تفسير سورة المزّمّل

غريب القرآن

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد قال : حدّثنا عطاء بن السائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ يأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ معناه مُتلفِّفُ بثيابِهِ.
وقوله تعالى :﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾ معناه بَيّنهُ تبييناً. ويقال : فَسّرهُ تَفسيراً ويقال : بَعضُهُ عَلَى إثرِ بَعضٍ. ويقال : ابتدِهِ حَرفاً حرفاً.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ﴾ معناه العملُ بفرائِضهِ وحُدودِهِ. والثَّقيلُ : الكَريمُ. يقال : فلانٌ يَثقلُ عَلَيَّ معناهُ يَكرُمُ عَليَّ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ ﴾ معناهُ قِيامُهُ، وهي بلسانِ الحَبشةِ يقال : نَشأ أي قَامَ. والنَّاشِئَةُ : قيامُ الليلِ كُلِّهِ. ويقال : ما بينَ المَغربِ والعِشاءِ. ويقال : مِنْ بَعدِ العِشاءِ إلى الصُّبحِ.
وقوله تعالى :﴿ أَشَدُّ وَطْأً ﴾ معناه ركوبٌ. ويقال : القِيامُ في الليلِ أَثبتُ في الخَيرِ. ويقال : يواطئُ قَلبهُ وسَمعهُ ﴿ وَأَقْومُ قِيلاً ﴾ معناه أحفظُ للقُرآنِ. ويقال : أَثبتُ قِراءةً. ويقال : أجدرُ أنْ يواطىءَ لَكَ سَمعُكَ وبَصرُكَ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً ﴾ يعني قرآناً طويلاً ويقال : دُعاءٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ﴾ [ معناه ] أَخلص لَهُ إخلاصاً.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّ لَدَيْنَآ أَنكَالاً ﴾ معناه قيودٌ واحدُها نِكالٌ. ونِكْلٌ.
وقوله تعالى :﴿ وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ ﴾ معناه لا يَسوغُ في الحَلقِ. ويقالُ : إنهُ شَجرةُ الزَّقرمِ.
وقوله تعالى :﴿ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً ﴾ معناه رَملٌ ينهَالُ.
وقوله تعالى :﴿ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً ﴾ أي شديداً متحتماً.
وقوله تعالى :﴿ السَّمَآءُ مُنفَطِرٌ بِهِ ﴾ معناه مُتشققٌ.
وقوله تعالى :﴿ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ ﴾ معناه أن لَنْ تَطيقوهُ.
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).