهُمْ» (٢٥) زيّن لهم..
«فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» (٣٠) فى فحوى القول، يقال: فلان ألحن بحجته من فلان..
«حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ» (٣١) حتى نميّز. «٢» «٣»
(١). - ٨٤٣: ديوانه ص ٢٦٦ واللسان (شرط).
(٢). - ٨٤٥: ديوانه ص ٢٥٢ واللسان (شرط). [.....]
(٣). - ٨٤٦: هذا صدر بيت عجزه.
«ولحنت لحنا ليس بالمرتاب»
فى اللسان (لحن).
«فَلا تَهِنُوا» (٣٥) وهن يهن.
«وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ» (٣٥) لن ينقصكم لن يظلمكم وترتنى حقى ظلمتنى..
«فَيُحْفِكُمْ «١» تَبْخَلُوا» (٣٧) يقال: أحفانى بالمسألة وألحف علىّ وألحّ قال أبو الأسود: لن تمنع السائل الحفي بمثل المنع الحامس.
(١). - ٣ «فيحفكم إلخ» : وورد فى البخاري (٦/ ٣٢ س ٤- ٥: «لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً» (٢/ ٢٧٦) يقال: ألحف على وألح وأحفانى بالمسألة «فيحفبكم يجهدكم» :
قال ابن حجر هو تفسير أبى عبيدة قال فى قوله تعالى: «إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا» يقال... واحد... وقال ابو عبيدة فى قوله: «لا يسألون الناس إلحافا» قال: إلحاحا (فتح الباري ٨/ ١٥١).
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).