تفسير سورة النجم

تفسير الشافعي

تفسير سورة سورة النجم من كتاب تفسير الشافعي
لمؤلفه الشافعي . المتوفي سنة 204 هـ

٣٩٠- قال الشافعي : ولله كتب نزلت قبل نزول القرآن، المعروف منها عند العامة التوراة والإنجيل، وقد أخبر الله أنه أنزل غيرها فقال :﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّا بِمَا فِى صُحُفِ مُوسى وَإِبْرَاهِيمَ اَلذِى وَفّى ﴾ وليس تعرف تلاوة كتب إبراهيم. وذكر زبور داود فقال :﴿ وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ اِلاَوَّلِينَ ﴾١. ( اختلاف الحديث : ٥٠٩-٥١٠. ون مختصر المزني : ٢٧٧. وأحكام الشافعي : ١/٥٤. والأم : ٤/١٧٣ و ٤/٢٤١. )
١ - الشعراء: ١٩٦..
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣٦:٣٩٠- قال الشافعي : ولله كتب نزلت قبل نزول القرآن، المعروف منها عند العامة التوراة والإنجيل، وقد أخبر الله أنه أنزل غيرها فقال :﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّا بِمَا فِى صُحُفِ مُوسى وَإِبْرَاهِيمَ اَلذِى وَفّى ﴾ وليس تعرف تلاوة كتب إبراهيم. وذكر زبور داود فقال :﴿ وَإِنَّهُ لَفِى زُبُرِ اِلاَوَّلِينَ ﴾١. ( اختلاف الحديث : ٥٠٩-٥١٠. ون مختصر المزني : ٢٧٧. وأحكام الشافعي : ١/٥٤. والأم : ٤/١٧٣ و ٤/٢٤١. )
١ - الشعراء: ١٩٦..

٣٩١- قال الشافعي : قضاء الله ﴿ أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ﴾ والله أعلم : أنه لا يبطل عمل رجل عمل غيره، وأن يكون سعي كل لنفسه وعليها. فلما كان هذا هكذا، لم يجز أن يكون مرور رجل يقطع صلاة غيره. ( اختلاف الحديث : ٥١٢. )
ــــــــ
٣٩٢- قال الشافعي رحمه الله تعالى : قال الله تبارك وتعالى :﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّا بِمَا فِى صُحُفِ مُوسى وَإِبْرَاهِيمَ اَلذِى وَفّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ﴾١. أخبرنا ابن عيينة، عن عبد الملك بن أبجر، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :« من هذا ؟ قال : ابني يا رسول الله أشهد به. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه »٢.
أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس٣ قال : كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم، فقال الله عز وجل :﴿ وَإِبْرَاهِيمَ اَلذِى وَفّى أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ﴾٤.
قال الشافعي رحمه الله : والذي سمعت ـ والله أعلم ـ في قول الله تعالى :﴿ أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ﴾٥ أن لا يؤخذ أحد بذنب غيره، وذلك في بدنه دون ماله، وإن قتل أو كان به حدا لم يقتل به غيره ولم يؤخذ ولم يحَدَّ بذنبه فيما بينه وبين الله تعالى، لأن الله عز وجل إنما جعل جزاء العباد على أعمال أنفسهم، وعاقبهم عليها. وكذلك أموالهم لا يجني أحد على أحد في ماله إلا حيث خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن جناية الخطا من الحر على الآدميين على عاقلته. فأما ما سواها فأموالهم ممنوعة من أن تؤخذ بجناية غيرهم، وعليهم في أموالهم حقوق سوى هذا من ضيافة وزكاة وغير ذلك، وليس من وجه الجناية. ( الأم : ٧/٩٥. ون أحكام الشافعي : ١/٣١٧-٣١٨. )
١ - النجم: ٣٦-٣٧-٣٨..
٢ - سبق تخريجه. ن نص التفسير رقم: ٢٩٧..
٣ - عمرو بن أوس الثقفي. عن: أبيه، والمغيرة، زعدة. وعنه: ابن سيرين، وعمرو بن دينار، وعدة. قال أبو هريرة: تسألوني وفيكم عمرو بن أوس؟! الكاشف: ٢/٣١٣. ون التهذيب: ٦/١١٨. وقال في التقريب: تابعي كبير، وهم من ذكره بالصحابة. قال صاحب التحرير ٣/٨٧: لم يذكر له مرتبة، وهو ثقة، روى له الشيخان، وروى عنه جمع، ووثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في « الثقات»..
٤ - النجم: ٣٧-٣٨. والحديث رواه البيهقي عن الشافعي في كتاب الأشربة والحد فيها باب: أخذ الولي بالولي ٨/٣٤٥.
وروى ابن جرير في التفسير ١١/٥٣٢ عن ابن عباس ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ اَلذِى وَفّى ﴾ قال: كانوا قبل إبراهيم يأخذون الولي بالولي، حتى كان إبراهيم، فبلغ ﴿ أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ﴾ لا يؤاخذ أحد بذنب غيره..

٥ - النجم: ٣٨..
٣٩٣- قال الشافعي في قول الله عز وجل :﴿ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ﴾ قال : يقال : هو الغناء بالحِمْرِيَّةِ١. وقال بعضهم : غِضَابٌ مُبَرْطِمُونَ٢.
قال الشافعي : من السُّمود، وكل ما يحَدَّثُ الرجل بِهِ، فَلَهَا عَنْهُ ولم يستمع إليه : فهو السُّمُود. ( أحكام الشافعي : ٢/١٧٨-١٧٩. )
١ - وهو قول ابن عباس وعكرمة. ن تفسير ابن جرير: ١١/٥٤٢..
٢ - وهو قول مجاهد. ن تفسير ابن جرير: ١١/٥٤٢.
ومُبَرْطِمُونَ: من البَرْطَمَةِ: وهو الانتفاخ من الغضب، ورجل مُبَرْطِمٌ: متكبر. اللسان: برطم.
وقيل: الغافلون، واللاهون، والخامدون، والرافعون رؤوسهم تكبرا وغير ذلك..

سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).