تفسير سورة مريم

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة مريم من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

كهيعص الكاف من الكبير والهاء من الهادي والياء من رحيم والعين من عليم والصاد من صادق
ذكر رحمة ربك فيه تقديم وتاخير تقديره ذكر ربك عبده بالرحمة
خفيا لالى يستهزأ به في طلب الولد مع الكبر
وهن ضعفشقيا أي لم اكن اتعب بالدعاء ثم اخيب لانك عودتني الاجابة
الوالي الذين يلونه في النسب وهم بنو العم والعصبة من ورائي بعد موتي قال ابن الانباري غلب عليه طبع البشر فاحب ان يتولى ماله والده فان قيل فالنبي لا يورث فالجواب لا بد ممن يتولى ماله وان لم يكن ميراثا فاحب ان يتوالاه الولد
يرثني نبوتي وعلمي ومن ال يعقوب الاخلاق
وسميا لم يسم يحيى قبله
وكانت امراتي المعنى وهي عاقرعتيا أي يبسا
كذلك أي كما قيل لك
سويا أي سليما غير اخرس
فاوحى اوماسبحوا صلوا
خذ الكتاب وهو التوراةوالحكم الفهم
وحنانا أي واتيناه حنانا وهو الرحمة والزكاة التطهير
وسلام أي سلامة
انتبذت اعتزلت وتنحت شرقيا مما يلي الشرق
حجابا سترا لتطهر من الحيضروحنا جبريل
ان كنت تقيا جبريل المعنى ان اتقيت فستنتهي
بغيا زانية فنفخ جبريل في جيب درعها فحملته
قصيا بعيدافاجاءها أي الجاها المخاض وهو وجع الولادة
نسيا وهو اسم ما ينسى
من تحتها وهو الملكسريا نهرا واظهر لها الاية في النخلة وجريان نهر لتستدل على قدرة الله ولا تحزن
صوما صمتا
فريا عظيما
هارون رجل صالح شبهوها به في الصلاح كان بمعنى هو
اتاني الكتاب خرج من بطنها وهو يحفظ التوراة وقيل قضي ان ياتيني ويجعلني نبيا
قول الحق أي هذا الكتاب قول الحق لا قول من قال هو ولد الله
الاحزاب اليهود والنصارى ومن زائدة فقالت اليهود لغير رشده وقال بعض النصارى هو الله وقال اخرون هو ولده
اسمع بهم وابصر أي ما اسمعهم يوم القيامة وابصرهم حين لا ينفعهم ذلك
قضي الامر الذي فيه هلاكهم وهم اليوم في غفلة عن ذلك
لارجمنك بالشتممليا طويلا
سلام عليك أي سلمت من ان اصيبك بمكروهحفيا لطيفا
ووهبنا لهم من رحمتنا المال والولد والعلملسان صدق ذكرا حسنا
الايمن جاء النداء عن يمين موسىنجيا مناجيا
مكانا عليا السماء الرابعة
غيا واد في جهنم
بالغيب أي وعدهم بها وهي غائبة عنهمماتيا اتية
لغوا ما يلغى من الكلام ويؤثمالسلام تسليم الملائكة عليهمبكرة وعشيا أي على مقدار ذلك
وما نتنزل قول جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم لما استبطاه النبي صلى الله عليه وسلمما بين ايدينا الاخرة وما خلفنا الدنيانسيا ما كان تاركا لك منذ ابطا الوحي عليك
سميا مثلا وشبها
الانسان الكافر
جثيا جمع جاث على الركب
أيهم أشد أي أعظم معصية والمعنى نبدا بتعذيب الاغنى فالاغنى
صليا منصوب على التفسير
واردها داخلها وقيل هو الممر عليها
خير مقاما منزلا
نديا مجلساورئيا منظرا
فليمدد لفظه امر ومعناه الخبر والمعنى نمهله في غيهاما العذاب القتل والاسر
الذي كفر باياتنا نزلت في العاص بن وائللاوتين في الجنه على زعمكم
عهدا أي عهد اليه انه يدخله الجنة
ونرثه ما يقول أي نسلبه المال والولد ونجعله لغيره
عزا أي شفعاء في الاخرة
ويكونون يعني الاصنام على المشركين ضدا أي اعوانا يكذبونهم ويلعنونهم
تؤزهم أزا تزعجهم الى المعاصي
وفدا ركبانا
وردا عطاشا
عهدا توحيدا وايمانا
وادا عظيمامنه أي من قولهم
ودا يحبهم ويحببهم
لدا جمع الد وهو الخصم الجدل
ركزا صوة لا يفهم
سورة مريم
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

أشارت فاتحةُ سورةِ (مَرْيَمَ) إلى عظمةِ هذا الكتاب، ونبَّهتْ بعد ذلك على مِحوَرِ السُّورةِ؛ وهو رحمةُ الله عزَّ وجلَّ بأنبيائه؛ فقد بدأت بذِكْرِ رحمة الله عز وجل بزكريَّا ويحيى عليهما السلام، ثم رحمتِه تعالى بمَرْيَمَ وعيسى عليه السلام، ثم رحمتِهِ تعالى بإبراهيمَ عليه السلام، ثم رحمتِه تعالى بموسى وهارونَ عليهما السلام، ثمَّ رحمتِه تعالى بإسماعيلَ وإدريسَ عليهما السلام، وجُلُّ رحمةِ الله بعباده المؤمنين ستكون يومَ القيامة عندما يُنجِّي اللهُ الذين اتَّقَوْا من النَّار، ويذَرُ الظالمين فيها جِثِيًّا.

ترتيبها المصحفي
19
نوعها
مكية
ألفاظها
972
ترتيب نزولها
44
العد المدني الأول
98
العد المدني الأخير
99
العد البصري
98
العد الكوفي
98
العد الشامي
98

 * قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: 64]:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ لجِبْريلَ: «ألَا تَزُورُنا أكثَرَ ممَّا تَزُورُنا؟»، قال: فنزَلتْ: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [مريم: 64] الآيةَ. أخرجه البخاري (٣٢١٨).

* قوله تعالى: {أَفَرَءَيْتَ اْلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا} [مريم: 77]:

عن خَبَّابِ بن الأَرَتِّ رضي الله عنه، قال: «كنتُ رجُلًا قَيْنًا، وكان لي على العاصِ بنِ وائلٍ دَيْنٌ، فأتَيْتُه أتقاضاه، فقال لي: لا أَقضِيك حتى تكفُرَ بمُحمَّدٍ، قال: قلتُ: لن أكفُرَ به حتى تموتَ، ثم تُبعَثَ، قال: وإنِّي لمبعوثٌ مِن بعدِ الموتِ؟! فسوف أَقضِيك إذا رجَعْتُ إلى مالٍ وولَدٍ، قال: فنزَلتْ: {أَفَرَءَيْتَ اْلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا ٧٧ أَطَّلَعَ اْلْغَيْبَ أَمِ اْتَّخَذَ عِندَ اْلرَّحْمَٰنِ عَهْدٗا ٧٨ كَلَّاۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُۥ مِنَ اْلْعَذَابِ مَدّٗا ٧٩ وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدٗا} [مريم: 77-80]». أخرجه البخاري (٤٧٣٥).

* سورة (مَرْيَمَ):

وجهُ تسميةِ سورة (مَرْيَمَ) بهذا الاسم: أنَّها بُسِطتْ فيها قصةُ (مَرْيَمَ)، وابنِها، وأهلِها.

* جاء في فضلِ سورة (مَرْيَمَ): أنها من قديم ما تعلَّمَه الصحابةُ من النبي صلى الله عليه وسلم:

عن عبد الرَّحمنِ بن يَزيدَ بن جابرٍ، قال: «سَمِعْتُ ابنَ مسعودٍ يقولُ في (بَنِي إسرائِيلَ)، و(الكَهْفِ)، و(مَرْيَمَ)، و(طه)، و(الأنبياءِ): إنَّهُنَّ مِن العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلادي». أخرجه البخاري (٤٩٩٤).

قال أبو عُبَيدٍ: «قولُه: «مِن تِلَادي»: يعني: مِن قديمِ ما أخَذْتُ مِن القرآنِ؛ وذلك أنَّ هذه السُّوَرَ نزَلتْ بمكَّةَ». "فضائل القرآن" للقاسم بن سلام (ص247).


اشتملت سورةُ (مَرْيَمَ) على الموضوعات الآتية:

1. رحمته تعالى بزكريا ويحيى عليهما السلام (١-١٥).

2. رحمته تعالى بمَرْيَمَ وعيسى عليه السلام (١٦- ٤٠).

3. رحمته تعالى بإبراهيمَ عليه السلام (٤١ -٥٠).

4. رحمته تعالى بموسى وهارونَ عليهما السلام (٥١ -٥٣).

5. رحمته تعالى بإسماعيلَ وإدريسَ عليهما السلام (٥٤-٥٨).

6. طريق النجاة (٥٩-٦٥).

7. جَوْلات مع شُبَه الكافرين وأباطيلهم (٦٦-٩٥).

8. محبته تعالى لأوليائه، مهمة القرآن (٩٦-٩٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (4 /414).

مقصدُ السورةِ الأعظَمُ هو بيانُ اتِّصافه سبحانه بشمول الرحمة؛ بإضافةِ جميع النِّعَم على جميع خَلْقه، المستلزِم للدَّلالة على اتصافِه بجميع صفات الكمال، المستلزِم لشمول القدرة على إبداعِ المستغرَب، المستلزِم لتمام العلم، المُوجِب للقدرة على البعث، والتنزُّه عن الولد؛ لأنه لا يكون إلا لمحتاجٍ، ولا يكون إلا مثل الوالد، ولا سَمِيَّ له سبحانه، فضلًا عن مثيلٍ له سبحانه وتعالى.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /256).