تفسير سورة النجم

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة النجم من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴾: إذا سقط في الغرب. وقيل: كان القرآن ينزل نجوما فأقسم الله بالنجم منه إذا نزل.
﴿ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ ﴾ يعني جبريل عليه السلام. وأصل القوى: من قوى الحبل، وهي طاقاته، واحدتها قوة.
﴿ مِرَّةٍ ﴾ أي قوة. وأصل المرة الفتل، يقال: إنه لذو مرة، إذا كان ذا رأي محكم. ويقال: فرس ممر: أي موثق الحلق، وجبل ممر: أي محكم الفتل.
﴿ قَابَ قَوْسَيْنِ ﴾ أي قدر قوسين عربيتين.
(تمارونه) أي تجادلونه، وتمرونه: تجهدونه وتستخرجون غضبه، من مريت الناقة إذا حلبتها واستخرجت لبنها.
﴿ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ﴾: أصنام كانت في جوف الكعبة من حجارة كانوا يعبدونها.
﴿ ضِيزَىٰ ﴾: أي ناقصة، ويقال: جائرة. ويقال أضازه حقه، إذا نقصه، وضاز في الحكم إذا جار فيه، وضيزى وزنه فعلى، وكسرت الضاد للياء، وليس في النعوت فعلى.
﴿ ٱللَّمَمَ ﴾ أي صغار الذنوب. ويقال: اللمم: أن يلم بالذنب ثم لا يعود إليه.
﴿ أَكْدَىٰ ﴾: قطع عطيته ويئس من خيره، مأخوذ من كدية الركية، وهو أن يحفر الحافر فيبلغ إلى الكدية - وهي الصلابة من حجر أو غيره - فلا يعمل معوله شيئا فييأس ويقطع الحفر، يقال أكدى فهو مكد.
﴿ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ ﴾ أي الخلق الثاني: البعث يوم القيامة.
﴿ أَقْنَىٰ ﴾: جعل لهم قنية، أي أصل مال.
﴿ ٱلشِّعْرَىٰ ﴾ كوكب معروف كان ناس من الجاهلية يعبدونه.
﴿ وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ ﴾: المؤتفكة: المخسوف بها. وأهوى: جعلها تهوى.
﴿ نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ ﴾: محمد صلى الله عليه وسلم.
﴿ أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ ﴾ قربت القيامة، سميت بهذا لقربها، يقال: أزف شخوص فلان أي قرب وقوله تعالى:﴿ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ ﴾[غافر: ١٨] يعني يوم القيامة.
﴿ سَامِدُونَ ﴾: لاهون، والسامد على خمسة أوجه: السامد: اللاهي. والسامد المغني. والسامد: الهائم، والسامد: الساكت. والسامد: الحزين الخاشع.
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).