تفسير سورة النجم

غريب القرآن

تفسير سورة سورة النجم من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ﴾ معناه نُجومُ القُرآنِ كان يَنزلُ بِهِ جبريل عليهِ السّلامُ على النبي صلى الله عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ خمسَ آياتٍ أو أكثرَ أو أقلَّ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ معناه أي بالهَوى.
وقوله تعالى :﴿ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ﴾ معناه قوةٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ﴾ معناه بالجَانبِ. وقال : هو مطلعُ الشَّمسِ الأَعلى.
وقوله تعالى :﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ﴾ أي جبريل عليه السَّلامُ.
وقوله تعالى :﴿ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ﴾ معناه كَما بينَ الوَترِ إلى كَبدِ القَوسِ. وقال : كُلُّ ما قِستَ بهِ فهو قَوسٌ.
وقوله تعالى :﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ معناه ما عَلِمَ، وصَدَّقَ ما رأى.
وقوله تعالى :﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ ﴾ معناه ما عَدَلَ.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا طَغَى ﴾ معناه ما جَارَ.
وقوله تعالى :﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ معناه من علاماتِهِ وعجائبهِ.
وقوله تعالى :﴿ أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى ﴾ قال : هي أصنامٌ كانوا يَعبدُونَها.
وقوله تعالى :﴿ تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى ﴾ معناه جَائرةٌ.
وقوله تعالى :﴿ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ ﴾ معناه من حُجةٍ.
وقوله تعالى :﴿ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ﴾ معناه البيانُ.
وقوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ ﴾ معناه أن يَلمَ بالذَّنبِ ثم يتوبَ منهُ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ﴾ معناه أولادٌ في بطونِهُنَّ. واحدُها جَنينٌ.
وقوله تعالى :﴿ فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ ﴾ معناه لا تُبرِّئوها.
وقوله تعالى :﴿ وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى ﴾ معناه أقلّ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ معناه بَلَّغَ ما أُمِرَ بِهِ.
وقوله تعالى :﴿ أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ معناه لا يُواخذُ بذَنبِ غَيرِهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ﴾ معناه عَملُهُ.
وقوله تعالى :﴿ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ﴾ معناه تُخلقُ
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى ﴾ معناه إحياءُ الأَمواتِ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ﴾ معناه مولَّ وكثَّر. وأقنى : أي جَعل لَهُ قِنيةً : معناه أصلُ مالٍ. ويقال : قَنى : رَضي ويقال : أَخدم.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ﴾ معناه الكوكبُ المُضيءُ الذي وراءَ الَجوزاءِ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى ﴾ وهم الذين أَرسلَ الله تعالى عليهم الرِّيحَ فدامتْ عَلَيهم سبعَ لَيالٍ وثمانيةَ أَيامٍ حتَّى هَلكُوا.
وقوله تعالى :﴿ وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ﴾ قال : رَفعَها جبريل عليهِ السَّلامُ إلى السَّماءِ ثم أَهوى بها. والمُؤتفكةُ : هِي المَخسوفُ بِهَا.
وقوله تعالى :﴿ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى ﴾ فالآلاءُ : النُّعماءُ واحدُها الَّى. وتَتَمارى : أي تَشكُّ.
وقوله تعالى :﴿ أَزِفَتِ الآزِفَةُ ﴾ معناه قَرُبتْ القِيامةُ.
وقوله تعالى :﴿ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ﴾ معناه غَافلون. ويقال : لاَهُون.
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).