تفسير سورة نوح

معاني القرآن

تفسير سورة سورة نوح من كتاب معاني القرآن
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً ﴾ ( ١٣ ) أيْ : لا تَخَافُونَ للهِ عَظَمَةً. و " الرَّجاءُ " ها هنا خَوْفٌ و " الوَقارُ " عَظَمَةٌ. وقال الشاعر :[ من الطويل وهو الشاهد الثاني والسبعون بعد المئتين ] :
إِذَا لَسَعَتْهُ النَحْلُ لَمْ يَرْجُ لَسْعَهَا [ وخَالَفَها في بَيْتِ نوبٍ عَواسِلِ ]
وقال ﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً ﴾ ( ١٤ ) طوراً عَلَقَةً وطوراً مُضّغَة.
وقال ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً ﴾ ( ١٦ ) وإنما هو - و الله أعلم - على كلام العرب، وإنما القمر في السماء الدنيا فيما ذكر [ ١٧٨ ء ] كما تقول : " أَتَيْتُ بني تَمِيم " وإنما أتيت بعضهم.
وقال ﴿ وَاللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتاً ﴾ ( ١٧ ) فجعل النَّبَاتَ " المصدر، والمصدر " الإِنْبات " لأن هذا يدل على المعنى.
وقال ﴿ سُبُلاً فِجَاجاً ﴾ ( ٢٠ ) واحدها " الفَجُّ " وهو الطريق.
وقال ﴿ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ ﴾ ( ٢٤ ) لأن ذا من قول نوح دعاء عليهم.
سورة نوح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (نوح) من السُّوَر المكية، وقد جاءت على ذكرِ قصة (نوح) مع قومه، وما عاناه في طريق الدعوة إلى الله من عنادهم وتكبُّرهم، مع بيانِ موقف الكافرين ومآلهم، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتحذيرٌ للكافرين أن يُنزِلَ الله بهم ما أنزله بقوم (نوح) عليه السلام، كما ثبَّتتِ السورةُ كلَّ من هو على طريق الدعوة إلى الله؛ ليكون (نوح) أسوةً له بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
71
نوعها
مكية
ألفاظها
227
ترتيب نزولها
71
العد المدني الأول
30
العد المدني الأخير
30
العد البصري
29
العد الكوفي
28
العد الشامي
29

* سورة (نوح):

سُمِّيت سورة (نوح) بهذا الاسم؛ لورود قصةِ نوح عليه السَّلام فيها.

1. نوح عليه السلام يدعو قومه (١-٢٠).

2. موقف الكافرين ومآلهم (٢١-٢٧).

3. الخاتمة (٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /367).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «أعظمُ مقاصدِ السورة ضربُ المثَلِ للمشركين بقوم نوح، وهم أول المشركين الذين سُلِّط عليهم عقابٌ في الدنيا، وهو أعظم عقابٍ؛ أعني: الطوفان.

وفي ذلك تمثيلٌ لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بحالهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /186).