تفسير سورة النصر

تفسير المراغي

تفسير سورة سورة النصر من كتاب تفسير المراغي
لمؤلفه المراغي . المتوفي سنة 1371 هـ
آياتها ثلاث
هي مدنية، نزلت بعد سورة التوبة.
ومناسبتها لما قبلها : أنه لما ذكر في السورة السابقة اختلاف دين الرسول الذي يدعو إليه، ودين الكفار الذي يعكفون عليه، أشار في هذه السورة إلى أن دينهم سيضمحل ويزول، وأن الدين الذي يدعو إليه سيغلب عليه، ويكون هو دين السواد الأعظم من سكان المعمورة.

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح المفردات : النصر : العون ؛ يقال : نصره على عدوه ينصره نصرا : أي أعانه، ونصر الغيث الأرض : إذا أعان على إظهار نباتها ومنع من قحطها، قال شاعرهم :
إذا دخل الشهر الحرام فجاوزي بلاد تميم وانصري أرض عامر
والفتح : الفصل بينه وبين أعدائه، وإعزاز دينه، وإظهار كلمته.
المعنى الجملي : كان المؤمنون أيام قلتهم وفقرهم وكثرة عدد عدوهم وقوته، يمر الضجر بنفوسهم ويقض مضاجعهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن ويضيق صدره، لتكذيب قومه له على وضوح الحق وسطوع البرهان، كما قال تعالى مخاطبا رسوله :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾ [ الكهف : ٦ ]. وقال :﴿ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ﴾ [ هود : ١٢ ] وقال :﴿ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ [ الأنعام : ٣٣ ].
وفي هذا القلق والضجر استبطاء لنصر الله للحق الذي بعث به نبيه ؛ بل فيه سهو عن وعد الله بتأييد دينه، كما جاء في قوله :﴿ وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ﴾ [ البقرة : ٢١٤ ].
هذا الضجر ليس بنقص يعاب به النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الله يعده على أقرب عباده إليه، كما قالوا : حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقد يراه النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع على نفسه وخرج من غمرة شدته ذنبا يتوب على الله منه ويستغفره، ومن ثم ورد الأمر الإلهي بالاستغفار مما كان منه من حزن وضجر في أوقات الشدة حين يجيء الفتح والنصر.
الإيضاح :﴿ إذا جاء نصر الله والفتح ﴾ أي إذا رأيت نصر الله لدين الحق، وانهزام أهل الشرك وخذلانهم، وفتح الله بينك وبين قومك، بجعل الغلبة لك عليهم، وإعزاز أمرك، وإعلاء كلمتك.
المعنى الجملي : كان المؤمنون أيام قلتهم وفقرهم وكثرة عدد عدوهم وقوته، يمر الضجر بنفوسهم ويقض مضاجعهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن ويضيق صدره، لتكذيب قومه له على وضوح الحق وسطوع البرهان، كما قال تعالى مخاطبا رسوله :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾ [ الكهف : ٦ ]. وقال :﴿ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ﴾ [ هود : ١٢ ] وقال :﴿ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ [ الأنعام : ٣٣ ].
وفي هذا القلق والضجر استبطاء لنصر الله للحق الذي بعث به نبيه ؛ بل فيه سهو عن وعد الله بتأييد دينه، كما جاء في قوله :﴿ وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ﴾ [ البقرة : ٢١٤ ].
هذا الضجر ليس بنقص يعاب به النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الله يعده على أقرب عباده إليه، كما قالوا : حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقد يراه النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع على نفسه وخرج من غمرة شدته ذنبا يتوب على الله منه ويستغفره، ومن ثم ورد الأمر الإلهي بالاستغفار مما كان منه من حزن وضجر في أوقات الشدة حين يجيء الفتح والنصر.
شرح المفردات : الأفواج : واحدهم فوج ؛ وهو الجماعة والطائفة.
﴿ ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ﴾ أي ورأيت الناس يدخلون في دنيك، وينضوون تحت لوائك جماعات لا أفرادا، كما كان في بدء أمرك وقت الشدة.
المعنى الجملي : كان المؤمنون أيام قلتهم وفقرهم وكثرة عدد عدوهم وقوته، يمر الضجر بنفوسهم ويقض مضاجعهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزن ويضيق صدره، لتكذيب قومه له على وضوح الحق وسطوع البرهان، كما قال تعالى مخاطبا رسوله :﴿ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ﴾ [ الكهف : ٦ ]. وقال :﴿ فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل ﴾ [ هود : ١٢ ] وقال :﴿ قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ﴾ [ الأنعام : ٣٣ ].
وفي هذا القلق والضجر استبطاء لنصر الله للحق الذي بعث به نبيه ؛ بل فيه سهو عن وعد الله بتأييد دينه، كما جاء في قوله :﴿ وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ﴾ [ البقرة : ٢١٤ ].
هذا الضجر ليس بنقص يعاب به النبي صلى الله عليه وسلم، لكن الله يعده على أقرب عباده إليه، كما قالوا : حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقد يراه النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع على نفسه وخرج من غمرة شدته ذنبا يتوب على الله منه ويستغفره، ومن ثم ورد الأمر الإلهي بالاستغفار مما كان منه من حزن وضجر في أوقات الشدة حين يجيء الفتح والنصر.
شرح المفردات : استغفره : أي اسأله أن يغفر لك ذنوبك ولقومك الذين اتبعوك، توّابا : أي كثير القبول لتوبة عباده.
﴿ فسبح بحمد ربك ﴾ أي إذا تم لك كل ذلك فنزه ربك وقدسه عن أن يهمل الحق، ويدعه للباطل يتغلب عليه، وعن أن يخلف وعده الذي وعدك به، بأن يجعل كلمتك العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، ويتم نعمته عليك ولو كره الكافرون.
وليكن تنزيهه بحمده على ما أولاك من نعم، وشكره على ما منحك من خير، والثناء عليه بما هو له أهل، فإنه هو القادر الذي لا يغلبه غالب، والحكيم الذي إذا أمهل الكافرين فلن يضيع أجر العاملين.
﴿ واستغفره ﴾ أي واسأله أن يغفر لك ولمن اتبعك من أصحابك ما كان منهم من القلق والضجر والحزن والأسى لتأخر النصر.
والتوبة من هذا القلق إنما تكون بتكميل الثقة بوعد الله، وتغليبهم على خواطر النفس التي تحدثها الشدائد، وإن كان ذلك مما يشق على نفوس البشر، ولكن الله قد علم أن نفس رسوله قد تبلغ ذلك الكمال، ومن ثم أمره به، وهكذا يحدث في نفوس الكملة من أصحابه وأتباعه ما يقارب ذلك، والله يتقبله منهم.
ثم علل طلب الاستغفار بقوله :﴿ إنه كان توابا ﴾، أي إنه سبحانه كثير القبول لتوبة عباده ؛ لأنه يربي النفوس بالمحن، فإذا وجدت الضعف أنهضها إلى طلب القوة، وشدد عزيمتها بحسن الوعد، ولا يزال بها حتى تبلغ مرتبة الكمال.
وخلاصة ما سلف : إذا حصل الفتح وتحقق النصر، وأقبل الناس على الدين الحق، فقد زال الخوف، فعليك أن تسبح ربك وتشكره، وتنزع عما كان من خواطر النفس وقت الشدة، فلن تعود الشدائد تأخذ نفوس المخلصين من عباده ما داموا على تلك الكثرة، ينزل بساحتهم الإخلاص، وتجمعهم الألفة.
وقد فهم النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أن الأمر قد تم، ولم يبق إلا أن يلحق بالرفيق الأعلى، فقال فيما روي عنه : إنه قد نعيت إليه نفسه.
قال ابن عمر : نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع، ثم نزلت ﴿ اليوم أكملت لم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ﴾ [ المائدة : ٣ ]، فعاش بعدها ثمانين يوما، ثم نزلت آية الكلالة فعاش بعدها خمسين يوما، ثم نزلت :﴿ لقد جاءكم رسول من أنفسكم ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما، ثم نزلت :﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ [ البقرة : ٢٨١ ] فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما.
وصلّ وسلم ربنا على محمد وآله وأصحابه الذين هاجروا وجاهدوا ورابطوا في سبيل الله.
سورة النصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّصْرِ) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (التوبة)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن، وقد نزلت للإعلام بتمام الدِّين، وانتصارِ النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، وانتشارِ الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، وانحسار  الشرك، والإخبارِ بدُنُوِّ أجَلِ النبي  صلى الله عليه وسلم - كما فَهِم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما -، وأمرِه بتسبيح ربِّه وحمدِه عند الفتوحات، وفي كلِّ حين.


ترتيبها المصحفي
110
نوعها
مدنية
ألفاظها
19
ترتيب نزولها
114
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (النَّصْرِ):

سُمِّيت سورة (النَّصْرِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ النصر؛ وهو: فتحُ مكَّةَ المكرَّمة.

* سورة: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}:

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها به، وقد وردت هذه التسميةُ في كلام السلف رضوان الله عليهم؛ ومن ذلك:

ما جاء عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «ما صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن نزَلتْ عليه: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ} إلا يقولُ فيها: «سُبْحانَك ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي»». أخرجه البخاري (4967).

* سورة (النَّصْر) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

تمام الدِّين، وانتصارُ النبي عليه السلام (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /422).

الوعدُ بنصرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفتحِ مكة، ودخولِ الناس في هذا الدِّين أفواجًا، والإيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك، فقد اقترب انتقالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرَّفيقِ الأعلى.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /589).