تفسير سورة قريش

النهر الماد من البحر المحيط

تفسير سورة سورة قريش من كتاب النهر الماد من البحر المحيط
لمؤلفه أبو حيان الأندلسي . المتوفي سنة 745 هـ

﴿ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴾ هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها ظاهرة ولا سيما إن جعلت اللام متعلقة بنفس فجعلهم أو بإِضمار فعلتا ذلك لإِيلاف قريش حتى تطمئن في بلدها فذكر ذلك للامتنان عليهم إذ لو سلط عليهم أصحاب الفيل لتشتتوا في الأقاليم ولم تجتمع لهم كلمة وقال الخليل: اللام تتعلق بقوله: فليعبدوا والمعنى لأن فعل الله بقريش هذا ومكهم من الفهم هذه النعمة.﴿ فَلْيَعْبُدُواْ ﴾ أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلة وإلاف الرحلة كانوا أربعة أخوة وهم بنو عبد مناف هاشم كان يؤلف ملك الشام أخذ منه خيلاً فآمن به في تجارته إلى الشام وعبد شمس كان يؤلف إلى الحبشة والمطلب إلى اليمن ونوفل إلى فارس فكان هؤلاء يسمعون المجيرين: فيختلف تجر قريش إلى الأمصار بخيل هؤلاء الأخوة فلا يتعرض لهم أحد.﴿ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ ﴾ هو الكعبة وتمكن هنا هذا اللفظ لتقدم حمايته في السورة التي قبلها ومن هنا للتعليل أي لأجل الجوع كانوا ببلد غير ذي زرع عرضة للجوع والجدب لولا لطف الله تعالى بهم وذلك بدعوة إبراهيم عليه السلام قال تعالى:﴿ يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾[القصص: ٥٧].
﴿ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ ﴾ فضلهم على العرب بكونهم يأمنون حيث ما حلوا يقال هؤلاء قطان بيت الله فلا يتعرض إليهم أحد وغيرهم خائفون وقال ابن عباس: وآمنهم من خوف معناه من الجذام فلا ترى بمكة مجذوماً.
سورة قريش
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (قُرَيش) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التِّين)، وقد افتُتحت بتذكير قُرَيش بنِعَمِ الله عليهم؛ من التجارة، وجلبِ الخير لهم عن طريق رحلتَيِ الشِّتاء والصيف، وأن الله أطعَمهم بعد جوع، وأمَّنهم بعد خوف، ولَمَّ شملهم، وفي ذلك طلبٌ منهم أن يُوحِّدوا اللهَ ويُفرِدوه بالعبادة؛ لأنه - وحده - المستحِقُّ لذلك، لا أصنامُهم التي صنعوها بأيديهم.

ترتيبها المصحفي
106
نوعها
مكية
ألفاظها
17
ترتيب نزولها
29
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
4
العد الكوفي
4
العد الشامي
4

* سورة (قُرَيش):

سُمِّيت سورة (قُرَيش) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (قُرَيش) في مطلعها؛ قال تعالى: {لِإِيلَٰفِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1].

نِعَمُ الله على قُرَيش، ودعوتُه لعبادته (١-٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /369).

أمرُ قُرَيشِ بتوحيد الله عزَّ وجلَّ وحده بعدما أنعَمَ عليهم بنِعَمٍ كثيرة، وأطعمهم بعد جوعٍ، وآمَنهم بعد خوفٍ .

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /554).