تفسير سورة نوح

غريب القرآن لابن قتيبة

تفسير سورة سورة نوح من كتاب غريب القرآن المعروف بـغريب القرآن لابن قتيبة.
لمؤلفه ابن قتيبة الدِّينَوري . المتوفي سنة 276 هـ

سورة نوح
«١»
١٣- ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً؟! أي لا تخافون له عظمة.
١٤- وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً أي ضروبا، يقال: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم عظما.
ويقال: بل أراد اختلاف الأخلاق والمناظر.
٢٢- وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً أي كبيرا. يقال: كبير وكبار وكبّار، كما يقال: طويل وطوال وطوّال.
٢٣- و (ود) صنم. ومنه كانت تسمى: العرب عبد ود.
وكذلك: يَغُوثَ. ومنه سمي: عبد يغوث.
و (سواع) ويَعُوقَ و (نسر) كلها: أصنام كانت لقوم نوح عليه السلام، ثم صارت في قبائل العرب «٢».
(١) هي مكية.
(٢) هي اسماء أصنام كان يعبدها قوم نوح وهي اسماء لأناس صالحين لما ماتوا نحتوا لهم تماثيل ليتذكروا أعمالهم الصالحة ثم جاء من بعدهم فعبدوها من دون الله.
وأخرج البخاري عن عطاء عن ابن عباس قال: صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما ودّ كانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع كانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبأ وأما يعوق فكانت لهمذان وأما نسر فكانت لحمير.
مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أي من خطيئاتهم، و «ما» زائدة.
٢٦- دَيَّاراً أي أحدا. ويقال: ما بالمنازل ديار، أي ما بها أحد. وهو من «الدار»، أي ليس بها نازل دار.
٢٨- إِلَّا تَباراً أي إلا هلاكا. ومنه قوله: وَكُلًّا تَبَّرْنا تَتْبِيراً [سورة الفرقان آية: ٣٩].
سورة نوح
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (نوح) من السُّوَر المكية، وقد جاءت على ذكرِ قصة (نوح) مع قومه، وما عاناه في طريق الدعوة إلى الله من عنادهم وتكبُّرهم، مع بيانِ موقف الكافرين ومآلهم، وفي ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتحذيرٌ للكافرين أن يُنزِلَ الله بهم ما أنزله بقوم (نوح) عليه السلام، كما ثبَّتتِ السورةُ كلَّ من هو على طريق الدعوة إلى الله؛ ليكون (نوح) أسوةً له بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

ترتيبها المصحفي
71
نوعها
مكية
ألفاظها
227
ترتيب نزولها
71
العد المدني الأول
30
العد المدني الأخير
30
العد البصري
29
العد الكوفي
28
العد الشامي
29

* سورة (نوح):

سُمِّيت سورة (نوح) بهذا الاسم؛ لورود قصةِ نوح عليه السَّلام فيها.

1. نوح عليه السلام يدعو قومه (١-٢٠).

2. موقف الكافرين ومآلهم (٢١-٢٧).

3. الخاتمة (٢٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /367).

يقول ابن عاشور رحمه الله: «أعظمُ مقاصدِ السورة ضربُ المثَلِ للمشركين بقوم نوح، وهم أول المشركين الذين سُلِّط عليهم عقابٌ في الدنيا، وهو أعظم عقابٍ؛ أعني: الطوفان.

وفي ذلك تمثيلٌ لحال النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه بحالهم». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /186).