تفسير سورة ص

كتاب نزهة القلوب

تفسير سورة سورة ص من كتاب كتاب نزهة القلوب
لمؤلفه أبى بكر السجستاني .

﴿ عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴾ العزة: المبالغة والممانعة. يقال: عزه يعزه عزا إذا غلبه.
﴿ لاَتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴾ أي ليس حين مناص أي ليس حين قرار، ويقال لات إنما هي لا، والتاء زائدة.
﴿ عُجَابٌ ﴾ وعجيب: بمعنى واحد.
﴿ ٱلأَحَزَابِ ﴾ الذي تحزبوا على أنبيائهم: أي صاروا فرقا.
﴿ فَوَاقٍ ﴾ بضم الفاء: مقدار ما بين الحلبتين. ويقال فواق وفواق بمعنى واحد. وقوله عز وجل: ﴿ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴾ أي ليس لها بعدها إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا، وما لها من فواق: أي ما لها انتظار.
﴿ قِطَّنَا ﴾ واحد القطوط، وهي الكتب بالجوائز.
﴿ ٱلأَيْدِ ﴾: القوة كقوله ﴿ دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ ﴾ وأما قوله تعالى:﴿ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ ﴾[ص: ٤٥] فالأيدي من الإحسان، يقال: له يد في الخير، وقدم في الخير. ولأبصار: البصائر في الدين. ﴿ أَوَّابٌ ﴾: رجاع: أي تواب.
﴿ فَصْلَ ٱلْخِطَابِ ﴾ يقال: أما بعد. ويقال: البينة على الطالب واليمين على المطلوب.
﴿ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ ﴾: أي نزلوا من ارتفاع، ولا يكون التسور إلا من فوق.
﴿ تُشْطِطْ ﴾ أي تجر وتسرف، وتشطط: أي تبعد، من قولهم شطت الدار أي بعدت.﴿ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ ﴾ أي قصد الطريق.
﴿ أَكْفِلْنِيهَا ﴾: ضمها إلي واجعلني كافلها، أي الذي يضمها ويلزم نفسه حياطتها والقيام بها.﴿ وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ ﴾ أي غلبني. وقيل عزني: أي صار أعز مني.
(خلطاء): أي شركاء.
(صافنات) جمع صافن من الخيل وقد مضى تفسيره انظر ٣٦ من الحج.
﴿ أَحْبَبْتُ حُبَّ ٱلْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي ﴾: أي آسرت حب الخير على ذكر ربي، وسميت الخيل الخير لما فيها من المنافع، وفي الحديث:" الخير معقود بنواصي الخيل ".﴿ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ ﴾: أي استترت بالليل، يعني الشمس، أضمرها ولم يجر لها ذكر، والعرب تفعل ذلك إذا كان في الكلام ما يدل عليه.
﴿ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ أي رخوة لينة. وحيث أصاب: أي حيث أراد. يقال أصاب الله بك خيرا: أي أراد الله بك خيرا.
(أصفاد): أغلال، واحدها صفد.
﴿ مُغْتَسَلٌ ﴾ وغسول: الماء الذي يغتسل به. والمغتسل أيضا الموضع الذي يغتسل فيه.﴿ مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾ أي ببلاء وشر. انظر ٣ من المائدة.﴿ ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ ﴾: اضرب الأرض برجلك. والركض: الدفع بالرجل، ومنه ركضت الدابة إذا ضربتها برجلك. ويقال: اركض برجلك: ادفع برجلك.
﴿ ضِغْثاً ﴾: ملء كف من الحشيش والعيدان.
﴿ أَتْرَابٌ ﴾ أقران أسنان، واحدها ترب.
﴿ شَكْلِهِ ﴾: أي مثله وضربه.
﴿ فَوْجٌ ﴾: جماعة.﴿ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ﴾ أي داخلون معكم بكرههم، والإقتحام: الدخول في الشيء بشدة وصعوبة.
﴿ زَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار ﴾ أي مالت.
سورة ص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ص) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بالإشارة إلى عظمةِ القرآن، وما كان من الكفار مِن تعجُّبٍ وتعنُّتٍ واستكبار، وقد ذكَّرهم اللهُ بما نال أسلافَهم من العذاب؛ تحذيرًا لهم، ودعوةً إلى الإيمان بالله والرُّجوع إلى الحق، كما جاءت السورةُ على ذِكْرِ قصص الأنبياء، وبيانِ مهمة الأنبياء، مختتمةً بذِكْرِ خَلْقِ الله لآدمَ وإكرامِه.

ترتيبها المصحفي
38
نوعها
مكية
ألفاظها
736
ترتيب نزولها
38
العد المدني الأول
86
العد المدني الأخير
86
العد البصري
86
العد الكوفي
88
العد الشامي
86

* سورة (ص):

سُمِّيت سورةُ (ص) بهذا الاسم؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ.

* هي السُّورة التي سجَد لسماعها الشَّجَرُ واللَّوح، والدَّواةُ والقلم:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأَيْتُ كأنِّي نائمٌ إلى جَنْبِ شجرةٍ وأنا أقرَأُ سورةَ {صٓ}، فلمَّا بلَغْتُ إلى قولِه تعالى: {وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ ۩} [ص: 24]، سجَدتُّ، فرأَيْتُ الشَّجرةَ سجَدتْ، وقالت: يا ربِّ، أعظِمْ بها أجري، واجعَلْها لي عندك ذُخْرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِك داودَ». قال ابنُ عباسٍ: «رأيتُ النبيَّ ﷺ سجَدَ، وقال في سجودِه ما قال ذلك الرَّجُلُ حاكيًا عن تلكَ الشجرةِ». "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (1 /353).
وقريبٌ منه ما جاء عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، قال: «رأيتُ رُؤْيا وأنا أكتُبُ سورةَ {صٓ}، قال: فلمَّا بلَغْتُ السَّجْدةَ، رأَيْتُ الدَّواةَ والقلَمَ وكلَّ شيءٍ بحَضْرتي انقلَبَ ساجدًا، قال: فقصَصْتُها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يَزَلْ يسجُدُ بها». أخرجه أحمد (11799).

اشتمَلتْ سورةُ (ص) على الموضوعات الآتية:

1. موقف الكافرين من القرآن (١-١١).

2. تذكير الكافرين بما نال أسلافَهم من العذاب (١٢-١٦).

3. قصص الأنبياء (١٧-٥٤).

4. قصة داودَ (١٧-٢٦).

5. الحِكْمة من خَلْقِ الأكوان، وإنزالِ القرآن (٢٧-٢٩).

6. قصة سُلَيمانَ (٣٠-٤٠).

7. قصة أيُّوبَ (٤١-٤٤).

8. قصة إبراهيمَ وذُرِّيته (٤٥-٥٤).

9. عقاب الطاغين الأشقياء (٥٥-٦٤).

10. مهمة الرسول، ووَحْدانية الله (٦٥-٧٠).

11. خَلْقُ آدمَ وإكرامُه (٧١-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /439).

مقصدُ سورة (ص) هو بيانُ موقفِ الكفار من هذا الكتابِ، وتعنُّتِهم واستكبارهم، وخِذْلانِ الله لهم، وكذلك بيان نُصْرةِ الله لجنده، وعِزَّةِ المؤمنين وقُوَّتهم بعد ضَعْفٍ، وإعلائهم بمَعِيَّةِ الله لهم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /416).