تفسير سورة المزّمّل

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

٦٤٧- أنا إسماعيل بن مسعودٍ، نا خالدٌ - يعني: ابن الحارث، نا سعيدٌ، نا قتادةُ، عن زرارة بن أوفَى، عن سعد بن هشامٍ، قال: انطلقنا إلى عائشة، فاستأْذنا عليها، فدخلنا، قلت: أنبئيني عن قيام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ألست تقرأُ هذه السورة: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ ﴾ [١]؟ قلتُ: بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورةِ، فقام النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابهُ حولاً حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك/ اللهُ خاتمتها، اثنى عشر شهراً، ثم أنزل اللهُ عزَّ وجلَّ التخفيف في آخر هذه السورةِ، فصار قيامُ اللَّيل تطوُّعاً بعد فريضةٍ.- مُختصرٌ. ٦٤٨- أنا قتيبةُ بن سعيدٍ، نا يزيدُ - يعني: ابن المقدامِ بن شُريحٍ - عن أبيه - وقال على أثره - عن أبيه، عن عائشة، أخبرته أنها كانت" إذا عركت، قال لها رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يا بنت أبي بكرٍ - ثم ذكر قُتيبةُ كلمةً معناها: اتَّزري على وسطك - وكان يُباشرُها من الليلِ ما شاء اللهُ حتى يقومُ لصلاتهِ، وقلَّ ما كان ينامُ من الليل لمَا قال اللهُ عزَّ وجلَّ له.
﴿ قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [٢] " ". ٦٤٩- أنا محمدُ بن بشارٍ، نا محمد بن جعفرٍ، نا شُعبة، عن النُّعمان بن سالمٍ، قال: سمعتُ يعقوب بن عاصم بن عُروة بن مسعودٍ، وقال عبد الله بن عمرو، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يخرج الدَّجالُ، فيبعثُ اللهُ عزَّ وجلَّ عيسى ابن مريم عليه السلام كأنهُ عُروةُ بن مسعودٍ الثقفيُّ فيطلبه فيهلكُهُ، ثم يلبثُ الناسُ [بعدهُ] تسع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثم يُرسلُ اللهُ عزَّ وجلَّ ريحاً باردةً من قبل الشام، فلا تُبقي أحداً في قلبه مثقالُ ذرةٍ من إيمانٍ إلاَّ قبضته، حتى لو أن أحدكم كان في كبدِ جبلٍ دخلت عليهم. قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويبقى شرارُ الناسِ في خِفَّةِ الطيرِ وأحلام السِّباعِ، لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً. فيتمثلُ لهمُ الشيطانُ فيأمرهم بالأوثانِ فيعبدونها وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم، حسنةٌ عيشتُهُم، ثم يُنفخ في الصورِ فلا يبقى أحدٌ إلاَّ صُعِقَ، ثم يرسلُ اللهُ - أو ينزل اللهُ - مطراً، فتنبتُ منهُ أجسادُ الناسِ، ثم ينفخ فيه أُخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون. ثم يقال: يا أيها الناسُ هلُمُّوا إلى ربكم ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: ٢٤] ثم قال أخرجوا بعث أهل النارِ، فيقال: كم؟ فيقال: من كلِّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةً وتسعين فيومئذٍ يبعث ﴿ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً ﴾ [١٧] ويومئذٍ ﴿ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ﴾ [القلم: ٤٢] ". قال محمدُ بن/ جعفر حدثني شعبةُ بهذا الحديث عن النُّعمانِ ابن سالمٍ، وعرضتُهُ عليه.
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).