تفسير سورة النجم

التبيان في تفسير غريب القرآن

تفسير سورة سورة النجم من كتاب التبيان في تفسير غريب القرآن
لمؤلفه ابن الهائم . المتوفي سنة 815 هـ

" والنجم " قيل كان ينزل القرآن نجوما فأقسم الله عز وجل بالنجم منه إذا نزل وقال أبو عبيدة والنجم أقسم به والنجم في معنى النجوم، " إذا هوى " إذا سقط في الغرب.
" شديد القوى " يعني جبريل عليه السلام وأصل القوى من قوى الحبل وهي طاقته واحدها قوة.
" ذو مرة " أي قوة وأصل المرة الفتل ويقال إنه لذو مرة إذا كان ذا رأي محكم ويقال فرس ممر أي موثق الخلق وحبل ممر محكم الفتل.
" قاب قوسين " أي قدر قوسين عربيتين.
" أفتمارونه " أتجادلونه وتمرونه تجحدونه وتستخرجون غضبه من " مريت الناقة إذا حلبتها واستخرجت لبنها.
" اللات والعزى ومناة " أصنام من حجارة كانت في جوف الكعبة يعبدونها.
" قسمة ضيزى " ناقصة وقيل جائرة ويقال أضازه حقه إذا نقصه وضاز في الحكم إذا جار وضيزى وزنه فعلى فكسرت الضاد للياء وليس في النعوت فعلى - زه - يقال رجل كيصى أي يأكل وحده فهذا فعلى وهو صفة اللهم إلا أن يدعى فيه مثل ضيزى وأن أصله فعلى فيحتمل.
" إلا اللمم " هي صغار الذنوب ويقال اللمم أن يلم بالذنب ثم لا يعود.
" وأكدى " قطع عطيته ويئس من خيره مأخوذ من كدية الركية وهو أن يحفر الحافر فيبلغ الكدية وهي الصلابة من حجر أو غيره ولا يعمل معوله شيئا فييأس ويقطع الحفر يقال أكدى فهو مكد.
" إذا تمنى " تقدر وتخلق.
" وأقنى " جعل لهم قنية أي أصل مال.
" الشعرى " كوكب معروف كان الناس في الجاهلية يعبدونها.
" والمؤتفكة أهوى " المؤتفكة المخسوف بها وأهوى جعلها تهوى.
نذير من النذر الأولى هو محمد صلى الله عليه وسلم.
" أزفت الآزفة " قربت القيامة سميت بذلك لقربها يقال أزف شخوص فلان أي قرب.
" وأنتم سامدون " لاهون والسامد على خمسة أوجه اللاهي والمغني والهائم والساكت والحزين الخاشع.
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).