" بسم " : الباء في " بسم " تشير إلى براءة سر الموحدين عن حسبان الحدثان، وعن كل شيء مما لم يكن فكان، وتشير إلى الانقطاع إلى الله في السراء والضراء، والشدة والرخاء.
والسين تشير إلى سكونهم في جميع أحوالهم تحت جريان ما يبدو من الغيب بشرط مراعاة الأدب.
والميم تشير إلى منة الله عليهم بالتوفيق لما تحققوا به من معرفته، وتخلقوا به من طاعته.
ﰡ
" الإيلاف " : مصدر آلَفَ، إذا جَعَلْتَهُ يَأْلَف. . . وهو أَلِفَ إِلْفاً.
والمعنى : جعلهم كعصفٍ مأكولٍ لإيلافِ قريْشْ، أي لِيَأْلَفوا رحلتهم في الشتاء والصيف.
وكانت لهم رحلتان للامتيار : رحلةٌ إلى الشام في القيظ، ورحلة إلى اليمن في الشتاءِ، والمعنى : أنعم اللَّهُ عليهم بإهلاكِ عدوِّهم ليؤلَّفَهم رحلتيهم.
﴿ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ ﴾.
فليعبدوه لِمَا أنعم به عليهم.
﴿ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفِ ﴾.
حين جعَلَ الحرَمَ آمِناً، وأجارَهم من عدوِّهم.
ويقال : أنعم عليهم بأن كفاهم الرحلتين بجلْبِ الناسِ الميرةَ إليهم من الشام ومن اليمن.
وَوجْهِ المِنَّةِ في الإطعام والأمان هو أن يتفرَّغوا إلى عبادة الله ؛ فإِنَّ مَنْ لم يكن مكْفِي الأمور لا يتفرَّغُ إلى الطاعة، ولا تساعده القوة ولا القلبُ إلاَّ عند السلامة بكلِّ وجهٍ، وقد قال تعالى :
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ﴾ [ البقرة : ١٥٥ ] فقدَّم الخوف على جميع أنواع البلاءِ.