تفسير سورة المزّمّل

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة المزمل

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ يا أيها المزمل ﴾ قال : هو الذي يتزمل٢ بثيابه.
١ البسملة من (م)..
٢ في (م) الذي قد تزمل بثيابه..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لما نزلت :﴿ قم الليل إلا قليلا ﴾ قاموا حولا أو حولين حتى انتفخت سوقهم وأقدامهم فأنزل الله تعالى تخفيفها في آخر السورة ﴿ علم أن سيكون منكم مرضى ﴾ حتى بلغ ﴿ ما تيسر منه ﴾ قال : فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ ورتل القرءان ترتيلا ﴾ قال : بلغنا أن عامة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كانت المد١.
١ رواه البخاري بمعناه في فضائل القرآن ج ٦ ص ١١٢ والإمام أحمد ج ٣ ص ١٢٧..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ قولا ثقيلا ﴾ قال : تثقل والله فرائضه وحدوده. عبد الرزاق عن معمر قال : أخبرني هشام بن عروة عن أبيه١ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه٢.
١ (عن أبيه)، من (ق)..
٢ رواه أحمد ج ٦ ص ١١٨ مع اختلاف يسير..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ هي أشد وطئا وأقوم قيلا ﴾ قال : القيام في الليل أشد وطأ يقول : أثبت في الخير، ﴿ وأقوم قيلا ﴾ يقول : وأحفظ للقراءة١.
عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ أشد وطئا ﴾ قال : يواطئ سمعك وقلبك وبصرك، ﴿ وأقوم قيلا ﴾ أثبت للقراءة.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ إن ناشئة الليل ﴾ قال : كل شيء بعد العشاء فهو ناشئة.
١ في (م) وأحفظ في الآخرة، ورواية الطبري كالتي أثبتناها..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ سبحا طويلا ﴾ قال : فراغا طويلا.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وتبتل إليه تبتيلا ﴾ قال : أخلص له الدعوة١ والعبادة.
١ في (م) الدعاء والعبادة..
عبد الرزاق عن جعفر قال : سمعت أبا عمران الجوني يقول : في قوله تعالى :﴿ أنكالا وجحيما ﴾ قال : أنكالا قيودا، والله لا تحل أبدا.
عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي في قوله ﴿ كثيبا مهيلا ﴾ قال : المهيل الذي إذا أخذت منه شيئا اتبعك آخره قال : والكثيب من الرمل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ أخذا وبيلا ﴾ قال : شديدا.
عبد الرزاق عن معمر قال : تلا قتادة :﴿ فكيف تتقون إن كفرتم يوما ﴾ فقال : والله لا يتقي الله عبد كفر بالله ذلك اليوم.
عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم قال معمر : أحسبه قال : الحارث بن هشام فقال : كيف يأتيك الوحي يا رسول الله ؟ قال :" يأتيني أحيانا وله صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت وذلك أشد ما يكون عليّ، ويأتيني أحيانا في صورة الرجل أو قال : الملك فيكلمني فأعي ما يقول، وذلك أهون علي١ ".
١ رواه البخاري في بدء الوحي ج ١ ص ٢ مختصرا وفي بدء الخلق ج ٤ ص ٨٠ ومسلم في الفضائل ج ٧ ص ٨٢ والترمذي في المناقب ج ٥ ص ٢٥٨.
وأحمد ج ٦ ص ١٥٨..

سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).