تفسير سورة النصر

أيسر التفاسير للجزائري

تفسير سورة سورة النصر من كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير المعروف بـأيسر التفاسير للجزائري.
لمؤلفه أبو بكر الجزائري . المتوفي سنة 1439 هـ

شرح الكلمات:
إذا جاء نصر الله: أي نصر الله نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أعدائه المشركين.
والفتح: أي فتح مكة.
في دين الله أفواجا: أي في الإسلام جماعات جماعات.
فسبح بحمد ربك: أي نزهه عن الشريك ملتبسا بحمده.
واستغفره: أي اطلب منه المغفرة توبة منك إليه.
معنى الآيات:
قوله تعالى ﴿إِذَا جَاءَ١ نَصْرُ اللهِ﴾ ٢ الآيات الثلاث المباركات نزلت في أخريات أيام الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي تحمل علامة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قرب أجله فقوله تعالى ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ﴾ أي لك يا رسولنا فأصبحت تنتصر على أعدائك في كل معركة تخوضها معهم وجاءك الفتح فتح مكة ففتحها الله عليك وأصبحت دار إسلام بعد أن كانت دار كفر٣، ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ﴾ من سكان اليمن وغيرهم ﴿يَدْخُلُونَ فِي﴾ دينك الدين الإسلامي ﴿أَفْوَاجاًْ﴾ وجماعات جماعة بعد أخرى بعد أن كانوا يدخلون فرادى واحدا واحدا وهم خائفون إذا تم هذا ورأيته ﴿فَسَبِّحْ٤ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ شكرا له على نعمة النصر والفتح ودخول الناس في دينك وانتهاء دين المشركين الباطل. ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ أي اطلب منه المغفرة لما فرط منك مما هو ذنب في حقك لقربك وكمال علمك وأما غيرك فليس هو بالذنب الذي يستغفر منه ويناب إلى الله تعالى منه وقوله تعالى ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ أي إن الله تعالى الذي أمرك بالاستغفار توبة إليه كان توابا على عباده يقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ويرحمهم.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
١- مشروعية نعي الميت إلى أهله ولكن بدون إعلان وصوت عال.
١ الإجماع على أن آخر سورة نزلت جميعاً هي سورة النصر هذه قاله بن عباس كما في صحيح المسلم.
٢ النصر: العون مأخوذ من قولهم نصر الغيث الأرض إذا أعان نباتها ومنع من قحطها قال الشاعر:
إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي
بلاد تميم وانصري أرض عامر
٣ روي أن العرب قالت: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل فليس لكم به يدان، فكانوا يسلمون أفواجاً أمة أمة، والأمة أربعون رجلا.
٤ روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر من قول سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه: قالت فقلت يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده، استغفر الله وأتوب إليه: قال خبرني ربي بأني سأرى علامة في أمتي فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقد رأيتها: إذا جاء نصر الله والفتح.. الخ.
وصح أنه كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في ركوعه، " سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي".
625
٢- وجوب الشكر عند تحقق النعمة ومن ذلك سجدة الشكر.
٣- مشروعية قول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي في الركوع.
626
سورة النصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّصْرِ) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (التوبة)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن، وقد نزلت للإعلام بتمام الدِّين، وانتصارِ النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، وانتشارِ الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، وانحسار  الشرك، والإخبارِ بدُنُوِّ أجَلِ النبي  صلى الله عليه وسلم - كما فَهِم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما -، وأمرِه بتسبيح ربِّه وحمدِه عند الفتوحات، وفي كلِّ حين.


ترتيبها المصحفي
110
نوعها
مدنية
ألفاظها
19
ترتيب نزولها
114
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (النَّصْرِ):

سُمِّيت سورة (النَّصْرِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ النصر؛ وهو: فتحُ مكَّةَ المكرَّمة.

* سورة: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}:

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها به، وقد وردت هذه التسميةُ في كلام السلف رضوان الله عليهم؛ ومن ذلك:

ما جاء عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «ما صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن نزَلتْ عليه: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ} إلا يقولُ فيها: «سُبْحانَك ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي»». أخرجه البخاري (4967).

* سورة (النَّصْر) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

تمام الدِّين، وانتصارُ النبي عليه السلام (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /422).

الوعدُ بنصرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفتحِ مكة، ودخولِ الناس في هذا الدِّين أفواجًا، والإيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك، فقد اقترب انتقالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرَّفيقِ الأعلى.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /589).