تفسير سورة المزّمّل

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" المزمل " الملتف في ثيابه وأصله المتزمل فأدغمت التاء في الزاي.
" ورتل القرآن " الترتيل في القراءة التبيين لها كأنه يفصل بين الحرف والحرف ومنه قيل ثغر رتل ورتل إذا كان مفلجا لم يلصق بعض الأسنان على بعض ولا يركب بعضها بعضا.
" ناشئة الليل " ساعته من نشأت اي ابتدأت، " هي أشد وطأ " أثبت قياما يعني أن ناشئة الليل أوطأ للقيام وأسهل على المصلي من ساعات النهار لأن النهار خلق لتصرف العباد فيه والليل خلق للراحة " والخلوة من العمل فالعبادة فيه أسهل وجواب آخر أشد وطئا أي أشد على المصلي من صلاة النهار لأن الليل خلق للنوم فإذا أزيل عن ذلك ثقل على العبد ما يتكلفه منه وكان الثواب أعظم من هذه الجهة ومن قرأ أشد وطاء أي موطأة أي أجدر أن يواطىء اللسان القلب والقلب العمل وقرئت أشد وطئا فقيل هو بمعنى الوطء وقال الفراء لا يقال الوطء ولم يجزه
" وأقوم قيلا " أصح قولا لهدوء الناس وسكون الأصوات.
" سبحا طويلا " أي متصرفا فيما تريد أي لك في النهار ما يقضي حوائجك وقرئت سبخا بالخاء المعجمة أي سعة يقال سبخي قطنك أي وسعيه ونفشيه والتسبيخ التخفيف أيضا يقال اللهم سبخ عنه الحمى أي خفف.
" وتبتل إليه " انقطع إليه.
" أنكالا " قيودا ويقال أغلالا واحدها نكل.
" وطعاما ذا غصة " أي تغص به الحلوق فلا يسوغ
" كثيبا مهيلا " رملا سائلا يقال لك ما أرسلته من يدك من رمل أو تراب أو نحو ذلك هلته يعني أن الجبال فتتت من زلزلتها حتى صارت كالرمل المدرى.
" وبيلا " أي شديدا بلغة حمير متخما لا يستمرأ.
" شيبا " جمع أشيب وهو الأبيض الرأس.
" منفطر به " متشقق به أي باليوم.
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).