تفسير سورة النصر

الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية

تفسير سورة سورة النصر من كتاب الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المعروف بـالفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية.
لمؤلفه النخجواني . المتوفي سنة 920 هـ

لَكُمْ دِينُكُمْ الذي أنتم عليه وطريقكم الذي تتوجهون اليه بعد ما لم يوفقكم الحق على الهداية والايمان وَلِيَ دِينِ الذي انا عليه وبالجملة لا تتركون دينكم بديني وما انا ايضا بتارك ديني بدينكم بل لكم دينكم ولى ديني والتوفيق بيد الله والهداية والضلال
خاتمة سورة الكافرون
عليك ايها الموحد المحمدي الحنيف المائل عن عموم الأديان والمذاهب الباطلة المنافية لصرافة مشرب التوحيد الذاتي ان لا تجالس مع اهل الغفلة والضلال المترددين في اودية الجهالات بأنواع الخيالات الباطلة والأوهام العاطلة المترتبة على هوياتهم العدمية وتعيناتهم الوهمية ولا تصاحبهم في حال من الأحوال فان صحبتك معهم تبعدك عن الحق وتغريك نحو الباطل فان النفوس الانسانية سارقة طبعا مائلة نحو الباطل قطعا ولهذا صارت اسرع عدوا وأشد ميلا الى البدع والأهواء الفاسدة والآراء الباطلة. أعاذنا الله وعموم عباده منها بمنه وجوده
[سورة النصر]
فاتحة سورة النصر
لا يخفى على من فتح عليه الحق باب العناية وكشف له سبيل الهداية والكرامة ان كل من دخل في كنف حفظ الحق وجواره وتوكل عليه وفوض أموره كلها اليه فقد أعانه الله ونصره على جميع أعاديه وأنجح عموم مطالبه ومآربه وجميع ما قدر له من الكمالات التي اودعها الحق في استعداده الفطري وقابليته الجبلية ولا شك ان أكمل الناس استعدادا وأتمهم قابلية وأفضلهم شرفا وكمالا هو الحضرة الختمية الخاتمية ﷺ إذ قد طويت المراتب كلها دون مرتبته ﷺ ولهذا كمل جميع مكارمه وكمالاته المنتظرة له ﷺ في نشأته الاولى ليكون مقدمة وعنوانا على تكميل كمالاته الاخروية كما نبه سبحانه في هذه السورة بعد التيمن والتبرك بِسْمِ اللَّهِ المدبر لأمور حبيبه ﷺ على الوجه الأكمل الأحكم الرَّحْمنِ عليه بنصر أوليائه وقهر أعدائه الرَّحِيمِ له حيث فتح عليه أبواب الفتوحات الغيبية والشهادية والفيوضات اللدنية الفائضة عليه من عالم اللاهوت
[الآيات]
إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ اى إذا جاءك يا أكمل الرسل وعد الله الذي قد وعدك به ان ينصرك على جميع أعدائك ويظهر دينك على الأديان كلها وقد جاءك ايضا الفتح الذي أخبرك الحق بقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا وبعد ما جاءك النصر وَالْفَتْحُ الموعود آن لك وكمل ظهورك واستيلاؤك على عموم الأعادي وظهر دينك على سائر الأديان الباطلة والآراء الفاسدة
وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ حينئذ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً فوجا فوجا فرقة فرقة بعد ما كانوا يدخلون فيه فرادى فرادى
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ يا أكمل الرسل شكرا لما اعطاك جميع ما وعدك وفتح عليك الآفاق وأتم ببعثتك وظهورك محاسن الشيم ومكارم الأخلاق على الإطلاق وَاسْتَغْفِرْهُ واطلب منه الرجوع الى من عن نوره صدرت لأنك مظهر اسراره وانواره واليه يرجع الأمر كله بعد إظهاره إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً رجاعا لأوليائه الى مستقر قدسه وحضرة أنسه وبعد ما نزلت هذه السورة وامر سبحانه حبيبه ﷺ فيها بالحمد والاستغفار اغتم الأصحاب وحزنوا إذ قد فهموا منها ان أجل رسول الله ﷺ قد قرب فودعه الحق وامره بالحمد والاستغفار وما عاش ﷺ بعد نزوله الا أياما قلائل لذلك سموا هذه السورة سورة التوديع ايضا
سورة النصر
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (النَّصْرِ) من السُّوَر المدنية، نزلت بعد سورة (التوبة)، ولها فضلٌ عظيم؛ فهي تَعدِل رُبُعَ القرآن، وقد نزلت للإعلام بتمام الدِّين، وانتصارِ النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين، وانتشارِ الإسلام في أرجاء الجزيرة العربية، وانحسار  الشرك، والإخبارِ بدُنُوِّ أجَلِ النبي  صلى الله عليه وسلم - كما فَهِم ذلك ابن عباس رضي الله عنهما -، وأمرِه بتسبيح ربِّه وحمدِه عند الفتوحات، وفي كلِّ حين.


ترتيبها المصحفي
110
نوعها
مدنية
ألفاظها
19
ترتيب نزولها
114
العد المدني الأول
3
العد المدني الأخير
3
العد البصري
3
العد الكوفي
3
العد الشامي
3

* سورة (النَّصْرِ):

سُمِّيت سورة (النَّصْرِ) بهذا الاسم؛ لافتتاحها بذكرِ النصر؛ وهو: فتحُ مكَّةَ المكرَّمة.

* سورة: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}:

سُمِّيت بهذا الاسم؛ لافتتاحها به، وقد وردت هذه التسميةُ في كلام السلف رضوان الله عليهم؛ ومن ذلك:

ما جاء عن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: «ما صلَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاةً بعد أن نزَلتْ عليه: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ} إلا يقولُ فيها: «سُبْحانَك ربَّنا وبحمدِك، اللهمَّ اغفِرْ لي»». أخرجه البخاري (4967).

* سورة (النَّصْر) تَعدِل رُبُعَ القرآن:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال لرجُلٍ مِن أصحابِه: «هل تزوَّجْتَ يا فلانُ؟»، قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ، ولا عندي ما أتزوَّجُ به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اْللَّهُ أَحَدٌ}؟»، قال: بلى، قال: «ثُلُثُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اْللَّهِ وَاْلْفَتْحُ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اْلْكَٰفِرُونَ}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «أليس معك {إِذَا زُلْزِلَتِ اْلْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}؟»، قال: بلى، قال: «رُبُعُ القرآنِ»، قال: «تزوَّجْ، تزوَّجْ»». أخرجه الترمذي (٢٨٩٥).

تمام الدِّين، وانتصارُ النبي عليه السلام (١-٣).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (9 /422).

الوعدُ بنصرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفتحِ مكة، ودخولِ الناس في هذا الدِّين أفواجًا، والإيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك، فقد اقترب انتقالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرَّفيقِ الأعلى.

ينظر: "التحرير والتنوير" لابن عاشور (30 /589).