تفسير سورة قريش

تيسير التفسير

تفسير سورة سورة قريش من كتاب تيسير التفسير
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة قريش مكية، وآياتها أربع، نزلت بعد سورة التين. لقد كان البيت الحرام مقدسا عند جميع العرب، وزادت حرمته بعد حادث الفيل. وكانت لقريش حرمة عند العرب، بسبب جوارها للحرم، مما ساعد أهلها على أن يسيروا في الأرض آمنين.. حيثما حلوا وجدوا الكرامة والرعاية. وكانت لهم رحلتان : إلى اليمن في الجنوب في الشتاء، وإلى الشام في الشمال في الصيف. وقد كفلت جيرة البيت الحرام لقريش الأمن والسلامة في هذه التجارة الرابحة، وجعلت لها ميزة ظاهرة، وفتحت أمامها أبواب الرزق الواسع. وألفت نفوسهم هاتين الرحلتين الآمنتين الرابحتين. والله سبحانه وتعالى يمتن في هذه السورة على قريش ببيته الحرام الذي دفع عنهم أعداءه، وأمّنهم الخوف، وأطعمهم من الجوع.

لإيلافِ : إيلاف مصدرُ آلفه إيلافا. وألِفَ الشيءَ إلفا وإلافاً لزمه واعتاد عليه. قريش : القبيلة التي ينتسب إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
من أجل إيلاف قريشٍ الرحلةَ إلى اليَمَنِ في الشتاء، وإلى الشام في الصيف، وبكلّ أمانٍ واطمئنان سَمحَ به فضلُ الله عليهم تكريماً لبَيته الحرام، وكونهم جيرانَه..
قراءات :
قرأ ابن عامر ( لئلاف قريش ) بدون ياءٍ. والباقون : لإيلاف بالياء بعد الهمزة.
﴿ رحلة الشتاء والصيف ﴾ : رحلة التجارة التي كانوا يقومون بها إلى اليمن والشام.
من أجل هذه النِعم التي أسداها الله إليهم فأطعمهم وآمنهم، عليهم أن يعبُدوه ويُخلِصوا له الدين.
﴿ أطعمهم من جوع ﴾ : وسّع عليهم الرزق.
﴿ آمنهم من خوف ﴾ : جعلهم في أمنٍ من التعدّي عليهم.
والواقع أن من أكبرِ النعم على الإنسان وجودَه في بلده آمنا رزقُه مكفولٌ ميسَّر. وهكذا، فإن السورةَ الكريمة تجمع أهم ما يطلبه الإنسان وهو الأمن والشِبَع والاستقرار.
وفي الحديث الشريف :« من أصبح منكم آمناً في سِربه، معافىً في جسَده، وعنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزَتْ له الدّنيا »، رواه البخاري في الأدب المفرد، والترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن محصن الأنصاري أبي عمرو.
ومعنى آمناً في سِربه : أمينا على نفسِه، مطمئن البال في حَرَمه وأهله.
سورة قريش
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (قُرَيش) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (التِّين)، وقد افتُتحت بتذكير قُرَيش بنِعَمِ الله عليهم؛ من التجارة، وجلبِ الخير لهم عن طريق رحلتَيِ الشِّتاء والصيف، وأن الله أطعَمهم بعد جوع، وأمَّنهم بعد خوف، ولَمَّ شملهم، وفي ذلك طلبٌ منهم أن يُوحِّدوا اللهَ ويُفرِدوه بالعبادة؛ لأنه - وحده - المستحِقُّ لذلك، لا أصنامُهم التي صنعوها بأيديهم.

ترتيبها المصحفي
106
نوعها
مكية
ألفاظها
17
ترتيب نزولها
29
العد المدني الأول
5
العد المدني الأخير
5
العد البصري
4
العد الكوفي
4
العد الشامي
4

* سورة (قُرَيش):

سُمِّيت سورة (قُرَيش) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (قُرَيش) في مطلعها؛ قال تعالى: {لِإِيلَٰفِ قُرَيْشٍ} [قريش: 1].

نِعَمُ الله على قُرَيش، ودعوتُه لعبادته (١-٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /369).

أمرُ قُرَيشِ بتوحيد الله عزَّ وجلَّ وحده بعدما أنعَمَ عليهم بنِعَمٍ كثيرة، وأطعمهم بعد جوعٍ، وآمَنهم بعد خوفٍ .

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /554).