تفسير سورة النصر

تفسير النسائي

تفسير سورة سورة النصر من كتاب تفسير النسائي
لمؤلفه النسائي . المتوفي سنة 303 هـ

قوله تعالى: ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ ﴾ [١]٧٣٠- أنا محمود بن غيلان، نا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن عائشة، قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن ". ٧٣١- أنا محمد بن المُثنى، عن يحيى بن سعيد، نا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن عمر كان يسأل المهاجرين عن هذه الآية: ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ ﴾ فيم نزلت؟ قال بعضهم: أمر الله نبيه إذا رأى الناس [و] دخولهم في الإسلام وتسرُّدهم في الدين أن يحمدوا الله ويستغفروه، قال عمر: ألا أُعجبكم من ابن عباس؟! يا ابن عباس هلم، مالك لا تتكلم؟ قال: سأله متى يموت، قال: ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾ [٢-٣] فهي آيتك من الموت. قال: صدقت، والذي نفسي بيده ما علمت منها إلا الذي علمت. ٧٣٢- أنا عمرو بن منصور، نا محمد بن محبوب، نا أبو عوانة، عن هلال بن خبَّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:" لما نزلت: ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ ﴾ إلى آخر السورة / قال: نُعِيَت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أُنْزلت، فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: " جاء الفتح وجاء نصر الله، وجاء أهل اليَمَن " فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليَمَن؟ قال: قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان ". ٧٣٣- أنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، نا جعفر، عن أبي العُميس وأنا أحمد بن سليمان، نا جعفر بن عون، نا أبو عُميس، عن عبد المجيد بن سُهيل، عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، قال: قال لي ابن عباس: يا ابن عُتبة، أتعلم آخر سورة من القرآن نزلت؟ قلت: نعم ﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ ﴾ [١] قال: صدقت.- اللفظ لأحمد -.
سورة النصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّصْرِ) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (التوبة)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن، وقد نزلت للإعلام بتمام الدِّين، وانتصارِ النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، وانتشارِ الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، وانحسار  الشرك، والإخبارِ بدُنُوِّ أجَلِ النبي  صلى الله عليه وسلم - كما فَهِم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما -، وأمرِه بتسبيح ربِّه وحمدِه عند الفتوحات، وفي كلِّ حين.


ترتيبها المصحفي
110
نوعها
مدنية
ألفاظها
19
ترتيب نزولها
114
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (النَّصْرِ):

سُمِّيت سورة (النَّصْرِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ النصر؛ وهو: فتحُ مكَّةَ المكرَّمة.

* سورة: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}:

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها به، وقد وردت هذه التسميةُ في كلام السلف رضوان الله عليهم؛ ومن ذلك:

ما جاء عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «ما صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن نزَلتْ عليه: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ} إلا يقولُ فيها: «سُبْحانَك ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي»». أخرجه البخاري (4967).

* سورة (النَّصْر) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

تمام الدِّين، وانتصارُ النبي عليه السلام (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /422).

الوعدُ بنصرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفتحِ مكة، ودخولِ الناس في هذا الدِّين أفواجًا، والإيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك، فقد اقترب انتقالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرَّفيقِ الأعلى.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /589).