تفسير سورة المزّمّل

جهود ابن عبد البر في التفسير

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب جهود ابن عبد البر في التفسير
لمؤلفه ابن عبد البر . المتوفي سنة 463 هـ

٥١١- أمر فيها بقيام الليل وترتيل القرآن، وهذه الآية إن كانت منسوخة بالصلوات الخمس، وبقوله-جل وعز :﴿ علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن ﴾١، فإن التهجد به مندوب إليه محمود فاعله عليه، قالت عائشة- رضي الله عنها : كان بين نزول أول سورة المزمل وبين آخرها حول كامل، قام فيه المسلمون حتى شق عليهم. فأنزل الله تعالى التخفيف عنهم في آخر السورة. وقال عز وجل لنبيه- صلى الله عليه وسلم :﴿ ومن الليل فتهجد به نافلة لك ﴾٢. ( س : ٨/٢٠-٢١ )
١ سورة المزمل: ١٨..
٢ يشير إلى الآية السابقة..
٥١٢- الترتيل : التمهل والترسل، ليقع مع ذلك التدبر، وكذلك كانت قراءته- صلى الله عليه وسلم- حرفا حرفا، فيما حكت أم سلمة١ وغيرها. ( ت : ٦/٢٢٢ )
١ أخرج الترمذي بسنده على يعلى بن مملك "أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وصلاته. فقالت: وما لكم وصلاته؟ وكان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا" باب ما جاء كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: ٤/٢٥٤..
٥١٣- حدثنا محمد بن إبراهيم، قال : حدثنا أحمد بن مطرف، قال : حدثنا سعيد بن عثمان، قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شبرمة، عن الحسن في قول الله عز وجل :﴿ علم أن لن تحصوه ﴾، قال : لن تطيقوه. ( ت : ٢٤/٣٢٠ ).
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).