تفسير سورة طه

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة طه من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

ومعناها يا رجل
لتشقى لتتعب
الثرى التراب الندي
وأخفى ما لم يكن بعد
وهل اتاك أي وقد اتاك
انست أبصرتوالقبس ما اخذته من النار في راس عود او فتيلههدى أي هاديا لانه كان قد ضل الطريق
فاخلع نعليك لانهما كانل من جلد حمار ميتطوى اسم الوادي قال الحسن قدس مرتين
اكاد اخفيها قال ابن عباس من نفسي وهذا مبالغه في كتمانها وقرا ابن جبير بفتح الالف ومعناه اظهرها
عنها أي عن الايمان بهافتردى تهلك
وأهش أضرب بها الشجر اليايس ليسقط عنه ورقه فترعاه الغنممارب حاجات وانما سئل عن العصا ليؤانس وانما عدد حوائجه اليها لئلا يؤمر بالقائها كالنعلين
سيرتها أي الى سيرتها والمعنى نردها عصا
عقدة من لساني كان قد اخذ جمرة وهو طفل فوضعها في فيه فاحترق لسانه فصار فيه عقده
والازر الظهر والمعنى اشدد به يا رب ازري
أوحينا الى امك ألهمناها
والساحل الشطمحبة مني أحبه وحببه الى خلقهولتصنع على عيني أي ولتغذى على محبتي وارادتي
فنجيناك من الغم كان مغموما مخافة أن يقتلوفتناك ابتليناك ابتلاءعلى قدر أي لميقات قدرته لمجيئك قبل خلقك
واصطنعتك أي اصطفتيتك
تنيا تضعفا في ذكري وهي رسالتي الى فرعون
لينا لطيفا
أن يفرط علينا أي يبادر بعقوبتنايطغى يستعصي
انني معكما بالنصر
أعطى كل شيء خلقه أعطى كل ذكر زوجه ثم هداه لاتيانها
فما بال القرون الا ولى أي لا تبعث
قال علمها أي علم اعمالها وقيل الساعه
وسلك أدخل سبلا طرقاوأزواجا أصنافا
النهي العقول
اياتنا كلها يعني التسع
مكانا سوى أي وسطا يستوي المسافه اليه بيننا وبينك اليه
يوم الزينه عيد لهم وكان يوم عاشورا
فجمع كيده مكره وحيلته
لا تفتروا على الله لا تشركوا بهفيسحتكم يستاصلكم
فتنازعوا امرهم بينهم يعني السحره تناظروا في امر موسى وأسروا النجوى أخفوا كلامهم من فرعون وذلك انهم قلوا اذ سمعوا كلام موسى قالوا ما هذا كلام ساحر ثم جاء فرعون فقالوا ان هذين لساحرانبطريقتكم بدينكم وسنتكم و المثلى تانيث الامثل
استعلى غلب
فاوجز اضمر
كيد ساحر عمل ساحر ولا يفلح الساحر لا يسعد الساحر حيثما كان
اينا اشد عذابا انا او رب موسى
البينات اليد والعصا
وما اكرهتنا كان فرعون يكره الناس على تعليم السحر وقيل جزعوا من ملاقاة موسى فاكرههم فرعون على حربه
مجرما مشركا
ولا تطغوا فيه لا تبطروا
ثم اهتدى لزم السنة
وما اعجلك لما وعد الله موسى ان يعطيه التوراة اختار من قومه سبعين فذهبوا معه فعجل من بينهم شوقا الى ربه
لترضى لتزداد رضا
بملكنا بطاقتنا أي لم نملك انفسنا عند الوقوع في البليةاوزارا اثقالا وهي حلي ال فرعون فقد فناها طرحناها في حفيرة وكان السامري قد قال القوا اموال فرعون فلما القوها القى عليها قبضة من تراب حافر فرس جبريل وقال كن عجلا فصار عجلا
قوله تعالى فنسى يعني موسى نسي ان يخبركم ان هذا الهه
فما خطبك أي امرك
بصرت علمت راي جبريل على فرس فاخذت من اثرها قبضة فنبذتها في العجلسولت زينت
قال فاذهب من بيننالا مساس أي لا امس ولا امس فكان يهيم مع الوحشوان لك موعدا لعذابك يوم القيامة
زرقى زرق العيون من شدة العطش
يتخافتون بينهم يسار بعضهم بعضاالا عشرا أي في القبور وقيل في الدنيا استقلوا لبثهم لهول ما استقبلهم
امثلهم اعقلهم
ينسفها يذروها
والقاع المستوي من الارض والصفصف كذلك
والعوج الاودية والامت الروابي
والداعي هو المنادي للحشر لا عوج له لا يقدرون الا يتبعواوالهمس وطء الاقدام وقيل تحريك الشفاه من غير نطق
الا من اذن له أي اذن ان يشفع فيه
وعنت خضعت
هضما نقصا
ذكرا اعتبارا
ولا تعجل بالقران كان جبريل اذا تلى عليه الاية لم يفرغ جبريل من اخرها حتى يتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اولها مخافة ان ينسى فنزلت هذه الايةيقضى يفرغ من تلاوته
عهدنا امرنا ووصينافنسي تركعزما صبرا
وتشقي تنصب وتتعب
تضحي تبرز للشمس
شجرة الخلد أي من اكل منها لم يمت
فغوى ضل طريق الخلود لانه اراده من قبل المعصية
عن ذكري عن القرانوالمعيشة الضنكى عذاب القبر
اعمى عن الحجة
فنسيتها تركتها ولم تؤمنتنسى تترك في العذاب
افلم يهدي يبين
سبقت من ربك في تاخير العذاب لكان العذاب لزاما وازل المعنى ولولا كلمة واجل
ورزق ربك أي ثوابه وقيل القناعة
فاصبر منسوخ باية السيفوسبح صلومن اناء الليل ساعاته والمراد صلاة المغرب والعشاءواطراف النهار صلاة الظهر فهي في طرف النصف الاول وطرف النصف الثانيلعلك ترضى أي بما تعطى من الثواب
بينة ما في الصحف الاولى المعنى اولم ياتهم في القران بيان ما في الكتب من اخبار الامم التي اهلكت لما سالت الايات
من قبله يعني القران وقيل الرسولنذل بالعذاب
كل متربص نحن نتربص بكم العذاب وانتم تتربصون بنا الدوائرمن اصحاب الصراط السوي الدين القويم انحن ام انتم وقيل نسخت باية السيف
سورة طه
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (طه) من السُّوَر المكية التي افتُتِحت بتعظيمِ القرآن الكريم، وبيَّنتْ أن هذا الكتابَ هو كتابُ سعادة وهناءٍ، ولم يُنزِلْهُ اللهُ عز وجل للتعاسةِ والشَّقاء، كما اشتملت على تعظيمِ الله عز وجل؛ ببيانِ عُلُوِّه فوق خَلْقه: عُلُوِّ قهرٍ وغَلَبة، وعُلُوِّ استواءٍ على عرشه كما يليقُ بجلاله، كما تطرَّقتِ الآياتُ لقصة موسى عليه السلام، وفيها تكليمُ اللهِ موسى عليه السلام، ورعايتُه له، وذكَرتْ مشاهدَ من يومِ القيامة وأهواله.

ترتيبها المصحفي
20
نوعها
مكية
ألفاظها
1351
ترتيب نزولها
45
العد المدني الأول
134
العد المدني الأخير
134
العد البصري
132
العد الكوفي
135
العد الشامي
140

* سورة (طه):

سُمِّيتْ سورة (طه) بهذا الاسمِ؛ لافتتاحِها به.

 * سورة (طه) من العِتَاق الأُوَل التي تعلَّمها الصحابة :

عن عبد الرَّحمنِ بن يَزيدَ بن جابرٍ، قال: «سَمِعْتُ ابنَ مسعودٍ يقولُ في (بَنِي إسرائِيلَ)، و(الكَهْفِ)، و(مَرْيَمَ)، و(طه)، و(الأنبياءِ) : إنَّهُنَّ مِن العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلادي». أخرجه البخاري (4994).

قال أبو عُبَيدٍ: «قولُه: «مِن تِلَادي» : يعني: مِن قديمِ ما أخَذْتُ مِن القرآنِ؛ وذلك أنَّ هذه السُّوَرَ نزَلتْ بمكَّةَ». "فضائل القرآن" للقاسم بن سلام (ص247).

* فيها اسمُ اللهِ الأعظَمُ:

فعن أبي أُمَامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: «اسمُ اللهِ الأعظَمُ الذي إذا دُعِيَ به أجابَ في ثلاثِ سُوَرٍ مِن القُرْآنِ: في (البقرةِ)، و(آلِ عِمْرانَ)، و(طه)». أخرجه الطبراني (٧٩٢٥).

وقد التمَسها بعضُ العلماء في هذه السُّوَرِ؛ فوجَدها في:

- (البقرةِ): {اْللَّهُ ‌لَآ ‌إِلَٰهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ اْلْحَيُّ اْلْقَيُّومُۚ} [البقرة: 255].

- وفاتحةِ (آلِ عِمْرانَ): {اْللَّهُ ‌لَآ ‌إِلَٰهَ ‌إِلَّا ‌هُوَ اْلْحَيُّ اْلْقَيُّومُ} [آل عمران: 2].

- وفي (طه): {وَعَنَتِ اْلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اْلْقَيُّومِۖ} [طه: 111].

ورَدتْ في سورة (طه) الموضوعات الآتية:

1. الافتتاحية (١-٨).

2. قصة موسى عليه السلام (٩-٩٨).

3. جزاء المُعرِضين عن القرآن (٩٩-١٠٤).

4. مَشاهِدُ يوم القيامة (١٠٥-١١٢).

5. مُحمَّد عليه السلام والقرآن (١١٣-١١٤).

6. آدَمُ وعداوة إبليس له ولذريته (١١٥-١٢٧).

7. إنذارٌ للمشركين، وإرشادٌ للنبي صلى الله عليه وسلم (١٢٨-١٣٥).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /490).

احتوت السورةُ على مقاصدَ عظيمةٍ؛ منها:

* التحدِّي بالقرآن؛ بذِكْرِ (الحروف المُقطَّعة) في مُفتتَحِها.

* والتنويه بأنه تنزيلٌ من الله لِهَدْيِ القابلين للهداية؛ فأكثرها في هذا الشأن.

* والتنويه بعظمةِ الله تعالى، وإثبات رسالة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ بأنها تُماثِل رسالةَ أعظَمِ رسولٍ قبله شاع ذِكْرُه في الناس؛ فضرب المَثَل لنزول القرآن على مُحمَّد صلى الله عليه وسلم بكلام اللهِ موسى عليه السلام.

* وتذكير الناس بعداوة الشيطان للإنسان بما تضمَّنتْهُ قصةُ خَلْقِ آدمَ.

* ورُتِّب على ذلك سُوءُ الجزاء في الآخرة لمن جعلوا مَقادتَهم بيد الشيطان، وإنذارُهم بسُوءِ العقاب في الدنيا.

* وتسلية النبيِّ صلى الله عليه وسلم على ما يقولونه، وتثبيته على الدِّين.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (16 /182).