تفسير سورة ص

غريب القرآن

تفسير سورة سورة ص من كتاب غريب القرآن
لمؤلفه زيد بن علي . المتوفي سنة 120 هـ

أخبرنا أبو جعفر. قال : حدّثنا علي بن أحمد. قال : حدّثنا عطاء بن السّائب عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى :﴿ ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ معناه ذو الشَّرفِ.
وقوله تعالى :﴿ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴾ معناه ليس بحينِ نَزوٍ ولا فِرارٍ.
وقوله تعالى :﴿ فَلْيَرْتَقُواْ فِى الأَسْبَابِ ﴾ معناه في الفَضلِ، ويقال ارتقى فلانٌ في الأَسبابِ إِذَا كان فاضلاً.
وقوله تعالى :﴿ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ﴾ : وهي الغيضةُ الملتفُ شجرهَا.
وقوله تعالى :﴿ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴾ يقال ما لها من مَرةٍ، هي كَلمحِ البَصرِ، أو هي أقربُ. والفَواقُ في النَاقةِ : ما بين الحَلبتينِ.
وقوله تعالى :﴿ عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ معناه نَصيبُنا من الآخرةِ قبلَ يومِ الحِسابِ. والقِطُّ : الكِتابُ. والجمعُ القُطوطُ.
وقوله تعالى :﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ فذو الأيدِ : ذُو القُوةِ. والأَوابُ : التَّوابُ.
وقوله تعالى :﴿ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴾ معناه : الفهمُ والعلمُ بالقضاءِ. وقال : الشهودُ والإِيمانُ.
وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تُشْطِطْ ﴾ معناه لا تُسرِفْ.
وقوله تعالى :﴿ وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾ معناه غَلبني.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ الْخُلَطَآءِ ﴾ معناه من الشُّركاءِ.
وقوله تعالى :﴿ وَظَنَّ دَاوُودُ ﴾ معناه أَيقنَ.
وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى ﴾ معناه قُربى ومَنزلةٌ. واحدُها زُلفةٌ ﴿ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ معناه حُسنُ مَرجعٍ.
وقوله تعالى :﴿ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴾ والصَّافناتُ من الخَيلِ التي تَجمعُ بينَ يَديهَا وبينَ طَرفِ سُنبُك إِحدى رِجلِيهَا. والسُّنبُكُ : مُقدمُ الحَافرِ.
وقوله تعالى :﴿ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ﴾ فالخَيرُ : الخَيلُ.
وقوله تعالى :﴿ حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴾ معناه غابتْ بالحِجابِ يعني الشَّمسِ.
وقوله تعالى :﴿ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ ﴾ معناه ما زَالَ يَضرِبُ أسواقَ الخَيلِ وأعناقَها.
وقوله تعالى :﴿ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ﴾ معناه شَيطانٌ.
وقوله تعالى :﴿ لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ ﴾ معناه لاَ يكونُ لَهُ.
وقوله تعالى :﴿ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ فالرُّخاءُ : الرّخوةُ اللينةُ. وأصابَ : أَرادَ. وهي بِلغةِ هجر. وقال طوعٌ حيثُ أَرادَ.
وقوله تعالى :﴿ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ﴾ معناه في الأَغلالِ، واحدُها صَفدٌ.
وقوله تعالى :﴿ هَذَا عَطَآؤُنَا فَامْنُنْ ﴾ أي اعطِ.
وقوله تعالى :﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ ﴾ معناه ببلاءٍ وشرٍ في جَسدي ﴿ وَعَذَابٍ ﴾ في بَدني !.
وقوله تعالى :﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ﴾ معناه اضربْ بِهَا. وقال : إنهُ ضَربَ بيدهِ اليُمنى ! فَخرجتْ عَينٌ، وضَربَ برجلِهِ اليُسرى فَخرجتْ عَينٌ أخرى، فاغتسلَ من واحدةٍ وشَربَ من أخرى، فذلك قوله تعالى :﴿ مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾.
وقوله تعالى :﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً ﴾ معناه أثلٌ. وقال : جماعةٌ من شجرٍ وقال : حُزمةٌ من رطبةٍ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ بمعنى تَوابٌ.
وقوله تعالى :﴿ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ ﴾ فالأيدي : القوةُ في العَملِ. والأَبصارُ : العُقولُ.
وقوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴾ معناه مالَهم همٌ إلاّ هَم الآخرةِ.
وقوله تعالى :﴿ أَتْرَابٌ ﴾ معناه أسنانٌ وأَمثالٌ.
وقوله تعالى :﴿ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ معناه ضَربهُ. والأزواجُ : عذابٌ من الزَّمهريرِ. وقال : ألوانٌ من العَذابِ.
قوله تعالى :﴿ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ ﴾ معناه لا سِعةً لَهم.
وقوله تعالى :﴿ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً ﴾ معناه من السُّخرةِ ومن كسر جعله من الهُزء.
سورة ص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ص) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بالإشارة إلى عظمةِ القرآن، وما كان من الكفار مِن تعجُّبٍ وتعنُّتٍ واستكبار، وقد ذكَّرهم اللهُ بما نال أسلافَهم من العذاب؛ تحذيرًا لهم، ودعوةً إلى الإيمان بالله والرُّجوع إلى الحق، كما جاءت السورةُ على ذِكْرِ قصص الأنبياء، وبيانِ مهمة الأنبياء، مختتمةً بذِكْرِ خَلْقِ الله لآدمَ وإكرامِه.

ترتيبها المصحفي
38
نوعها
مكية
ألفاظها
736
ترتيب نزولها
38
العد المدني الأول
86
العد المدني الأخير
86
العد البصري
86
العد الكوفي
88
العد الشامي
86

* سورة (ص):

سُمِّيت سورةُ (ص) بهذا الاسم؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ.

* هي السُّورة التي سجَد لسماعها الشَّجَرُ واللَّوح، والدَّواةُ والقلم:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأَيْتُ كأنِّي نائمٌ إلى جَنْبِ شجرةٍ وأنا أقرَأُ سورةَ {صٓ}، فلمَّا بلَغْتُ إلى قولِه تعالى: {وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ ۩} [ص: 24]، سجَدتُّ، فرأَيْتُ الشَّجرةَ سجَدتْ، وقالت: يا ربِّ، أعظِمْ بها أجري، واجعَلْها لي عندك ذُخْرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِك داودَ». قال ابنُ عباسٍ: «رأيتُ النبيَّ ﷺ سجَدَ، وقال في سجودِه ما قال ذلك الرَّجُلُ حاكيًا عن تلكَ الشجرةِ». "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (1 /353).
وقريبٌ منه ما جاء عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، قال: «رأيتُ رُؤْيا وأنا أكتُبُ سورةَ {صٓ}، قال: فلمَّا بلَغْتُ السَّجْدةَ، رأَيْتُ الدَّواةَ والقلَمَ وكلَّ شيءٍ بحَضْرتي انقلَبَ ساجدًا، قال: فقصَصْتُها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يَزَلْ يسجُدُ بها». أخرجه أحمد (11799).

اشتمَلتْ سورةُ (ص) على الموضوعات الآتية:

1. موقف الكافرين من القرآن (١-١١).

2. تذكير الكافرين بما نال أسلافَهم من العذاب (١٢-١٦).

3. قصص الأنبياء (١٧-٥٤).

4. قصة داودَ (١٧-٢٦).

5. الحِكْمة من خَلْقِ الأكوان، وإنزالِ القرآن (٢٧-٢٩).

6. قصة سُلَيمانَ (٣٠-٤٠).

7. قصة أيُّوبَ (٤١-٤٤).

8. قصة إبراهيمَ وذُرِّيته (٤٥-٥٤).

9. عقاب الطاغين الأشقياء (٥٥-٦٤).

10. مهمة الرسول، ووَحْدانية الله (٦٥-٧٠).

11. خَلْقُ آدمَ وإكرامُه (٧١-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /439).

مقصدُ سورة (ص) هو بيانُ موقفِ الكفار من هذا الكتابِ، وتعنُّتِهم واستكبارهم، وخِذْلانِ الله لهم، وكذلك بيان نُصْرةِ الله لجنده، وعِزَّةِ المؤمنين وقُوَّتهم بعد ضَعْفٍ، وإعلائهم بمَعِيَّةِ الله لهم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /416).