تفسير سورة المزّمّل

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب مجاز القرآن
لمؤلفه أبو عبيدة . المتوفي سنة 210 هـ

﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ مجازها : المتزمل، أدغمت التاء فثقلت. المتزمل عند العرب : الملتف بثيابه.
﴿ إنَّ نَاشِئَةَ اللْيِلِ ﴾ ساعات الليل وهي آناء الليل ناشئةً بعد ناشئة.
﴿ أَشَدُّ وَطْئاً ﴾ عليك أشد ركوباً وكل شيء تعمله من سير أو صلاة بالليل فهو أشد وطئاً عليك ويقال : وطئنا الليل وطئاً فراشاً أي مهاداً لأنه يفترش الليل.
﴿ وَأَقْوَمُ قِيلاً ﴾ أسمع قولاً، إن الليل أسمع.
﴿ سَبْحاً طَوِيلاً ﴾ منقلباً طويلاً.
﴿ أَنْكَالاً ﴾ النكل القيد.
﴿ طَعَاماً ذَا غُصَّةٍ ﴾ لا يسوغ في الحلق.
﴿ كَثِيباً مَهِيلاً ﴾ من هلته تهيله.
﴿ أَخْذاً وَبِيلاً ﴾ متخذاً شديداً، يقال : كلأٌ مستو بل أي لا يستمرأ وكذلك الطعام.
﴿ السَّماُء مُنْفَطِرٌ بِهِ ﴾ قال أبو عمرو : السماء منفطرة، ألقى الهاء لأن مجازها السقف، تقول : هذا سماء البيت وقال قوم : قد تلقي العرب من المؤنث الهاآت استغناء، يقال : مهرة ضامر وامرأة طالق ؛ والمعنى متشققة.
﴿ أَدْنَى ﴾ أقرب. ﴿ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللّهِ هُوَ خَيْراً ﴾ تجدوه عند الله خيراً.
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).