تفسير سورة قريش

غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني

تفسير سورة سورة قريش من كتاب غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني المعروف بـغاية الأماني في تفسير الكلام الرباني.
لمؤلفه أحمد بن إسماعيل الكَوْرَاني . المتوفي سنة 893 هـ

سُورَةُ قُرَيْشٍ
مكية، وآيها أربع

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) يتعلق بآخر الأولى كأنه قيل: إنما جعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش، أو باعجبوا، أو بقوله: (فَلْيَعبدوا)، والفاء جواب الشرط. أي: إن لم يعبدوا اللَّه لنعم الدارين، فليعبدوه لإيلافهم.
(إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِتَاءِ... (٢) إلى اليمن. (وَالصَّيْفِ) إلى الشام نصبه على مفعولية الإيلاف. يقال: ألف الشيء وألفه بمعنىً. وقرأ ابن عامر الأول بحذف الياء جمعاً بين اللغتين، أو هو أيضاً مصدر ألف. روي أنَّ قريشاً وهم أولاد النضر بن كنانة -والقرش: دابة
عظيمة في البحر تلعب في السفن، ولا يدفعها غير النار- والتصغير للتعظيم، كانوا سكان الحرم، وكان إذا أصابهم مجاعة خرجوا إلى البر، وضربوا الأخبية متفرقين ربما مات طائفة جوعاً، فقام هاشم يوماً خطيباً وحثهم على الرحلتين، فأثروا بعد ذلك وحسن حالهم. ولما أهلك اللَّه أصحاب الفيل أمنوا من تعرض الناس، فمنَّ اللَّه عليهم بذلك (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا).
(فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)
* * *
تمت، والحمد لمن آلاؤه عمت. والصَّلاة على المختار من هاشم.
* * *
سورة قريش
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (قُرَيش) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التِّين)، وقد افتُتحت بتذكير قُرَيش بنِعَمِ الله عليهم؛ من التجارة، وجلبِ الخير لهم عن طريق رحلتَيِ الشِّتاء والصيف، وأن الله أطعَمهم بعد جوع، وأمَّنهم بعد خوف، ولَمَّ شملهم، وفي ذلك طلبٌ منهم أن يُوحِّدوا اللهَ ويُفرِدوه بالعبادة؛ لأنه - وحده - المستحِقُّ لذلك، لا أصنامُهم التي صنعوها بأيديهم.

ترتيبها المصحفي
106
نوعها
مكية
ألفاظها
17
ترتيب نزولها
29
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
4
العد الكوفي
4
العد الشامي
4

* سورة (قُرَيش):

سُمِّيت سورة (قُرَيش) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (قُرَيش) في مطلعها؛ قال تعالى: {لِإِيلَٰفِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1].

نِعَمُ الله على قُرَيش، ودعوتُه لعبادته (١-٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /369).

أمرُ قُرَيشِ بتوحيد الله عزَّ وجلَّ وحده بعدما أنعَمَ عليهم بنِعَمٍ كثيرة، وأطعمهم بعد جوعٍ، وآمَنهم بعد خوفٍ .

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /554).