تفسير سورة النجم

تفسير ابن أبي حاتم

تفسير سورة سورة النجم من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم.
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ النَّجْمِ
٥٣
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
١٨٦٩٣ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى قَالَ: الثُّرَيَّا إِذَا غَابَتْ، وَفِي لَفْظٍ سَقَطَتْ مَعَ الْفَجْرِ، وَفِي لَفْظٍ قَالَ: الثُّرَيَّا إِذَا وَقَعَتْ «١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: شَدِيدُ الْقُوَى
١٨٦٩٤ - عَنِ الرَّبِيعِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى قَالَ:
جِبْرِيلُ «٢» :
قَوْلُهُ تَعَالَى: ذُو مِرَّةٍ
١٨٦٩٥ - عَنْ حَسَنٍ فِي قَوْلِهِ: ذُو مِرَّةٍ ذُو خَلْقٍ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى
١٨٦٩٦ - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ حَدَّثَنَا مِصْرَفُ بْنُ عَمْرٍو الْيَامِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مِصْرَفٍ، حدثني أَبِي، عَنِ الْوَلِيدِ- هُوَ ابْنُ قَيْسٍ-، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْكَهْتَلَهْ أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَن ّرَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَمْ يَرَ جِبْرِيلَ فِي صُورَتُهُ إِلا مَرَّتَيْنِ، أَمَّا وَاحِدَةٌ فَإِنَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَتِهِ فَسَدَّ الْأُفُقَ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ كَانَ مَعَهُ حَيْثُ صَعِدَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ:
وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى
١٨٦٩٧ - وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَأَلْتُ عِكْرَمَةَ مَا كَذَبَ الفؤاد ما رأى فقال
(١) الدر ٨/ ٦٤٠
(٢) الدر ٨/ ٦٤٠
(٣) الدر ٧/ ٦٤٣.
(٤) الدر ٧/ ٦٤٣.
قوله تعالى :﴿ شديد القوى ﴾ آية ٥
عن الربيع رضي الله عنه في قوله :﴿ علمه شديد القوى ﴾ قال : جبريل.
قوله تعالى :﴿ ذو مرة ﴾ آية ٦
عن حسن في قوله :﴿ ذو مرة ﴾ ذو خلق.
قوله تعالى :﴿ وهو بالأفق الأعلى ﴾ آية ٧
حدثنا أبو زرعة حدثنا مصرف بن عمرو اليامي أبو القاسم، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف، حدثني أبي، عن الوليد هو ابن قيس، عن إسحاق بن أبي الكهتله أظنه ذكره، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إلا مرتين، أما واحدة فإنه سأله أن يراه في صورته فسد الأفق، وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد، فذلك قوله :﴿ وهو بالأفق الأعلى ﴾.
عِكْرَمَةُ: تُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّهُ قَدْ رَآهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ رَآهُ، ثُمَّ قَدْ رَآهُ قَالَ:
فَسَأَلْتُ عَنْهُ الْحَسَنَ فَقَالَ: رَأَى جَلالَهُ وَعَظَمَتَهُ وَرِدَاءَهُ «١».
١٨٦٩٨ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُجَاهِدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو خُلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: «رَأَيْتُ نَهْرًا، وَرَأَيْتُ وَرَاءَ النَّهْرِ حِجَابًا، وَرَأَيْتُ وَرَاءَ الْحِجَابِ نُورًا لَمْ أَرَ غَيْرَ ذَلِكَ» «٢».
١٨٦٩٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: رَآهُ بِقَلْبِهِ، وَلَمْ يَرَهُ بِعَيْنِهِ «٣».
قَوْلُهُ تَعَالَى: فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى
١٨٧٠٠ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ أَوَّلُ شَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ جِبْرِيلَ بِأَجْيَادٍ ثُمَّ خَرَجَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَصَرَخَ بِهِ جِبْرِيلُ، يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ، فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ثَلاثًا، ثُمَّ رَفَعَ بَصَرَهُ فَإِذَا هُوَ ثَانِ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى عَلَى أُفُقِ السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ جِبْرِيلُ جِبْرِيلُ يَسْكُنُهُ فَهَرَبَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى دَخَلَ فِي النَّاسِ فَنَظَرَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ النَّاسِ فَنَظَرَ فَرَآهُ فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى إِلَى قَوْلِهِ: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى يَعْنِي جبِرْيِلَ إِلَى مُحَمَّدٍ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى يَقُولُ: الْقَابُ نِصْفَ الْأُصْبُعِ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى
جِبْرِيلُ إِلَى عَبْدِ رَبِّهِ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: أَغْنَى وَأَقْنَى
١٨٧٠١ - حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: أَغْنَى وَأَقْنَى قَالَ: أَعْطَى وَأَرْضَى «٥».
(١) ابن كثير ٧/ ٤١١٩.
(٢) ابن كثير ٧/ ٤٢٥ وقال: غريب جدا. [.....]
(٣) ابن كثير ٤٢٨.
(٤) الدر ٧/ ٦٤٤
(٥) التغليق ٤/ ٤٩٠.
قوله تعالى :﴿ ما كذب الفؤاد ما رأى ﴾ آية ١١
وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أخبرني عباد بن منصور قال : سألت عكرمة ﴿ ما كذب الفؤاد ما رأى ﴾ فقال عكرمة : تريد أن أخبرك أنه قد رآه ؟ قلت : نعم، قال : قد رآه، ثم قد رآه قال : فسألت عنه الحسن فقال : رأى جلاله وعظمته ورداءه.
حدثنا أبي، حدثنا محمد بن مجاهد، حدثنا أبو عامر العقدي، أخبرنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال : " رأيت نهرا، ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك ". حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عون الواسطي، أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحكم، عن إبراهيم، عن أبيه عن أبي ذر قال : رآه بقلبه، ولم يره بعينه.
قوله تعالى :﴿ أغنى وأقنى ﴾ آية ٤٨
حدثنا أبي حدثنا أبو صالح، حدثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله :﴿ أغنى وأقنى ﴾ قال : أعطى وأرضى.
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).