تفسير سورة محمد

فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن

تفسير سورة سورة محمد من كتاب فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن
لمؤلفه زكريا الأنصاري . المتوفي سنة 926 هـ

قوله تعالى :﴿ سيهديهم ويصلح بالهم ﴾ [ محمد : ٥ ].
إن قلتَ : كيف قال ذلك تعالى في حقّ الشهداء، بعدما قُتلوا، مع أن الهداية إنما تكون قبل الموت لا بعده ؟
قلتُ : معناه سيهديهم إلى محاجّة ( منكر ونكير )، وقيل : سيهديهم يوم القيامة إلى طريق الجنة( ١ ).
١ - الأظهر والله أعلم أن المراد من الآية: أنه تعالى سيهدي هؤلاء السعداء الأبرار، إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، بتوفيقهم إلى العمل الصالح، وإرشادهم إلى طريق الجنة، دار المتقين، أما ما ذكره الشيخ أنه سيهديهم إلى محاجّة منكر ونكير، فلا وجه له هنا، لأن الشهداء قد غُفرت ذنوبهم، فلا سؤال لهم، ولا جواب، ولا عقاب !! لأن الشهادة تكفّر جميع الذنوب، وقيل: المراد به: هدايتهم إلى قصورهم ومنازلهم في الجنة، فإنهم يهتدون إليها من غير دليل، كأنهم سكّانها منذ خُلقوا، وفي الحديث الصحيح: (والذي نفسي بيده، إنّ أحدكم بمنزله في الجنة، أهدى منه بمنزله الذي كان في الدنيا) رواه البخاري..
قوله تعالى :﴿ إن الذين ارتدّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الهدى الشيطان سوّل لهم وأملى لهم ﴾ [ محمد : ٢٥ ] نزلت في اليهود، فليس بتكرار.
قوله تعالى :﴿ إن الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وشاقّوا الرسول من بعد ما تبيّن لهم الهدى لن يضُرّوا الله ﴾ [ محمد : ٣٢ ].
نزلت في قوم ارتدوا عن الإيمان.
سورة محمد
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (مُحمَّد) أو سورة (القِتال) من السُّوَر المدنية، وقد نزلت بعد سورة (الحديد)، وحثَّتْ على الجهاد؛ لحفظِ بيضة هذا الدِّين، ولإعلاء كلمة الله بهذه الوسيلة المشروعة، وقد بيَّنتْ حقيقةَ الصراع بين الكفر والإيمان، وبين مَن يُقِيم العدلَ والطُّمأنينة ومن يُقِيم الجَوْرَ والخوف، ولا يكون ذلك إلا بما شرعه اللهُ من الوسائل.

ترتيبها المصحفي
47
نوعها
مدنية
ألفاظها
542
ترتيب نزولها
96
العد المدني الأول
39
العد المدني الأخير
39
العد البصري
40
العد الكوفي
38
العد الشامي
39

* سورة (مُحمَّد):

سُمِّيت سورة (مُحمَّد) بهذا الاسم؛ لأنَّه جاء فيها اسمُ النبي صلى الله عليه وسلم في الآية الثانية منها؛ قال تعالى: {وَاْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اْلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ اْلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّـَٔاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} [محمد: 2].

* سورة (القِتال):

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها هذا اللفظُ؛ قال تعالى: {وَيَقُولُ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٞۖ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٞ مُّحْكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا اْلْقِتَالُ رَأَيْتَ اْلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ اْلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ اْلْمَوْتِۖ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ} [محمد: 20]، ولأنها بيَّنتْ أحكامَ قتالِ الكفار ومشروعيَّتَه.

1. تعريف لطرَفَيِ الصراع، وحثُّ المؤمنين على القتال (١-٦).

2. سُنَّة الله التي لا تتبدل في المؤمنين والكافرين (٧-١٥).

3. التعريف بالمنافقين، والموازنة بينهم وبين المؤمنين (١٦-٣٠).

4. تهديد الضالِّين، ودفعُ المؤمنين لتحمُّل تكاليف الإيمان (٢٩-٣٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /234).

مقصدُ هذه السورة هو دعوةُ المؤمنين إلى حفظِ حظيرة الدِّين؛ بإقامة الجهاد وإدامته؛ فلا بد من الاستعداد الجيد، والتضحية لنشر هذا الدِّين بكل الوسائل المشروعة المطلوبة؛ ومن ذلك: الجهاد في سبيل الله؛ دفعًا للشر، ودعوة إلى الخير، ومن ذلك: تسميتُها بسورة (القِتال).

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /487).