تفسير سورة التين

تفسير ابن عباس

تفسير سورة سورة التين من كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس المعروف بـتفسير ابن عباس.
لمؤلفه الفيروزآبادي . المتوفي سنة 817 هـ

وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿والتين وَالزَّيْتُون﴾ يَقُول أقسم الله بِالتِّينِ تينكم هَذَا وَالزَّيْتُون زيتونكم هَذَا وَيُقَال هما مسجدان بِالشَّام وَيُقَال هما جبلان بِالشَّام وَيُقَال التِّين هُوَ الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ بَيت الْمُقَدّس وَالزَّيْتُون هُوَ الْجَبَل الَّذِي عَلَيْهِ دمشق
﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾ وَأقسم بجبل ثبير وَهُوَ جبل بمدين الَّذِي كلم الله عَلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وكل جبل هُوَ الطّور بِلِسَان النبط وسينين هُوَ الْجَبَل الْحسن الشّجر
﴿وَهَذَا الْبَلَد الْأمين﴾ وَأقسم بِهَذَا الْبَلَد بلد مَكَّة الْأمين من أَن يهاج فِيهِ على من دخل فِيهِ
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان﴾ هُوَ الْكَافِر الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَيُقَال كلدة بن أسيد ﴿فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ يَقُول فِي أعدل الْخلق وَلِهَذَا كَانَ الْقسم
﴿ثُمَّ رَدَدْنَاهُ﴾ فِي الْآخِرَة ﴿أَسْفَلَ سَافِلِينَ﴾ يَعْنِي النَّار وَيُقَال لقد خلقنَا الْإِنْسَان يَعْنِي ولد آدم فِي أحسن تَقْوِيم فِي أحسن صُورَة إِذا تَكَامل شبابه ثمَّ رددناه أَسْفَل سافلين إِلَى أرذل الْعُمر فَلَا يكْتب لَهُ بعد ذَلِك حَسَنَة إِلَّا مَا قد عمل فِي شبابه وقوته
﴿إِلَّا الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ غير مَنْقُوص وَلَا مكدر تجْرِي لَهُم الْحَسَنَات بعد الْهَرم وَالْمَوْت
﴿فَمَا يكذبك﴾ يَا وليد ابْن الْمُغيرَة وَيُقَال يَا كلدة بن أسيد وَيُقَال فَمن ذَا الَّذِي يكذبك يَا مُحَمَّد ﴿بَعْدُ﴾ بعد هَذَا الَّذِي ذكرت لَك من تَحْويل الْخلق يَعْنِي الشَّبَاب والهرم والبعث وَالْمَوْت وَيُقَال فَمن ذَا الَّذِي حملك على التَّكْذِيب يَا كلدة بن أسيد وَيَا وليد بن الْمُغيرَة ﴿بِالدينِ﴾ بِحِسَاب يَوْم الْقِيَامَة
﴿أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين﴾ بأعدل العادلين وبأفضل الفاضلين أَن يُحْيِيك بعد الْمَوْت يَا وليد
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا العلق وَهِي كلهَا مَكِّيَّة آياتها تسع عشرَة وكلماتها اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ وحروفها مائَة وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
سورة التين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التِّين) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البُرُوج)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بأربعة أشياء: بـ(التِّين، والزَّيتون، وطورِ سِينينَ، والبَلَد الأمين)، وتمحورت حول حقيقةِ الفِطْرة القويمة التي فطَر اللهُ الناس عليها؛ من حُبِّ الخير، والإقبال على الخالق، وفي ذلك دعوةٌ إلى الاستجابة لأمر الله، والإيمانِ بوَحْدانيته، وموافقةِ الفِطْرة السليمة.

ترتيبها المصحفي
95
نوعها
مكية
ألفاظها
34
ترتيب نزولها
28
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التِّين):

سُمِّيت سورة (التِّين) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(التِّين).

1. الأقسام الأربعة (١-٣) .

2. المُقسَم عليه (٤-٦).

3. قدرة الخالق (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /242).

التنبيه على خَلْقِ اللهِ الإنسانَ في أحسَنِ خِلْقة، وبفِطْرة سليمة قويمة.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «احتوت هذه السورةُ على التنبيه بأن اللهَ خلَق الإنسان على الفِطْرة المستقيمة؛ ليَعلَموا أن الإسلامَ هو الفطرة؛ كما قال في الآية الأخرى: {فَأَقِمْ ‌وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطْرَتَ اْللَّهِ اْلَّتِي فَطَرَ اْلنَّاسَ عَلَيْهَاۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اْللَّهِۚ} [الروم: 30]، وأن ما يخالِفُ أصولَه بالأصالة أو بالتحريف فسادٌ وضلال، ومتَّبِعي ما يخالف الإسلامَ أهلُ ضلالة، والتعريض بالوعيد للمكذِّبين بالإسلام».

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /419).