تفسير سورة الجمعة

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الجمعة ( وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر قال : تلا قتادة :﴿ هو الذي بعث في الأمين رسولا منهم ﴾ قال : كانت هذه الأمة أمة أمية لا يقرؤون كتابا.
١ البسملة من (م)..
عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن شروس عن عكرمة في قوله تعالى :﴿ وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ﴾ قال : هم التابعون.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ كمثل الحمار يحمل أسفارا ﴾ قال : مثل الحمار يحمل كتبا لا يدري ما على ظهره.
عبد الرزاق عن معمر قال : تلا قتادة :﴿ ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة ﴾ فقال : إن الله أذل ابن آدم بالموت، لا أعلمه إلا رفعه.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال في حرف ابن مسعود :﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله ﴾. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أنه كان يقرؤها ﴿ فامضوا إلى ذكر الله ﴾. عبد الرزاق عن الثوري عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم في قوله تعالى :﴿ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ﴾ قال : إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء. عبد الرزاق عن الثوري عن جابر١ عن مجاهد قال :﴿ إذا نودي للصلاة ﴾ قال : العزيمة عند التذكرة، كأنه يعني إذا خطب. عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن رجل عن مسروق قال :﴿ إذا نودي ﴾ هو الوقت.
١ في (م) عن حماد عن مجاهد..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ انفضوا إليها وتركوك قائما ﴾، أن أهل المدينة١ أصابهم جوع وغلا سعرهم، فقدمت عير والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فسمعوا بها، فخرجوا إليها والنبي صلى الله عليه وسلم قائم كما هو فأنزل الله تعالى :﴿ وتركوك قائما ﴾ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو اتبع آخرهم أولهم التهب عليهم الوادي نارا " ٢. قال معمر : وقال قتادة : لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ إلا اثنا عشر رجلا وامرأة٣.
١ في النسختين (أهل مكة). وقد كتب في حاشية (ق): قال: قاسم مكة والصواب المدينة. ا هـ. وهذا التصويب هو الصحيح لأن السورة مدنية، ولم تشرع الجمعة إلا في المدينة..
٢ روى الشيخان وأصحاب السنن خروج الصحابة رضوان الله عليهم من غير ذكر العقوبة. انظر صحيح البخاري ج ٦ ص ٦٣ في التفسير.
وصحيح مسلم ج ٣ ص ٩ في الجمعة. والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٨٧.
أما قوله (لو اتبع آخرهم أولهم التهب عليهم الوادي نارا) فقد رواها عبد بن حميد: انظر الدر ج ٦ ص ٢٢١..

٣ روى الشيخان وأصحاب السنن خروج الصحابة رضوان الله عليهم من غير ذكر العقوبة. انظر صحيح البخاري ج ٦ ص ٦٣ في التفسير.
وصحيح مسلم ج ٣ ص ٩ في الجمعة. والترمذي في التفسير ج ٥ ص ٨٧.
أما قوله (لو اتبع آخرهم أولهم التهب عليهم الوادي نارا) فقد رواها عبد بن حميد: انظر الدر ج ٦ ص ٢٢١.
.

سورة الجمعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجمعة) من السُّوَر المدنية، وهي من (المسبِّحات)، نزلت بعد سورة (الصَّفِّ)، وقد بدأت ببيانِ مقاصدِ البعثة النبوية، وأشارت إلى أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، ولزومِ جماعة المسلمين، وتركِ ملذَّات الدنيا وشهواتها؛ لذا جاءت بوجوب (الجُمُعة)؛ لِما في ذلك من دلالاتٍ عظيمة؛ منها: الاجتماع، والوَحْدة، والأُلْفة بين المسلمين.

ترتيبها المصحفي
62
نوعها
مدنية
ألفاظها
177
ترتيب نزولها
110
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «بَيْنما نحنُ نُصلِّي مع النبيِّ ﷺ، إذ أقبَلتْ عِيرٌ تَحمِلُ طعامًا، فالتفَتوا إليها، حتى ما بَقِيَ مع النبيِّ ﷺ إلا اثنا عشَرَ رجُلًا؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]». أخرجه البخاري (٩٣٦).

* سورة (الجمعة):

سُمِّيت سورةُ (الجمعة) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظِ {اْلْجُمُعَةِ} فيها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ اْلْجُمُعَةِ فَاْسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ اْللَّهِ وَذَرُواْ اْلْبَيْعَۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٞ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (الجمعة) في صلاة الجمعة:

عن عُبَيدِ اللهِ بن أبي رافعٍ، قال: «استخلَفَ مَرْوانُ أبا هُرَيرةَ على المدينةِ، وخرَجَ إلى مكَّةَ، فصلَّى بنا أبو هُرَيرةَ يومَ الجمعةِ، فقرَأَ سورةَ الجمعةِ، وفي السَّجْدةِ الثانيةِ: {إِذَا جَآءَكَ اْلْمُنَٰفِقُونَ}، قال عُبَيدُ اللهِ: فأدرَكْتُ أبا هُرَيرةَ، فقلتُ: تَقرأُ بسُورتَينِ كان عليٌّ يَقرؤُهما بالكوفةِ؟ فقال أبو هُرَيرةَ: إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقرأُ بهما». أخرجه مسلم (٨٧٧).

1. مقاصدُ البعثة النبوية (١-٤).

2. ذكرُ حالِ اليهود مع التوراة، والردُّ عليهم (٥-٨).

3. حضور صلاة الجمعة (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /149).

مقصودها تأكيدُ أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، والتمسُّكِ بجماعة المسلمين، ولزومها، ويَتمثَّل ذلك في الالتزام بصلاة الجمعة، وعدمِ الالتفات إلى الدنيا وشهواتها، واسمُها واضحُ الدلالة على هذا المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /84)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /206).