تفسير سورة النجم

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة النجم من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

النجم وقيل القرآن نزل نجوما
ما ضل عن طريق الهدى
عن الهوى أي بالهوى
شديد القوى جبريل
والمرة القوة فاستوى جبريل
وهو يعني النبي صلي الله عليه وسلم الأفق الأعلى وهو مطلع الشمس وذلك ليلة المعراج
ثم دنا فتدلى التدلي الزيادة في القرب وفي الصحيحين من حديث أنس قال دنا الجبار رب العزة فتدلى وقال ابن عباس دنا محمد من ربه
والقاب قال ابن عباس قدر قوسين عربيتين أو أدنى أي بل زدنى
ما كذب الفؤاد ما رأى أي ما أوهمه فؤاده أنه رأى ولم ير
أفتمارونه أي أفتجادلونه وقرأ حمزة والكسائي أفتمرونه أي أفتجحدونه
نزله أخرى قال ابن عباس رأى محمد صلي الله عليه وسلم ربه وذلك أنه لما عاود لأجل الصلوات رآه مرة أخرى
والسدرة شجرة نبق وهي فوق السماء السابعة وسميت بالمنتهى لأنه ينتهي إليها ما يصعد به من الأرض وما يهبط به من فوقها
إذا يغشى السدرة ما يغشى قال ابن مسعود غشيها فراش من ذهب وقال الحسن يغشاها الملاذكة أمثال الغربان
ما زاغ أي ما عدل يمينا ولا شمالا وما طغى وما زاد وما جاوز ما رأى
ألكم الذكر قال المشركون الأصنام والملائكة بنات الله وكانوا إذا بشروا بالبنت كرهوها فقيل لهم ألكم الذكر وله الأنثى
والضيزى القسمة الجائزة الناقصة
إن هي يعني الأوثان إلا أسماء أي لا معنى تحتها لأنها لا تضر ولا تنفع
أم للإنسان يعنى الكافر ما تمنى من شفاعة الأصنام
فأعرض منسوخ باية السيف
اللمم مقاربة الشيء كالنظرة ونحوها
الذي تولى هو الوليد بن المغيرة بتع النبي صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين فقال خشيت العذاب قال أعطني شيذا من مالك وعد إلى الشرك وأنا أحمل عنك عذاب الله فأعطاه شيئا ثم بخل ومنعه فنزلت الآية
وأكدى بمعنى قطع
فهو يرى حالة في الآخرة
وأقنى قال أبو عبيدة جعل للإسنان فنية وهي أصل مال
والشعرى كوكب
وعادا الأولى قوم هود وكان لهم عقب فكانوا عادا الأخرى
فغشاها ألبسها الحجارة
ليس لها من دون الله كاشفة أي ليس يكشفها إذا غشيت أحد
سامدون لاهون
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).