تفسير سورة هود

غريب القرآن

تفسير سورة سورة هود من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أَخبرنا أَبو جعفر قال : حدثنا علي بن أحمد، قال : حدثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما السَّلامُ في قوله تعالى :﴿ مِن لَّدُنْ ﴾ معناهُ مِنْ عِند.
وقوله تعالى :﴿ { [ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ﴾ معناهُ يَحنونَ ظُهورَهُم. ويَستَغشُونَ ثِيابَهُم : معناهُ يَتَغَطونَ بِهَا.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ ﴾ معناهُ العزُّ والسُّلطانُ.
وقوله تعالى :﴿ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ ﴾ معناهُ أجلٌ مَعْدودٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَحَاقَ بِهِم ﴾ معناهُ أَحَاطَ بِهِمْ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ ﴾ معناهُ يائِسٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ ﴾ معناه أمسَسْنَاهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَخْبَتُواْ ﴾ معناهُ أنابوا وتَواضعُوا.
وقوله تعالى :﴿ بَادِيَ الرَّأْيِ ﴾ معناهُ ظَاهِرُ الرَّأَيّ.
وقوله تعالى :﴿ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي ﴾ معناهُ جِنَايَتِي.
وقوله تعالى :﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ ﴾ معناهُ السَّفينةُ وهو واحدٌ من جَمعٍ.
وقوله تعالى :﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْريهَا ﴾ معناهُ مَسيرُها. ومن قرأ مُجْراها معناه أجريتُهَا أنا. ﴿ وَمُرْسَاهَا ﴾ معناهُ وَقْفتُها
وقوله تعالى :﴿ وَغِيضَ الْمَآءُ ﴾ معناهُ نَقَصَ وَقَلَّ.
وقوله تعالى :﴿ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾ وهو جبلٌ بَقُربِ المَوصِلِ.
وقوله تعالى :﴿ إِلاَّ اعْتَرَاكَ ﴾ معناه أَصابَكَ.
وقوله تعالى :﴿ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ ﴾ معناهُ قادر عليها. وقَابِضٌ عَلَيهَا.
وقوله تعالى :﴿ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ فالجَبَّارُ : المُتَكبِّرُ عَن عِبادةِ الله تَعالى والجَبَّارُ : الطَّويلُ العَظيمُ. والجَبَّارُ : الفَتاكُ في غَيرِ حَقٍ. والجَبَّارُ : القَاهِرُ. والعَنيدُ : الجَائرُ العَادِلِ عَن الحَقِ.
وقوله تعالى :﴿ هُوَ أَنشَأَكُمْ ﴾ معناهُ ابتَدأ خَلقكِمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ معناهُ جَعَلَكُم فِيهَا عُمَّاراً.
وقوله تعالى :﴿ جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾ فالحَنيذُ : الشِّواءُ الذِي يَقْطُرُ.
وقوله تعالى :﴿ نَكِرَهُمْ ﴾ معناه أَنْكرَهُمْ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ﴾ معناهُ أضمرَ مِنهُم خَوفاً.
وقوله تعالى :﴿ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ﴾ فالبَركاتُ : هي السَّعادةُ.
وقوله تعالى :﴿ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ ﴾ معناه الخَوفُ والفَزعُ.
وقوله تعالى :﴿ مُّنِيبٌ ﴾ معناه تائبٌ.
وقوله تعالى :﴿ يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ معناهُ شديدٌ.
وقوله تعالى :﴿ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ ﴾ معناهُ يُسْتَحثُّونَ، ويُسرَعُ بِهم.
وقوله تعالى :﴿ أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴾ معناهُ أصير فاُنصرْ. والرُّكنُ الشَّدِيدُ : العَشِيرةُ. والشَّديدُ : العَزيزُ المَنِيعُ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ ﴾ معناهُ سِرْ. يقالُ : للسَّيرِ بالليلِ السُّرى. يقالُ : سَريتُ وأسْريتُ. وبالنَّهارِ سِرتُ.
وقوله تعالى :﴿ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴾ معناه شَديدٌ صَلِبٌ. ويقال إِنَّها بالفَارسيةِ سك وكل، وماءٌ وَطينٌ.
وقوله تعالى :﴿ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾، معناه : طَاعةُ الله خَيرٌ لكم. ومُرافقتكُم إِيّاه. ويقالُ : مَا أَبقى لَكُمْ مِن الحَلاَلِ خَيرٌ لَكُمْ.
وقوله تعالى :﴿ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي ﴾، معناه : لا يَحمِلَنكُمْ. وشِقَاقِي، معناهُ : ضِراري.
وقوله تعالى :﴿ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً ﴾، معناه : جَعَلْتُموهُ خَلفَ ظِهُورِكُمْ، وتَركْتُمُوهُ وَلَم تَلتَفِتُوا إِليهِ.
وقوله تعالى :﴿ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾، معناه : المُعَانُ.
وقوله تعالى :﴿ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ﴾، معناه : غَيرُ تَدْمِيرٍ.
وقوله تعالى :﴿ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴾، فالزَّفيرُ فِي الحَلقِ ؛ والشَّهِيقُ في الصَّدرِ.
وقوله تعالى :﴿ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾، معناهُ : غَيرُ مَقطُوعٍ.
وقوله تعالى :﴿ فِي مِرْيَةٍ ﴾، معناهُ : فِي شَكٍّ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَرْكَنُواْ ﴾، معناهُ : ولا تَمِيلُوا.
وقوله تعالى :﴿ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ ﴾، معناه : ساعاتٌ مِنهُ ؛ واحد [ تُ ]هَا زُلفَةٌ.
وقوله تعالى :﴿ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ ﴾، معناه : ما تَكَبَّرُوا فِيهِ.
سورة هود
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (هُودٍ) من السُّوَر المكية، وقد افتُتِحت بتعظيمِ الكتاب ووصفِه بالإحكام والتفصيل، واشتملت على حقائقِ العقيدة وأصولِ الدعوة إلى الله، مرغِّبةً ومرهِّبةً، واصفةً أهوالَ ومشاهد يوم القيامة التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء في الأثر، وقد جاء في السورةِ كثيرٌ من قصص الأنبياء؛ تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأخذِ العِبَر من حال الأنبياء، ودعوتِهم مع أقوامهم.

ترتيبها المصحفي
11
نوعها
مكية
ألفاظها
1946
ترتيب نزولها
52
العد المدني الأول
122
العد المدني الأخير
121
العد البصري
121
العد الكوفي
123
العد الشامي
122

* قوله تعالى: {أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ اْلصُّدُورِ} [هود: 5]:

عن محمَّدِ بن عبَّادِ بن جعفرٍ: أنَّه سَمِعَ ابنَ عباسٍ يَقرأُ: {أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: 5]، قال: سألتُه عنها، فقال: «أناسٌ كانوا يَستحيُون أن يَتخلَّوْا فيُفضُوا إلى السماءِ، وأن يُجامِعوا نساءَهم فيُفضُوا إلى السماءِ؛ فنزَلَ ذلك فيهم». أخرجه البخاري (4681).

* قوله تعالى: {وَأَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ} [هود: 114]:

عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: «أنَّ رجُلًا أصابَ مِن امرأةٍ قُبْلةً، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخبَرَه؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {أَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ} [هود: ١١٤]، فقال الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، أَلِي هذا؟ قال: «لجميعِ أُمَّتي كلِّهم»». أخرجه البخاري (526).

وفي روايةٍ عنه رضي الله عنه، قال: «جاء رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبْتُ مِن امرأةٍ كلَّ شيءٍ، إلا أنِّي لم أُجامِعْها، قال: فأنزَلَ اللهُ: {أَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ} [هود: ١١٤]». أخرجه أحمد (3854).

سُمِّيتْ سورةُ (هُودٍ) بهذا الاسمِ؛ لتكرُّرِ اسمه فيها خمسَ مرَّات، ولأنَّ ما حُكِي عنه فيها أطوَلُ مما حُكِي عنه في غيرها.

جاء في فضلِ سورة (هُودٍ): أنها السُّورة التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: يا رسولَ اللهِ، قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ وأخواتُها». أخرجه البزار (٩٢).

جاءت موضوعاتُ سورةِ (هُودٍ) على النحو الآتي:

1. حقائق العقيدة (١-٢٤).

2. أصول الدعوة الإسلامية (١-٤).

3. مشهدٌ فريد ترجُفُ له القلوب (٥-٦).

4. اضطراب نفوس الكافرين (٧-١١).

5. تسلية الرسول (١٢-١٧).

6. حال الفريقين: الكافرين، والمؤمنين (١٨-٢٤).

7. حركة حقائقِ العقيدة (٢٥-٩٩).

8. قصة نوح مع قومه (٢٥-٤٩).

9. قصة هود مع قومه (٥٠-٦٠).

10. قصة صالح مع قومه (٦١-٦٨).

11. تبشير الملائكةِ لإبراهيم عليه السلام (٦٩-٧٦).

12. إجرام قوم لوط (٧٧-٨٣).

13. قصة شُعَيب مع قومه (٨٤-٩٥).

14. مُوجَز قصة موسى مع فِرْعون (٩٦-٩٩).

15. التعقيب على حقيقة العقيدة (١٠٠-١٢٣).

16. العِبْرة فيما قص الله علينا دنيا وآخرة (١٠٠-١٠٩).

17. الاختلاف في الحق، والركون إلى الظَّلمة (١١٠- ١١٥).

18. الفتنة تعُمُّ بسكوت الصالحين (١١٦-١١٩).

19. في القصص تثبيتٌ وتسلية للقلب (١٢٠-١٢٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /445).

أشارت بدايةُ السُّورة بافتتاحها بـ(الأحرُفِ المقطَّعة: {الٓر}) إلى أن مقصدَها تعظيمُ هذا الكتاب، ووصفُ الكتاب بالإحكامِ والتفصيل، في حالتَيِ البِشارة والنِّذارة، المقتضي لوضعِ كلِّ شيء في أتَمِّ مَحالِّه، وإنفاذه - مهما أريدَ -، المُوجِب للقدرة على كل شيء، وفي ذلك تسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيتٌ له على الحق: {فَاْصْبِرْۖ إِنَّ اْلْعَٰقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49].

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /175).