تفسير سورة التين

تيسير التفسير

تفسير سورة سورة التين من كتاب تيسير التفسير
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ
سورة التين مكية وآياتها ثمان، نزلت بعد سورة البروج. وهي تبدأ بالقسَم بثمرتين مباركتين، ومكانين مقدسين : جبل الطور، ومكة المكرمة، لما كرّمها الله تعالى بإنزال الوحي فيهما على الأنبياء. أقسم الله بذلك على أنه خلق الإنسان في أعدل صورة، مكمّلا بالعقل والإرادة وغيرهما من صفات الكمال. وأنه إذا لم يشكر نِعَم الإله فسيردّ إلى أسفل دركات الجحيم. ثم أنحت السورة باللوم على المكذبين بعد ظهور أدلة قدرة الله أحكم الحاكمين.

التين : ثمر معروف. الزيتون : ثمر معروف.
أَقسَمَ الله بالتّينِ والزيتون لبَرَكَتِهما وعظيم منفعتهما ( فإن التينَ من الثمار المباركة، وهو غذاء كامل. وكذلك الزيتون، فإنه غذاء ودواء. وكان في الزمن الماضي يُستعمل للإنارة أيضاً فهو مثل البترول في هذه الأيام، ولا يزال محتفظاً بمكانته. )
وقال بعض المفسرين : إن التِّين هو عصرُ الإنسان الأول، والزيتون : عصرُ نوحٍ... وهو كلامٌ ليس عليه دليل.
طور سينين : جبل الطور الذي كلّم الله عليه موسى، وهو معروف في سيناء.
وأقسَمَ بطورِ سينين، الجبلِ الذي كلَّم الله عليه موسى.
البلد الأمين : مكة المكرمة.
وبهذا البلدِ الأمين، مكة المكرمة، الّتي يَأمنُ فيها من دَخَلها على نفسِه وماله.
في أحسن تقويم : في أجمل صورة وأعدل قامة.
إننا خلقْنا الإنسانَ في أحسن صورة، وجعلناه مديدَ القامة، وزيّناه بالعقلِ والحِكمة والمعرفة.
أسفلَ سافلين : جهنم.
حين ينحرفُ بهذه الفطرة عن الدِين الذي بَيَّنّاه له. وقد تركناه يختار أحدَ النَّجدين، فالذين ينحرفون مصيرُهم جهنّمُ، حيث يكونون في أسفل سافلين.
غير ممنون : غير مقطوع.
وهؤلاء هم الذين يبقون على سَواءِ الفِطرة، ويكمّلونها بالإيمان والعملِ الصالح.. وبذلك يرتقون بها إلى الكمال المقدَّر لها، فيكون لهم عندنا أجرٌ دائمٌ غيرُ مقطوع.
وفي ظل هذه الحقائق ينادي جلَّ وعلا الإنسانَ بقوله :
﴿ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدين ؟ ﴾
فأيّ شيء يحملك أيها الإنسانُ، على التكذيب بالبعث والجزاء بعدَ هذا البيان، وبعد وضوح البراهين ؟
أليس اللهُ بأعدَلِ العادلين حينَ يحكُم في أمرِ الخَلق بهذا الصنع العظيم والتدبير الحكيم ؟ وكان علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذا قرآ ﴿ أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين ﴾ قالا : بلى، وإنّا على ذلك من الشاهدين.
سورة التين
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (التِّين) من السُّوَر المكية، نزلت بعد سورة (البُرُوج)، وقد افتُتحت بقَسَمِ الله عز وجل بأربعة أشياء: بـ(التِّين، والزَّيتون، وطورِ سِينينَ، والبَلَد الأمين)، وتمحورت حول حقيقةِ الفِطْرة القويمة التي فطَر اللهُ الناس عليها؛ من حُبِّ الخير، والإقبال على الخالق، وفي ذلك دعوةٌ إلى الاستجابة لأمر الله، والإيمانِ بوَحْدانيته، وموافقةِ الفِطْرة السليمة.

ترتيبها المصحفي
95
نوعها
مكية
ألفاظها
34
ترتيب نزولها
28
العد المدني الأول
8
العد المدني الأخير
8
العد البصري
8
العد الكوفي
8
العد الشامي
8

* سورة (التِّين):

سُمِّيت سورة (التِّين) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بقَسَمِ الله عزَّ وجلَّ بـ(التِّين).

1. الأقسام الأربعة (١-٣) .

2. المُقسَم عليه (٤-٦).

3. قدرة الخالق (٧-٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /242).

التنبيه على خَلْقِ اللهِ الإنسانَ في أحسَنِ خِلْقة، وبفِطْرة سليمة قويمة.

يقول ابنُ عاشور رحمه الله: «احتوت هذه السورةُ على التنبيه بأن اللهَ خلَق الإنسان على الفِطْرة المستقيمة؛ ليَعلَموا أن الإسلامَ هو الفطرة؛ كما قال في الآية الأخرى: {فَأَقِمْ ‌وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطْرَتَ اْللَّهِ اْلَّتِي فَطَرَ اْلنَّاسَ عَلَيْهَاۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اْللَّهِۚ} [الروم: 30]، وأن ما يخالِفُ أصولَه بالأصالة أو بالتحريف فسادٌ وضلال، ومتَّبِعي ما يخالف الإسلامَ أهلُ ضلالة، والتعريض بالوعيد للمكذِّبين بالإسلام».

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /419).