تفسير سورة التين

الوجيز للواحدي

تفسير سورة سورة التين من كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز المعروف بـالوجيز للواحدي.
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ
مكية وهي ثماني آيات.

﴿والتين والزيتون﴾ هما جبلان بالشَّام طور تينا وطور زيتا بالسِّريانية سمِّيا بالتِّين والزَّيتون لأنَّهما يُنبتانهما
﴿وطور سينين﴾ جبل موسى عليه السَّلام وسينين: المبارك بالسِّريانية
﴿وهذا البلد الأمين﴾ الآمن يعني: مكَّة سمَّاه أميناً لأنه آمنٌ لا يُهاج أهله
﴿لقد خلقنا الإِنسان في أحسن تقويم﴾ صورةٍ لأنَّه معتدل القامة يتناول مأكوله بيده
﴿ثم رددناه أسفل سافلين﴾ إلى أرذل العمر والسَّافلون: هم الهرمى والزَّمنى والضَّعفى
﴿إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وعملوا الصالحات فلهم أجرٌ غير ممنون﴾ يعني: إن المؤمن ردَّ إلى أرذل العمر كُتب له مثل أجره إذا كان يعمل بخلاف الكافر فذلك قوله: ﴿فلهم أجرٌ غير ممنون﴾ أي: غير مقطوعٍ وقيل: معنى: ﴿ثم رددناه أسفل سافلين﴾ : إلى النَّار يعني: الكافر ثمَّ استثنى المؤمنين فقال: ﴿إلاَّ الذين آمنوا﴾ وهذا القول أظهر ثمَّ قال توبيخاً للكافر:
﴿فما يكذبك﴾ أيُّها الإِنسان ﴿بعد﴾ هذه الحُجَّة ﴿بالدين﴾ بالحساب والجزاء ومعنى: ما يُكذِّبك: ما الذي يجعلك مكذِّباً بالدِّين وقيل: إنَّ هذا خطاب للنبي ﷺ فما الذي يكذِّبك يا محمد بعد ما تبيَّن متن قدرتنا على خلق الإِنسان وظهر من حجَّتنا كأنَّه قال: فمَنْ يقدر على تكذيبك بالثَّواب والعقاب
﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾ في جميع ما خلق وصنع وكلُّ ذلك دالٌّ على علمه وحكمته جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤه ولا إله غيره
سورة التين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التِّين) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البُرُوج)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بأربعة أشياء: بـ(التِّين، والزَّيتون، وطورِ سِينينَ، والبَلَد الأمين)، وتمحورت حول حقيقةِ الفِطْرة القويمة التي فطَر اللهُ الناس عليها؛ من حُبِّ الخير، والإقبال على الخالق، وفي ذلك دعوةٌ إلى الاستجابة لأمر الله، والإيمانِ بوَحْدانيته، وموافقةِ الفِطْرة السليمة.

ترتيبها المصحفي
95
نوعها
مكية
ألفاظها
34
ترتيب نزولها
28
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التِّين):

سُمِّيت سورة (التِّين) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(التِّين).

1. الأقسام الأربعة (١-٣) .

2. المُقسَم عليه (٤-٦).

3. قدرة الخالق (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /242).

التنبيه على خَلْقِ اللهِ الإنسانَ في أحسَنِ خِلْقة، وبفِطْرة سليمة قويمة.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «احتوت هذه السورةُ على التنبيه بأن اللهَ خلَق الإنسان على الفِطْرة المستقيمة؛ ليَعلَموا أن الإسلامَ هو الفطرة؛ كما قال في الآية الأخرى: {فَأَقِمْ ‌وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطْرَتَ اْللَّهِ اْلَّتِي فَطَرَ اْلنَّاسَ عَلَيْهَاۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اْللَّهِۚ} [الروم: 30]، وأن ما يخالِفُ أصولَه بالأصالة أو بالتحريف فسادٌ وضلال، ومتَّبِعي ما يخالف الإسلامَ أهلُ ضلالة، والتعريض بالوعيد للمكذِّبين بالإسلام».

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /419).