تفسير سورة الجمعة

تفسير غريب القرآن للكواري

تفسير سورة سورة الجمعة من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري.
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .

﴿الْأُمِّيِّينَ﴾ أي: العربَ، وَسُمُّوا بذلك؛ لأنه لم يَنْزِلْ عليهم كتابٌ.
﴿يُزَكِّيهِمْ﴾ يُطَهِّرُهُمْ مِنْ دَنَسِ الكُفْرِ.
﴿الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ القرآنَ والسُّنَّةَ والفِقْهَ في الدين.
﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ﴾ وَبَعَثَهُ اللهُ في غيرِ العربِ من المؤمنين إلى يومِ القيامةِ؛ لأن رسالتَه عَامَّةٌ إلى جميعِ البشرِ.
﴿حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ﴾ أي: كُلِّفُوا عِلْمَهَا والعَمَلَ بِمَا فِيهَا.
﴿أَسْفَارًا﴾ وَاحِدُهُ سِفْرٌ وهو الكتابُ الكبيرُ، وَسُمِّيَتْ بذلك؛ لأنه يُسْفِرُ عَنِ المَعْنَى إِذَا قُرِئَ.
﴿هَادُوا﴾ تَهَوَّدُوا.
﴿فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ لم يَقُلْ: مُدْرِكُكُمْ؛ تَأْكِيدًا في أنه لا خلاصَ منه ولا فَوْتَ.
﴿فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ﴾ فَامْضُوا إلى ذِكْرِ اللهِ، وصلاةِ الجمعةِ، وسماعِ الخطبةِ، وليس المرادُ مِنَ السَّعْيِ الإسراعَ في المَشْيِ.
﴿انفَضُّوا﴾ انْصَرَفُوا.
﴿تَرَكُوكَ قَائِمًا﴾ أي: عَلَى المِنْبَرِ تَخْطُبُ ليس مَعَكَ إلا قليلٌ مِنْهُمْ.
11
سُورة المُنَافِقُونَ
سورة الجمعة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الجمعة) من السُّوَر المدنية، وهي من (المسبِّحات)، نزلت بعد سورة (الصَّفِّ)، وقد بدأت ببيانِ مقاصدِ البعثة النبوية، وأشارت إلى أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، ولزومِ جماعة المسلمين، وتركِ ملذَّات الدنيا وشهواتها؛ لذا جاءت بوجوب (الجُمُعة)؛ لِما في ذلك من دلالاتٍ عظيمة؛ منها: الاجتماع، والوَحْدة، والأُلْفة بين المسلمين.

ترتيبها المصحفي
62
نوعها
مدنية
ألفاظها
177
ترتيب نزولها
110
العد المدني الأول
11
العد المدني الأخير
11
العد البصري
11
العد الكوفي
11
العد الشامي
11

* قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما، قال: «بَيْنما نحنُ نُصلِّي مع النبيِّ ﷺ، إذ أقبَلتْ عِيرٌ تَحمِلُ طعامًا، فالتفَتوا إليها، حتى ما بَقِيَ مع النبيِّ ﷺ إلا اثنا عشَرَ رجُلًا؛ فنزَلتْ هذه الآيةُ: {وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَٰرَةً أَوْ لَهْوًا اْنفَضُّوٓاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗاۚ} [الجمعة: 11]». أخرجه البخاري (٩٣٦).

* سورة (الجمعة):

سُمِّيت سورةُ (الجمعة) بهذا الاسم؛ لوقوع لفظِ {اْلْجُمُعَةِ} فيها؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ اْلْجُمُعَةِ فَاْسْعَوْاْ إِلَىٰ ذِكْرِ اْللَّهِ وَذَرُواْ اْلْبَيْعَۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٞ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

* كان صلى الله عليه وسلم يقرأُ سورة (الجمعة) في صلاة الجمعة:

عن عُبَيدِ اللهِ بن أبي رافعٍ، قال: «استخلَفَ مَرْوانُ أبا هُرَيرةَ على المدينةِ، وخرَجَ إلى مكَّةَ، فصلَّى بنا أبو هُرَيرةَ يومَ الجمعةِ، فقرَأَ سورةَ الجمعةِ، وفي السَّجْدةِ الثانيةِ: {إِذَا جَآءَكَ اْلْمُنَٰفِقُونَ}، قال عُبَيدُ اللهِ: فأدرَكْتُ أبا هُرَيرةَ، فقلتُ: تَقرأُ بسُورتَينِ كان عليٌّ يَقرؤُهما بالكوفةِ؟ فقال أبو هُرَيرةَ: إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ ﷺ يَقرأُ بهما». أخرجه مسلم (٨٧٧).

1. مقاصدُ البعثة النبوية (١-٤).

2. ذكرُ حالِ اليهود مع التوراة، والردُّ عليهم (٥-٨).

3. حضور صلاة الجمعة (٩-١١).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /149).

مقصودها تأكيدُ أهميةِ الاجتماع على هذا الدِّين، والتمسُّكِ بجماعة المسلمين، ولزومها، ويَتمثَّل ذلك في الالتزام بصلاة الجمعة، وعدمِ الالتفات إلى الدنيا وشهواتها، واسمُها واضحُ الدلالة على هذا المقصد.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /84)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (28 /206).