تفسير سورة الجمعة

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

الآية الأولى : قوله تعالى :﴿ ويعلمهم الكتاب والحكمة ﴾ [ الجمعة : ٢ ].
٨٩٣- ابن جرير الطبري : حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : قلت لمالك : وما الحكمة ؟ قال : المعرفة بالدين، والفقه فيه والاتباع له. ١
٨٩٤- ابن العربي : قال ابن القاسم : سمعت مالكا يقول : التفكر في أمر الله عز وجل والاتباع له. ٢
وقال ابن وهب : سمعته يقول : هو الفقه في دين الله تعالى، والعمل به.
٨٩٥- القاضي عياض : قال مالك، إنما الحكمة مسحة مَلَك على قلب العبد. وقال أيضا : الحكمة نور يقذفه الله في قلب العبد. وقال أيضا : يقع لقلبي أن الحكمة، الفقه في دين الله. وأمر يدخله الله القلوب من رحمته وفضله. ٣
١ - جامع البيان: ٣/٩٠ و ١/٥٥٧..
٢ - القبس: ٢/١٦٤، كتاب التفسير..
٣ - ترتيب المدارك: ٢/ ٦٢. ينظر: المحرر: ٢/٣٣٠، والجامع: ١٨/٩٢، وتفسير ابن كثير: ١/٣٢٣، ولباب التأويل: ١/١١٢، وموافقات الإمام الشاطبي: ٤/ ٩٧-٩٨، والدر: ٢/٦٧..
الآية الثانية : قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ [ الجمعة : ٩ ].
٨٩٦- يحيى : عن مالك، أنه سأل ابن شهاب عن قول الله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ فقال ابن شهاب : كان عمر بن الخطاب يقرؤها :- إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله. ١
قوله تعالى :﴿ فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ [ الجمعة : ٩ ].
٨٩٧- يحيى : قال مالك : وإنما السعي٢ في كتاب الله والعمل والفعل. يقول الله تبارك وتعالى :﴿ وإذا تولى سعى في الأرض ﴾٣. وقال تعالى :﴿ وأما من جاءك يسعى ﴾٤ :﴿ ثم أدبر يسعى ﴾٥. وقال :﴿ إن سعيكم لشتى ﴾٦. ٧
قال مالك : فليس السعي الذي ذكر الله في كتابه بالسعي على الأقدام، ولا الاشتداد، وإنما على العمل والفعل.
١ - الموطأ: ١/١٠٦-١٠٧ كتاب الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة. وقال القرطبي في الجامع: "قال مالك: تجب الجمعة على من في المصر بثلاثة أميال": ١٨/١٠٤. ينظر: أحكام القرآن لابن العربي: ٤/١٨٠٢-١٨٠٧، وروح المعاني: م١٠ ج٢٨/١٠٤..
٢ -السعي: سعى يسعى سعيا، قصد، وعمل ومشى وعدا، وثم، وكسب. القاموس..
٣ - سورة البقرة، الآية: ٢٠٥..
٤ - سورة عبس: الآية: ٨..
٥ - سورة النازعات، الآية: ٢٢..
٦ - سورة الليل، الآية: ٤..
٧ -الموطأ: ١/١٠٧ كتاب الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة..
سورة الجمعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجمعة) من السُّوَر المدنية، وهي من (المسبِّحات)، نزلت بعد سورة (الصَّفِّ)، وقد بدأت ببيانِ مقاصدِ البعثة النبوية، وأشارت إلى أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، ولزومِ جماعة المسلمين، وتركِ ملذَّات الدنيا وشهواتها؛ لذا جاءت بوجوب (الجُمُعة)؛ لِما في ذلك من دلالاتٍ عظيمة؛ منها: الاجتماع، والوَحْدة، والأُلْفة بين المسلمين.

ترتيبها المصحفي
62
نوعها
مدنية
ألفاظها
177
ترتيب نزولها
110
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «بَيْنما نحنُ نُصلِّي مع النبيِّ ﷺ، إذ أقبَلتْ عِيرٌ تَحمِلُ طعامًا، فالتفَتوا إليها، حتى ما بَقِيَ مع النبيِّ ﷺ إلا اثنا عشَرَ رجُلًا؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]». أخرجه البخاري (٩٣٦).

* سورة (الجمعة):

سُمِّيت سورةُ (الجمعة) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظِ {اْلْجُمُعَةِ} فيها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ اْلْجُمُعَةِ فَاْسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ اْللَّهِ وَذَرُواْ اْلْبَيْعَۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٞ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (الجمعة) في صلاة الجمعة:

عن عُبَيدِ اللهِ بن أبي رافعٍ، قال: «استخلَفَ مَرْوانُ أبا هُرَيرةَ على المدينةِ، وخرَجَ إلى مكَّةَ، فصلَّى بنا أبو هُرَيرةَ يومَ الجمعةِ، فقرَأَ سورةَ الجمعةِ، وفي السَّجْدةِ الثانيةِ: {إِذَا جَآءَكَ اْلْمُنَٰفِقُونَ}، قال عُبَيدُ اللهِ: فأدرَكْتُ أبا هُرَيرةَ، فقلتُ: تَقرأُ بسُورتَينِ كان عليٌّ يَقرؤُهما بالكوفةِ؟ فقال أبو هُرَيرةَ: إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقرأُ بهما». أخرجه مسلم (٨٧٧).

1. مقاصدُ البعثة النبوية (١-٤).

2. ذكرُ حالِ اليهود مع التوراة، والردُّ عليهم (٥-٨).

3. حضور صلاة الجمعة (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /149).

مقصودها تأكيدُ أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، والتمسُّكِ بجماعة المسلمين، ولزومها، ويَتمثَّل ذلك في الالتزام بصلاة الجمعة، وعدمِ الالتفات إلى الدنيا وشهواتها، واسمُها واضحُ الدلالة على هذا المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /84)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /206).