تفسير سورة نوح

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة نوح من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ ٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ ﴾ تغطوا بها.﴿ أَصَرُّواْ ﴾ أقاموا على المعصية.
﴿ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً ﴾: أي تخافون لله عظمة.
﴿ أَطْوَاراً ﴾: ضروبا وأحوالا: نطفا، ثم علقا، ثم مضغا، ثم عظاما؛ ويقال: أطوارا: أصنافا في ألوانكم ولغاتكم، والطور الحال. والطور: التارة والمرة.
﴿ فِجَاجاً ﴾ أي مسالك، واحدها فج، وكل فتح بين شيئين فهو فج.
﴿ كُبَّاراً ﴾: أي كبيرا.
﴿ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً ﴾: كلها أصنام.(سواع) اسم صنم كان يعبد في زمن نوح عليه السلام.
﴿ دَيَّاراً ﴾: أي أحدا؛ ولا يتكلم به إلا في الجحد، يقال: ما في الدار أحد ولا ديار.
﴿ فَاجِراً ﴾ أي مائلا عن الحق. وأصل الفجور: الميل، فقيل للكاذب فاجر لأنه مال عن الصدق، والفاسق فاجر لأنه مال عن الحق. وقال بعض العرب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان أتاه فشكا إليه نقب إبله ودبرها واستحمله فلم يحمله فأنشأ يقولأقسم بالله أبو حفصى عمر   ما مسها من نقيب ولا دبراغفر له اللهم إن كان فجر   أي إن كان مال عن الصدق.
﴿ تَبَاراً ﴾: أي هلاكا.
سورة نوح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (نوح) من السُّوَر المكية، وقد جاءت على ذكرِ قصة (نوح) مع قومه، وما عاناه في طريق الدعوة إلى الله من عنادهم وتكبُّرهم، مع بيانِ موقف الكافرين ومآلهم، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتحذيرٌ للكافرين أن يُنزِلَ الله بهم ما أنزله بقوم (نوح) عليه السلام، كما ثبَّتتِ السورةُ كلَّ من هو على طريق الدعوة إلى الله؛ ليكون (نوح) أسوةً له بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
71
نوعها
مكية
ألفاظها
227
ترتيب نزولها
71
العد المدني الأول
30
العد المدني الأخير
30
العد البصري
29
العد الكوفي
28
العد الشامي
29

* سورة (نوح):

سُمِّيت سورة (نوح) بهذا الاسم؛ لورود قصةِ نوح عليه السَّلام فيها.

1. نوح عليه السلام يدعو قومه (١-٢٠).

2. موقف الكافرين ومآلهم (٢١-٢٧).

3. الخاتمة (٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /367).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «أعظمُ مقاصدِ السورة ضربُ المثَلِ للمشركين بقوم نوح، وهم أول المشركين الذين سُلِّط عليهم عقابٌ في الدنيا، وهو أعظم عقابٍ؛ أعني: الطوفان.

وفي ذلك تمثيلٌ لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بحالهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /186).