مكية، وهي أربع آيات.
ﰡ
فائدة : عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم " ١ رواه البغوي. وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :" الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم وكافرهم " ٢ متفق عليه. وعن جابر مرفوعا " الناس تبع لقريش في الخير والشر " رواه مسلم. قلت : لعل المراد من الحديث الأول قوة استعداد قريش، ومن ثم ترى أفضل الصحابة وأكثر أولياء منهم وبالآخرين أنه تعالى لما بعث خاتم النبيين منهم فكأنهم هم المخاطبون أولاً بالشرائع والإيمان، وسائر الناس تبع لهم. قال الله تعالى :﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيّن لهم ﴾٣ وقال الله تعالى :﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾٤ فمن آمن منهم سن سنة حسنة باتباع الرسول، فلهم أجرهم وأجر من تبعهم، ولذا صاروا أفضل الناس بعد الأنبياء، ومن كفر منهم وسلك طريق مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم في بدء الأمر ثم مات على ذلك فعليه إثم من كفر بعدهم، كما أن قابيل أول من قتل يقسم أهل النار بضعف عذاب جهنم قسمه صحابا، أخرجه البيهقي عن ابن عمر، وقد مر في سورة ( والشمس ) في حديث أنه أشقى الناس، وعن ابن عمر مرفوعا قال :" لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان " ٥ متفق عليه، وعن معاوية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين "، رواه البخاري. قلت : المراد بالأمر الخلافة، والغرض من حديث ابن عمر وجواب استخلاف قريش وليس الغرض منه الإخبار، والغرض من حديث معاوية الدعاء بالسوء على من بنى من خليفة قريش عادل وعن عادل. وعن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من يرد هوان قريش أهانه الله " ٦ رواه الترمذي، وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" فضل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم ولا يعيطها أحدا بعدهم : فضل الله قريشا أني منهم، وأن النبوة فيهم، وأن الحجامة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم، وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم ( لئلاف قريش ) "، رواه الحاكم والطبراني والبخاري في التاريخ. وعن الزبير بن العوام مثله، غير أنه لم يذكر " أني منهم " ؛ بل ذكر أن فيهم النبوة والخلافة والحجابة والسقاية، والثلاثة : النصر على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين، ونزلت فيهم ( لئلاف قريش )، رواه الطبراني في الأوسط.
٢ أخرجه البخاري في أول كتاب: المناقب (٣٤٩٥)، وأخرجه مسلم في كتاب: الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (١٨١٨)..
٣ سورة إبراهيم، الآية: ٤..
٤ سورة الشعراء، الآية: ٢١٤..
٥ أخرجه البخاري في كتاب: المناقب، باب: مناقب قريش (٣٥٠١)، وأخرجه مسلم في كتاب: الإمارة، باب: الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (١٨٢٠)..
٦ أخرجه الترمذي في كتاب: المناقب، باب: في فضل الأنصار وقريش (٣٩١٤)..
﴿ فليعبدوا رب هذا البيت ﴾