تفسير سورة هود

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة هود من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ قالوا سلاما قال سلام ﴾ [ هود : ٦٩ ].
٥١٠- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك عن أبي جعفر القارئ١، قال : كنت مع ابن عمر فيسلم عليه فيقول : السلام عليكم، ويرد كما يقال. ٢
١ - أبو جعفر القارئ: اسمه يزيد بن القعقاع عن مولاه عبد الله بن عياش عن أبي ربيعة وأبي هريرة وعنه نافع القارئ ومالك. قال ابن المثنى مات سنة سبع وعشرية ومائة. الخلاصة: ٣٨٤..
٢ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/ ١٠٦٠. قال ابن العربي: "هذا على أن القول هاهنا سلام بلفظه أو بمعناه"..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ﴾ [ هود : ٧١ ].
٥١١- يحيى : قال مالك : المرأة الحامل أول حملها بشر وسرور وليس بمرض ولا خوف لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه :﴿ فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوبِ ﴾. ١
١ -الموطأ: ٢/١٦٤، كتاب الوصية، باب أمر الحامل والمريض والذي يحضر القتال في أموالهم..
الآية الثالثة : قوله تعالى :﴿ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ﴾ [ هود : ٧٣ ].
٥١٢- القرطبي : روى مالك عن وهب بن كيسان أبي نعيم عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : كنت جالسا عند عبد الله بن عباس فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم زاد شيئا من ذلك، فقال ابن عباس : من هذا ؟ فقالوا : اليماني الذي يخشاك فعرفوه إياه. فقال : إن السلام انتهى إلى البركة. ١
١ - الجامع: ٩/٧١..
الآية الرابعة : قوله تعالى :﴿ أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ﴾ [ هود : ٨٧ ].
٥١٣- ابن العربي : قال ابن وهب : سمعت مالكا يقول : كانوا يكسرون الدنانير، والدراهيم فيعاقب من كسر الدنانير والدراهيم. ١
١ - القبس: ٣/١٠٦٧ كتاب التفسير. وزاد ابن العربي قائلا: الإذاية على قسمين: إذاية خاصة، وهي أخفها، وإذاية عامة، وهي أثقلها، وأعظم الإذاية ما يعم الناس، ولذلك كان سعيد بن المسيب يقول: "قطع الدنانير والدراهيم من الفساد في الأرض. فإن فيها إذاية للناس في أموالهم وسرقة لها من جميعهم فإن قيل فإذا قرضها الإنسان لنفسه يأثم أم لا؟ قلنا إن قرضها ليصرفها إلى منفعة أخرى جاز وإن قرضها ليزوجها على الخلق هلك. وروى عنه أصبغ أنه من فعل هذا لا تقبل شهادته" وقال في أحكام القرآن: "إذا كان هذا معصية وفسادا يرد الشهادة فإنه يعاقب من فعل ذلك. قال مالك: يعاقبه السلطان على ذلك. هكذا مطلقا من غير تحديد العقوبة": ٣/١٠٦٤. وينظر: ٣/١٠٦٣ من نفس المصدر، والجامع: ٩/٨٨. وانظر: كتاب المحاربة من موطأ عبد الله بن وهب، ص٨. والاستنكار لابن عبد البر القرطبي: ١٩/٢٢٤..
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ﴾ [ هود : ١١٤ ].
٥١٤- يحيى : عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حمران، مولى عثمان بن عفان، أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد، فجاء المؤذن فآذنه بصلاة العصر. فدعا بماء فتوضأ. ثم قال : والله لأحدثنكم حديثا، لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكموه، ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( ما من امرئ يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها ). ١
قال يحيى : قال مالك : أراه يريد هذه الآية :﴿ وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ﴾.
قوله تعالى :﴿ وأقم الصلاة ﴾ [ هود : ١١٤ ].
٥١٥- ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك في هذه الآية : أنها الصلاة المكتوبة. ٢
قوله تعالى :﴿ طرفي النهار ﴾ [ هود : ١١٤ ].
٥١٦- ابن حجر : عن مالك، [ وابن حبيب ] الصبح طرف، والظهر والعصر، طرف. ٣
قوله تعالى :﴿ وزلفا ﴾ [ هود : ١١٤ ].
٥١٧- ابن حجر : عن مالك، المغرب والعشاء. ٤
قوله تعالى :﴿ إن الحسنات يذهبن السيئات ﴾ [ هود : ١١٤ ].
٥١٨- ابن العربي : قال مالك : هي الصلوات الخمس. ٥
١ - الموطأ: ١/٣٠ كتاب الطهارة وأخرجه ابن العربي في أحكام القرآن: ٣/١٠٦٩ وزاد قائلا: فعلى قول مالك يعني عثمان: "لولا أن معنى ما أذكره لكم مذكور في كتاب الله ما ذكرته لئلا تتهموني"..
٢ -أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٠٦٩..
٣ -فتح الباري: كتاب التفسير: ٨/٣٥٥..
٤ -ن. م. كتاب التفسير: ٨/ ٣٥٥..
٥ - أحكام القرآن لابن العربي: ٣/١٠٧٠. وزاد ابن العربي قائلا: "وعليه يدل أول الآية في ذكر الصلاة، فعليه يرجع أخرها". ينظر المحرر: ٩/٢٣٥، والجواهر الحسان: ٢/٢٢١..
الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾ [ هود : ١١٨- ١١٩ ].
٥١٩- ابن جرير : حدثني يونس١، قال : أخبرنا أشهب، قال : سئل مالك عن قول الله :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾، قال : خلقهم ليكونوا فريقين : فريق في الجنة، وفريق في السعير. ٢
٥٢٠- ابن عطية : روى أشهب عن مالك أنه قال : " ذلك " إشارة إلى أن يكون، فريق في الجنة وفريق في السعير. ٣
٥٢١- ابن العربي : قال المخزومي : سمعت مالكا يقول في قوله :﴿ إلا من رحم ربك ﴾. قال : للرحمة، وقال قوم : للاختلاف. ٤
٥٢٢- ابن كثير : قال ابن وهب سألت مالكا عن قوله تعالى :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾. قال : فريق في الجنة وفريق في السعير. ٥
٥٢٣- ابن كثير : عن مالك، فيما روينا عنه في التفسير، ﴿ ولذلك خلقهم ﴾. قال : للرحمة. ٦
٥٢٣م- ابن وهب : قال : وسمعت مالكا يقول في قول الله :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ﴾، الذين رحمهم لم يختلفوا. ٧م
١ - يونس بن عبد الأعلى. عالم الديار المصرية الحافظ المقرئ الفقيه مولده في آخر سنة سبعين ومائة. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يوثق يونس ويرفع من شأنه، توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين. تذكرة الحفاظ للذهبي م١ ج٢/٥٢٧، ٥٢٨..
٢ -جامع البيان: م٧ج١٢/١٤٣. وقال مكي في الهداية: "روى ابن وهب عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما أنه قال في معنى الآية: خلق الله أهل رحمة لئلا يختلفوا. وقيل هو متعلق بما بعده بقوله: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، ولذلك خلقهم﴾، وهو قول مالك المتقدم" ٧٠م. خ. ع. ق ٥٨ ويلاحظ: أن مكي في قوله الأول. أوقف هذا الخبر على عمر بن عبد العزيز ولم يعزه لمالك كما في مصادر أخرى.
وفي أحكام القرآن لابن العربي: "قال أشهب: سمعت مالكا يقول في قول الله: ﴿ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾ للاختلاف؟ فقال لي: ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير": ٣/١٠٧٢. وعلق على هذا قائلا: وهذا قول من فهم الآية.
وقد أورد ابن رشد في البيان والتحصيل هذا النص، وعقب عليه قائلا: "تفسير مالك صحيح واضح لأن الله تعالى خلق عباده لما تيسرهم له مما قدره عليهم من طاعة وإيمان يصيرون به إلى الجنة أو كفر وعصيان يصيرون به إلى النار. هـ": ١٨/٣٥٣. وينظر: الاعتصام: ٢/١٦٥-١٦٧..

٣ - المحرر: ٩/٢٤٠..
٤ - القبس، كتاب التفسير: ٣/١٠٦٨..
٥ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٨٦٦..
٦ -ن. م. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: قال عمر بن عبد العزيز حين قرأ: ﴿ولذلك خلقهم﴾. قال: ﴿خلق أهل رحمة﴾: ٣/١٠٧٣ وفي الاعتصام للشاطبي: "روى ابن وهب عن عمر بن عبد العزيز عن مالك بن أنس أن أهل الرحمة لا يختلفون": ١/٦٢ و ٢/١٦٧- ١٦٩. عبد الله..
٧ م- تفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٤..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١٨:الآية السادسة : قوله تعالى :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾ [ هود : ١١٨- ١١٩ ].

٥١٩-
ابن جرير : حدثني يونس١، قال : أخبرنا أشهب، قال : سئل مالك عن قول الله :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾، قال : خلقهم ليكونوا فريقين : فريق في الجنة، وفريق في السعير. ٢

٥٢٠-
ابن عطية : روى أشهب عن مالك أنه قال :" ذلك " إشارة إلى أن يكون، فريق في الجنة وفريق في السعير. ٣

٥٢١-
ابن العربي : قال المخزومي : سمعت مالكا يقول في قوله :﴿ إلا من رحم ربك ﴾. قال : للرحمة، وقال قوم : للاختلاف. ٤

٥٢٢-
ابن كثير : قال ابن وهب سألت مالكا عن قوله تعالى :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ﴾. قال : فريق في الجنة وفريق في السعير. ٥

٥٢٣-
ابن كثير : عن مالك، فيما روينا عنه في التفسير، ﴿ ولذلك خلقهم ﴾. قال : للرحمة. ٦

٥٢٣م-
ابن وهب : قال : وسمعت مالكا يقول في قول الله :﴿ ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ﴾، الذين رحمهم لم يختلفوا. ٧م
١ - يونس بن عبد الأعلى. عالم الديار المصرية الحافظ المقرئ الفقيه مولده في آخر سنة سبعين ومائة. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يوثق يونس ويرفع من شأنه، توفي في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائتين. تذكرة الحفاظ للذهبي م١ ج٢/٥٢٧، ٥٢٨..
٢ -جامع البيان: م٧ج١٢/١٤٣. وقال مكي في الهداية: "روى ابن وهب عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما أنه قال في معنى الآية: خلق الله أهل رحمة لئلا يختلفوا. وقيل هو متعلق بما بعده بقوله: ﴿لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، ولذلك خلقهم﴾، وهو قول مالك المتقدم" ٧٠م. خ. ع. ق ٥٨ ويلاحظ: أن مكي في قوله الأول. أوقف هذا الخبر على عمر بن عبد العزيز ولم يعزه لمالك كما في مصادر أخرى.
وفي أحكام القرآن لابن العربي: "قال أشهب: سمعت مالكا يقول في قول الله: ﴿ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم﴾ للاختلاف؟ فقال لي: ليكون فريق في الجنة وفريق في السعير": ٣/١٠٧٢. وعلق على هذا قائلا: وهذا قول من فهم الآية.
وقد أورد ابن رشد في البيان والتحصيل هذا النص، وعقب عليه قائلا: "تفسير مالك صحيح واضح لأن الله تعالى خلق عباده لما تيسرهم له مما قدره عليهم من طاعة وإيمان يصيرون به إلى الجنة أو كفر وعصيان يصيرون به إلى النار. هـ": ١٨/٣٥٣. وينظر: الاعتصام: ٢/١٦٥-١٦٧..

٣ - المحرر: ٩/٢٤٠..
٤ - القبس، كتاب التفسير: ٣/١٠٦٨..
٥ - تفسير القرآن العظيم: ٢/٨٦٦..
٦ -ن. م. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: قال عمر بن عبد العزيز حين قرأ: ﴿ولذلك خلقهم﴾. قال: ﴿خلق أهل رحمة﴾: ٣/١٠٧٣ وفي الاعتصام للشاطبي: "روى ابن وهب عن عمر بن عبد العزيز عن مالك بن أنس أن أهل الرحمة لا يختلفون": ١/٦٢ و ٢/١٦٧- ١٦٩. عبد الله..
٧ م- تفسير عبد الله بن وهب: ٢/١٣٤..

سورة هود
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (هُودٍ) من السُّوَر المكية، وقد افتُتِحت بتعظيمِ الكتاب ووصفِه بالإحكام والتفصيل، واشتملت على حقائقِ العقيدة وأصولِ الدعوة إلى الله، مرغِّبةً ومرهِّبةً، واصفةً أهوالَ ومشاهد يوم القيامة التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؛ كما جاء في الأثر، وقد جاء في السورةِ كثيرٌ من قصص الأنبياء؛ تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأخذِ العِبَر من حال الأنبياء، ودعوتِهم مع أقوامهم.

ترتيبها المصحفي
11
نوعها
مكية
ألفاظها
1946
ترتيب نزولها
52
العد المدني الأول
122
العد المدني الأخير
121
العد البصري
121
العد الكوفي
123
العد الشامي
122

* قوله تعالى: {أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ اْلصُّدُورِ} [هود: 5]:

عن محمَّدِ بن عبَّادِ بن جعفرٍ: أنَّه سَمِعَ ابنَ عباسٍ يَقرأُ: {أَلَآ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [هود: 5]، قال: سألتُه عنها، فقال: «أناسٌ كانوا يَستحيُون أن يَتخلَّوْا فيُفضُوا إلى السماءِ، وأن يُجامِعوا نساءَهم فيُفضُوا إلى السماءِ؛ فنزَلَ ذلك فيهم». أخرجه البخاري (4681).

* قوله تعالى: {وَأَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ} [هود: 114]:

عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه: «أنَّ رجُلًا أصابَ مِن امرأةٍ قُبْلةً، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأخبَرَه؛ فأنزَلَ اللهُ عز وجل: {أَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ} [هود: ١١٤]، فقال الرَّجُلُ: يا رسولَ اللهِ، أَلِي هذا؟ قال: «لجميعِ أُمَّتي كلِّهم»». أخرجه البخاري (526).

وفي روايةٍ عنه رضي الله عنه، قال: «جاء رجُلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أصَبْتُ مِن امرأةٍ كلَّ شيءٍ، إلا أنِّي لم أُجامِعْها، قال: فأنزَلَ اللهُ: {أَقِمِ اْلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ اْلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ اْلَّيْلِۚ إِنَّ اْلْحَسَنَٰتِ يُذْهِبْنَ اْلسَّيِّـَٔاتِۚ} [هود: ١١٤]». أخرجه أحمد (3854).

سُمِّيتْ سورةُ (هُودٍ) بهذا الاسمِ؛ لتكرُّرِ اسمه فيها خمسَ مرَّات، ولأنَّ ما حُكِي عنه فيها أطوَلُ مما حُكِي عنه في غيرها.

جاء في فضلِ سورة (هُودٍ): أنها السُّورة التي شيَّبتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، قال: يا رسولَ اللهِ، قد شِبْتَ! قال: «شيَّبتْني هُودٌ وأخواتُها». أخرجه البزار (٩٢).

جاءت موضوعاتُ سورةِ (هُودٍ) على النحو الآتي:

1. حقائق العقيدة (١-٢٤).

2. أصول الدعوة الإسلامية (١-٤).

3. مشهدٌ فريد ترجُفُ له القلوب (٥-٦).

4. اضطراب نفوس الكافرين (٧-١١).

5. تسلية الرسول (١٢-١٧).

6. حال الفريقين: الكافرين، والمؤمنين (١٨-٢٤).

7. حركة حقائقِ العقيدة (٢٥-٩٩).

8. قصة نوح مع قومه (٢٥-٤٩).

9. قصة هود مع قومه (٥٠-٦٠).

10. قصة صالح مع قومه (٦١-٦٨).

11. تبشير الملائكةِ لإبراهيم عليه السلام (٦٩-٧٦).

12. إجرام قوم لوط (٧٧-٨٣).

13. قصة شُعَيب مع قومه (٨٤-٩٥).

14. مُوجَز قصة موسى مع فِرْعون (٩٦-٩٩).

15. التعقيب على حقيقة العقيدة (١٠٠-١٢٣).

16. العِبْرة فيما قص الله علينا دنيا وآخرة (١٠٠-١٠٩).

17. الاختلاف في الحق، والركون إلى الظَّلمة (١١٠- ١١٥).

18. الفتنة تعُمُّ بسكوت الصالحين (١١٦-١١٩).

19. في القصص تثبيتٌ وتسلية للقلب (١٢٠-١٢٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (3 /445).

أشارت بدايةُ السُّورة بافتتاحها بـ(الأحرُفِ المقطَّعة: {الٓر}) إلى أن مقصدَها تعظيمُ هذا الكتاب، ووصفُ الكتاب بالإحكامِ والتفصيل، في حالتَيِ البِشارة والنِّذارة، المقتضي لوضعِ كلِّ شيء في أتَمِّ مَحالِّه، وإنفاذه - مهما أريدَ -، المُوجِب للقدرة على كل شيء، وفي ذلك تسليةُ النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيتٌ له على الحق: {فَاْصْبِرْۖ إِنَّ اْلْعَٰقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49].

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /175).