تفسير سورة النجم

مجاز القرآن

تفسير سورة سورة النجم من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن.
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة النّجم» (٥٣)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قوله: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» (١) سم والنجم النجوم ذهب إلى لفظ الواحد وهو فى معنى الجميع قال راعى الإبل:
وباتت تعدّ النجم فى مستحيرة... سريع بأيدى الآكلين جمودها «١»
«٢» [٨٨٠] مستحيرة فى إهالة جعلها صافية لأنها من شحم وار «٣» ولو كان هرطا لا خير فيه لجاء كدرا قليلا..
«وَما غَوى» (٢) يغوى من الغى والغاوي فأما من قال غوى يغوى تقديرها «شقى يشقى» فهو من الّلبن يبشم عنه يقال: غوى الفضيل يغوى إذا بشم.
(١). - ٣- ٥ «والنجم... جمودها» : قال الطبري (٢٧/ ٢٢: وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول عنى بقوله والنجم... الجميع واستشهد لقوله ذلك بقول الراعي- البيت والصواب من القول فى ذلك عندى ما قاله مجاهد من أنه عنى بالنجم فى هذا الموضع الثريا، وذلك أن العرب تدعوها النجم، والقول الذي قاله من حكينا عنه من أهل البصرة قول لا نعلم أحدا من أهل التأويل قاله وإن كان له وجه فلذلك تركنا القول به.
وهو يريد أبا عبيدة. وروى ابن حجر تفسيره هذا عنه وقول الطبري به (فتح الباري ٨/ ٤٦٤).
(٢). - ٨٨٠: فى الطبري ٢٧/ ٢٢ والقرطبي ١٧/ ٨٢، ١٥٤ واللسان (نجم) وشواهد الكشاف ص ١٠٠.
(٣). - ٦ «الواري» : الشحم السمين صفة غالبة وهو الورى، والواري السمين من كل شىء (اللسان- ورى).
«وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى» (٣) أي ما ينطق بالهوى..
«قابَ قَوْسَيْنِ» (٩) قدر قوسين وقاد، وقيد وقدى قوسين مثلها..
«أَوْ أَدْنى» (٩) أو أقرب..
«شَدِيدُ الْقُوى» (٥) جماع القوة..
«ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى» (٦) ذو شدة وإحكام «١» «٢»، يقال: حبل ممرّ أي مشدود..
«ما زاغَ الْبَصَرُ» (١٧) ما عدل ولا جار..
«مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى» (١٨) من أعلام ربه الكبرى وعجائبه..
«اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ» (٢٠) أصنام من حجارة كانت فى جوف الكعبة يعبدونها «٣»..
«أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى» (٢١) مجازه: مكفوف عن خبره.
(١). - ٨٨٢: هو عجز بيت للفرزدق فى ديوانه ص ٥١٩]
(٢). - ٥ «أي... أحكام» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٦٤).
(٣). - ٨- ٩ «اللات... يعبدونها» : روى الطبري (٢٧/ ٣٣) عن بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة وهو أبو عبيدة. [.....]
«قِسْمَةٌ ضِيزى» (٢٢) ناقصة ضرته حقه، وضزته حقه تضيزه وتضوزه تنقصه «١» وتمنعه. أبو عبيدة قال: ربما همزها قوم فقال اضأزته وأنا أضأزه وهى من ضيزى «٢»..
«الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ» (٣٢) لم يؤذن لهم فى اللمم وليس هو من الفواحش ولا من كبائر الإثم وقد يستثنى الشيء من الشيء وليس منه على ضمير قد كفّ عنه فمجازه: إلّا أن يلمّ ملمّ بشىء ليس من الفواحش والكبائر قال الشاعر:
وبلدة ليس بها أنيس... إلّا اليعافير وإلا العيس
اليعافير: الظباء «٣» «٤» والعيس من الإبل وليس من الناس فكأنه قال: ليس بها أنيس غير أن بها ظباء وإبلا وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر والأعيس الأبيض من الظباء.
(١). - ١ «ناقصة... ونقصته» الذي ورد فى الفروق. رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري (٨/ ٤٦٤).
(٢). - ٣ «أنشدنى... راغم» الذي ورد فى الفروق: رواه الطبري (٢٧/ ٣٥) وقال:
وحدثت عن معمر بن المثنى... إلخ.
(٣). - ٨٨٣: فى اللسان (ضأز) والقرطبي ١/ ١٠٢.
(٤). - ٤- ١١ «الذين... الظباء» : رواه الطبري (٢٧/ ٣٥) عن بعض أهل العلم بكلام العرب، وهو أبو عبيدة.
«وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ» (٣٢) وهو جمع جنين، تقديره:
سرير وأسرّة..
«وَأَعْطى «١» قَلِيلًا وَأَكْدى» (٣٤) معنى أكدى: قطع، اشتقت من كدية الركيّة وكدية الرّحل «٢» وهو أن يحفر حتى ييئس من الماء فيقول: بلغنا كديتها..
«وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى» (٤٠) عمله..
«مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى» (٤٦) إذا تخلق وتقدّر، ويقال: ما تدرى ما يمنى لك المانى ما يقدر لك القادر..
«وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى» (٤٧) يحيى الموتى:.
«وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى» (٤٨) أغنى أقواما وجعل لهم قنية أصل مال «٣» «٤».
(١). - ٣- ٤ «وأعطى... كديتها» : رواه الطبري (٢٧/ ٣٧) عن بعض أهل العلم بكلام العرب وهو أبو عبيدة.
(٢). - ٢- ٣ «مأخوذ... الحاء» الذي أورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٦٤).
(٣). - ٩ «جعل... مال» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٦٤).
(٤). - ٨٨٤: فى ديوان الهذليين ٢/ ٢٣٨ واللسان (قنا).
«وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى» (٥٣) المؤتفكة المخسوف بها..
«أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» (٥٧) أي دنت القيامة..
«وَأَنْتُمْ سامِدُونَ» (٦١) لاهون، يقال: دع عنك سمودك.
سورة النجم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّجْم) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (الإخلاص)، وقد أشارت إلى صدقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في تبليغه الرسالةَ، ونفيِ الهوى عنه، وأن كلَّ ما جاء به هو وحيٌ من عند الله، عن طريق جبريلَ عليه السلام؛ فحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يفتريَ على الله الكذبَ، كما جاءت السورةُ الكريمة بإثبات بطلان الآلهة التي يَدْعُونها من دُونِ الله؛ فهو وحده المستحِقُّ للعبادة.

ترتيبها المصحفي
53
نوعها
مكية
ألفاظها
361
ترتيب نزولها
23
العد المدني الأول
61
العد المدني الأخير
61
العد البصري
61
العد الكوفي
62
العد الشامي
61

*  سورة (النَّجْم):

سُمِّيت سورة (النَّجْم) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَم الله عز وجل بالنَّجْم.

* سورة (النَّجْم) هي أولُ سورةٍ أُنزلت فيها سجدةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «أولُ سورةٍ أُنزِلتْ فيها سَجْدةٌ: {وَاْلنَّجْمِ}، قال: فسجَدَ رسولُ اللهِ ﷺ، وسجَدَ مَن خَلْفَه، إلا رجُلًا رأَيْتُه أخَذَ كفًّا مِن ترابٍ فسجَدَ عليه، فرأَيْتُه بعدَ ذلك قُتِلَ كافرًا؛ وهو أُمَيَّةُ بنُ خَلَفٍ». أخرجه البخاري (٤٨٦٣).

1. إثبات الوحيِ، وتزكيةُ مَن أُنزِلَ عليه (١-١٨).

2. الظنُّ لا يغني من الحق شيئًا (١٩-٣٢).

3. ذمُّ المشركين، وبيانُ وَحْدة رسالة التوحيد (٣٣- ٦٢).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (7 /490).

مقصدُ السورة الأعظم هو إثبات صدقِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به، ونفيِ الهوى عنه، فلا يَتكلَّم إلا بما علَّمه اللهُ إياه عن طريق الوحيِ؛ فهو الصادقُ المصدوق المبعوث من عند القويِّ المتعال، وفي ذلك يقول ابنُ عاشور رحمه الله مشيرًا إلى مقصودها: «تحقيقُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادقٌ فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه مُنزَّه عما ادَّعَوْهُ.

وإثباتُ أن القرآن وحيٌ من عند الله بواسطة جبريل.

وتقريبُ صفة نزول جبريل بالوحيِ في حالينِ؛ زيادةً في تقرير أنه وحيٌ من الله واقع لا محالةَ.

وإبطالُ إلهيَّة أصنام المشركين.

وإبطال قولهم في اللاتِ والعُزَّى ومَناةَ: بناتُ الله، وأنها أوهام لا حقائقَ لها، وتنظيرُ قولهم فيها بقولهم في الملائكة: إنهم إناثٌ». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (27 /88).

وينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /35).