ﰡ
﴿ لإيلاف قريش ١ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ٢ فليعبدوا رب هذا البيت ٣ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ﴾.
اللام، في قوله :﴿ لإيلاف ﴾ متعلقة بآخر السورة الفائتة، فيكون التقدير : أهلكت أصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش. أي لتأتلف قريش. أو لكي تأمن فتألف رحلتيها. وقيل : هذه السورة متعلقة بالسورة الأولى ؛ لأن الله جل شأنه ذكر أهل مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعله بالحبشة من إبادة وتدمير، ثم قال :﴿ لإيلاف قريش ﴾ أي أهلك الله أصحاب الفيل نعمة منه على قريش. فقد كانت قريش تخرج في تجارتها فلا يغير عليهم من العرب أحد، إذ كانوا يقولون : هؤلاء أهل بيت الله. وبذلك يذكّرهم الله نعمته، فقد أهلك من رام قتلهم وإيذاءهم ليألفوا الخروج ذاهبين آيبين، فلا يجترئ عليهم أحد.
قوله :﴿ وآمنهم من خوف ﴾ آمنهم الله مما كان الناس من غير أهل الحرم يخافون منه كالغارات والحروب. فكانوا بذلك آمنين مطمئنين١.