تفسير سورة المزّمّل

المختصر في تفسير القرآن الكريم

تفسير سورة سورة المزمل من كتاب المختصر في تفسير القرآن الكريم المعروف بـالمختصر في تفسير القرآن الكريم.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة المزمل
- مكية-
zذكر الزاد الروحي للدعاة في مواجهة الشدائد ومصاعب الحياة، تثبيتًا للنبي - ﷺ - وتوعدًا للمكذبين به.
y ١ - يا أيها المُتَلَفِّف بثيابه (يعني: النبي - ﷺ -).
٢ - صلِّ بالليل إلا قليلًا منه.
٣ - صلِّ نصفه إن شئت، أو صلِّ أقلّ من النصف قليلًا حتَّى تَصِلَ للثلث.
٤ - أو زد عليه حتَّى تبلغ الثلثين، وبيّن القرآن إذا قرأته وتمهّل في قراءته.
٥ - إنا سنلقي عليك -أيها الرسول- القرآن، وهو قول ثقيل؛ لما فيه من الفرائض والحدود والأحكام والآداب وغيرها.
٦ - إن ساعات الليل هي أشد موافقة للقلب مع القراءة وأصوب قولًا.
٧ - إن لك في النهار تصرّفًا في أعمالك، فتنشغل بها عن قراءة القرآن، فصلِّ بالليل.
٨ - واذكر الله بأنواع الذكر، وانقطع إليه سبحانه انقطاعًا بإخلاص العبادة له.
٩ - رب المشرق ورب المغرب، لا معبود بحق إلا هو، فاتخذه وكيلًا تعتمد عليه في أمورك كلها.
١٠ - واصبر على ما يقوله المكذبون من الاستهزاء والسبّ، واهجرهم هجرًا لا أذيّة فيه.
١١ - ولا تهتمّ بشأن المكذبين أصحاب التمتع بملذات الدنيا، واتركني وإياهم، وانتظرهم قليلًا حتَّى يأتيهم أجلهم.
١٢ - إن لدينا في الآخرة قيودًا ثقيلة، ونارًا مُسْتَعِرة.
١٣ - وطعامًا تغصّ به الحلوق لشدّة مرارته، وعذابًا موجعًا؛ زيادة على ما سبق.
١٤ - ذلك العذاب حاصل للمكذبين يوم تضطرب الأرض والجبال، وكانت الجبال رملًا سائلًا متناثرًا من شدّة هوله.
١٥ - إنا بعثنا إليكم رسولًا شاهدًا على أعمالكم يوم القيامة مثلما أرسلنا إلى فرعون رسولًا هو موسى عليه السلام.
١٦ - فعصى فرعون الرسولَ المرسل إليه من ربه فعاقبناه عقابًا شديدًا في الدنيا بالغرق، وفي الآخرة بعذاب النار، فلا تعصوا أنتم رسولكم فيصيبكم ما أصابه.
١٧ - فكيف تمنعون أنفسكم وتَقُوها -إن كفرتم بالله، وكذبتم رسوله- يومًا شديدًا طويلًا، يشيب رأس الأولاد الصغار من شدّة هوله وطوله.
١٨ - السماء متشققة من هوله، كان وعبد الله مفعولًا لا محالة.
١٩ - إنّ هذه الموعظة -المشتملة على بيان ما في يوم القيامة من هول وشدّة- تذكرة، ينتفع بها المؤمنون، فمن شاء اتخاذ طريق موصل إلى ربه اتخذه.
x• أهمية قيام الليل وتلاوة القرآن وذكر الله والصبر للداعية إلى الله.
• فراغ القلب في الليل له أثر في الحفظ والفهم.
• تحمّل التكاليف يقتضي تربية صارمة.
• الترف والتوسع في التنعم يصدّ عن سبيل الله.
٢٠ - إن ربك -أيها الرسول- يعلم أنك تصلّي أقلّ من ثلثي الليل تارة، وتقوم نصفه تارة، وثلثه تارة، وتقوم طائفة من المؤمنين معك، والله يقدر الليل والنهار، ويحصي ساعاتهما، علم سبحانه أنكم لا تقدرون على إحصاء وضبط ساعاته، فيشقّ عليكم قيام أكثره تحرّيًا للمطلوب، فلذلك تاب عليكم، فصلّوا من الليل ما تيسّر، علم الله أن سيكون منكم -أيها المؤمنون- مرضى أجهدهم المرض، وآخرون يسافرون يطلبون رزق الله، وآخرون يقاتلون الكفار ابتغاء مرضاة الله ولتكون كلمة الله هي العليا، فهؤلاء يشقّ عليهم قيام الليل، فصلّوا ما تيسر لكم من الليل، وائتوا بالصلاة المفروضة على أكمل وجه، وأعطوا زكاة أموالكم، وأنفقوا من أموالكم في سبيل الله، وما تقدّموا لأنفسكم من أيّ خير، تجدوه هو خيرًا وأعظم ثوابًا، واطلبوا المغفرة من الله، إن الله غفور لمن تاب من عباده، رحيم بهم.
سورة المدثر
- مكية-
zالأمر بالنهوض للدعوة، وتوعد المكذبين بها.
y ١ - يا أيها المُتَغَشِّي بثيابه (وهو النبي - ﷺ -).
٢ - انهض وخوِّف من عذاب الله.
٣ - وعَظِّمْ ربك.
٤ - وطهِّر نفسك من الذنوب وثيابك من النجاسات.
٥ - وابتعد عن عبادة الأوثان.
٦ - ولا تمنن على ربك بأن تستكثر عملك الصالح.
٧ - واصبر لله على ما تلاقيه من الأذى.
٨ - فإذا نُفِخَ في القرن النفخة الثانية.
٩ - فذلك اليوم يوم شديد.
١٠ - على الكافرين بالله وبرسله غير سهل.
١١ - اتركني -أيها الرسول- ومن خلقته وحيدًا في بطن أمه دون مال أو ولد (وهو الوليد بن المُغِيرة).
١٢ - وجعلت له مالًا كثيرًا.
١٣ - وجعلت له بنين حاضرين معه ويشهدون المحافل معه لا يفارقونه لسفر لكثرة ماله.
١٤ - وبسطت له في العيش والرزق والولد بسطًا.
١٥ - ثم يطمع مع كفره بي أن أزيده بعد ما أعطيته من ذلك كله.
١٦ - ليس الأمر كما تصوّر، إنه كان معاندًا لآياتنا المنزلة على رسولنا مكذبًا بها.
١٧ - سأكلفه مشقة من العذاب لا يستطيع تحمّلها.
١٨ - إن هذا الكافر الَّذي أنعمت عليه بتلك النعم فكّر فيما يقوله في القرآن لإبطاله، وقدّر ذلك في نفسه.
x• المشقة تجلب التيسير.
• وجوب الطهارة من الخَبَث الظاهر والباطن.
• الإنعام على الفاجر استدراج له وليس إكرامًا.
سورة المزمل
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (المُزمِّل) سورة مكية، نزلت بعد سورة (القلم)، وقد ابتدأت بملاطفةِ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفِه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتِه وتهيئته لحَمْلِ هذه الدعوةِ العظيمة؛ بأن يَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ التوكل عليه، لا سيما في قيامه الليل، وكما أرشدت النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلى بَدْءِ الدعوة، فإنها جاءت بتهديدِ الكفار ووعيدهم.

ترتيبها المصحفي
73
نوعها
مكية
ألفاظها
200
ترتيب نزولها
3
العد المدني الأول
20
العد المدني الأخير
18
العد البصري
19
العد الكوفي
20
العد الشامي
20

* كان بين نزولِ أول (المُزمِّلِ) وآخرِها سنةٌ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «لمَّا نزَلتْ أوَّلُ المُزمِّلِ، كانوا يقومون نحوًا مِن قيامِهم في شهرِ رمضانَ، حتى نزَلَ آخِرُها، وكان بَيْنَ أوَّلِها وآخِرِها سنةٌ». أخرجه أبو داود (١٣٠٥).

* (المُزمِّل):

سُمِّيت سورة (المُزمِّل) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بوصفِ النبي صلى الله عليه وسلم بـ(المُزمِّل)؛ قال تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1].

1. إرشاد النبيِّ صلى الله عليه وسلم في بَدْءِ الدعوة (١-١٠).

2. تهديد الكفار وتوعُّدُهم (١١-١٩).

3. تذكيرٌ وإرشاد بأنواع الهداية (٢٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /430).

مقصدُ السورة ملاطفةُ النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه بـ(المُزمِّل)، وتثبيتُه على حَمْلِ رسالة هذا الدِّين؛ بالالتزام بمحاسنِ الأعمال، ولا سيما الصلاة في جوف الليل؛ ليَتجرَّدَ لله، ويُحسِنَ الالتجاء إليه؛ ليُكمِل تبيلغَ هذه الرسالة الثقيلة العظيمة، التي يَخِفُّ حَمْلُها بحُسْنِ التوكل على الله.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /131)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (29 /255).