تفسير سورة محمد

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة محمد من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" أضل أعمالهم " أبطلها.
" بالهم " أي أمر معاشهم في الدنيا وقيل حالهم في النعيم وهو لغة هذيل.
" أثخنتموهم " أكثرتم فيهم القتل - زه -
" عرفها لهم " أي عرفم منازلهم فيها وقيل طيبها يقال طعام معرف أي مطيب.
" فتعسا لهم " أي عثارا وسقوطا وقيل التعس أن يخر عل وجهه والنكس أن يخر على رأسه.
" مثوى لهم " منزل.
" آسن " وأسن منتن بلغة تميم متغير الريح والطعم
" لذة " أي لذيذة.
" آنفا " أي الساعة من قولك استأنفت الشيء ابتدأته وقوله " ماذا قال آنفا " أي الساعة في أول وقت يقرب منها.
" أشراطها " علاماتها ويقال أشرط نفسه للأمر إذا جعل نفسه علما فيه ولهذا سمي أصحاب الشرط للبسهم يكون علامة لهم والشرط في البيع علامة بين المتبايعين.
" فأولى لهم " تهديد ووعيد أي قد وليك شر فاحذره.
" أفلا يتدبرون القرآن " يقال تدبرت الأمر أي نظرت في عاقبته والتدبير قيس دبر الكلام بقبله لينظر هل يختلف ثم جعل كل تمييز تدبرا.
" سول لهم " أي زين - " وأملي لهم " أطال لهم المدة مأخوذ من الملاوة وهي الحين أي تركهم حينا.
" فكيف إذا توفتهم الملائكة " أي كيف يعملون عند ذلك والعرب تكتفي بكيف عن ذكر الفعل معها لكثرة دورها.
" أضغانهم " أحقادهم واحدها ضغن وهو ما في القلب مستكن من العداوة.
" في لحن القول " اي نحوه ومعناه وفحواه.
" ولن يتركم أعمالكم " أي لن ينقصكم ويظلمكم بلغة حمير يقال وترنى حقي أي ظلمني حقي والمعنى لن ينقصكم شيئا من ثوابكم ويقال وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا أو أخذت له مالا بغير حق وفي الحديث من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله.
" فيحفكم تبخلوا " أي يلح عليكم يقال أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد.
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).