تفسير سورة ص

تفسير الإمام مالك

تفسير سورة سورة ص من كتاب تفسير الإمام مالك
لمؤلفه مالك بن أنس . المتوفي سنة 179 هـ

قوله تعالى :﴿ فنادوا ولات حين مناص ﴾ [ ص : ٣ ] : ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم :﴿ ولات حين مناص ﴾ : ولا نداء في غير حين النداء.
قوله تعالى :﴿ وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ﴾ : ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم : أي ليس لها مثنوية.
قوله تعالى :﴿ كل له أواب ﴾ : ابن كثير : قال مالك عن زيد بن أسلم :﴿ كل له أواب ﴾ أي : مطيع.
قوله تعالى :﴿ وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ﴾ : ابن العربي : قال مالك : إن القضاء في المسجد من الأمر القديم.
الآية الخامسة : قوله تعالى :﴿ وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب ﴾ [ ص : ٢٤ ].
ابن العربي : روى أشهب عن مالك، قال : بلغني أن تلك الحمامة أتت فوقفت قريبا من داود، وهي من ذهب، فلما رآها أعجبته، فقام ليأخذها، ففرت من يده، ثم صنع مثل ذلك مرتين، ثم طارت، فأتبعها بصره، فوقعت عينه على تلك المرأة وهي تغتسل، ولها شعر طويل، فبلغني أنه أقام أربعين ليلة ساجدا حتى نبت العشب دموع عينيه.
قوله تعالى :﴿ ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ﴾ : ابن العربي : روى ابن وهب عن مالك قال : إنه مسح أعناقها وسوقها بالسيوف عرقبة.
قوله تعالى :﴿ وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ﴾ :
ابن العربي : قال مالك : يحنث من فعل ذلك.
ابن العربي : روى ابن زيد عن ابن القاسم عن مالك : من حلف ليضربن عبده مائة. فجمعهما فضربه بها ضربة واحدة لم يبر.
سورة ص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ص) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بالإشارة إلى عظمةِ القرآن، وما كان من الكفار مِن تعجُّبٍ وتعنُّتٍ واستكبار، وقد ذكَّرهم اللهُ بما نال أسلافَهم من العذاب؛ تحذيرًا لهم، ودعوةً إلى الإيمان بالله والرُّجوع إلى الحق، كما جاءت السورةُ على ذِكْرِ قصص الأنبياء، وبيانِ مهمة الأنبياء، مختتمةً بذِكْرِ خَلْقِ الله لآدمَ وإكرامِه.

ترتيبها المصحفي
38
نوعها
مكية
ألفاظها
736
ترتيب نزولها
38
العد المدني الأول
86
العد المدني الأخير
86
العد البصري
86
العد الكوفي
88
العد الشامي
86

* سورة (ص):

سُمِّيت سورةُ (ص) بهذا الاسم؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ.

* هي السُّورة التي سجَد لسماعها الشَّجَرُ واللَّوح، والدَّواةُ والقلم:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأَيْتُ كأنِّي نائمٌ إلى جَنْبِ شجرةٍ وأنا أقرَأُ سورةَ {صٓ}، فلمَّا بلَغْتُ إلى قولِه تعالى: {وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ ۩} [ص: 24]، سجَدتُّ، فرأَيْتُ الشَّجرةَ سجَدتْ، وقالت: يا ربِّ، أعظِمْ بها أجري، واجعَلْها لي عندك ذُخْرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِك داودَ». قال ابنُ عباسٍ: «رأيتُ النبيَّ ﷺ سجَدَ، وقال في سجودِه ما قال ذلك الرَّجُلُ حاكيًا عن تلكَ الشجرةِ». "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (1 /353).
وقريبٌ منه ما جاء عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، قال: «رأيتُ رُؤْيا وأنا أكتُبُ سورةَ {صٓ}، قال: فلمَّا بلَغْتُ السَّجْدةَ، رأَيْتُ الدَّواةَ والقلَمَ وكلَّ شيءٍ بحَضْرتي انقلَبَ ساجدًا، قال: فقصَصْتُها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يَزَلْ يسجُدُ بها». أخرجه أحمد (11799).

اشتمَلتْ سورةُ (ص) على الموضوعات الآتية:

1. موقف الكافرين من القرآن (١-١١).

2. تذكير الكافرين بما نال أسلافَهم من العذاب (١٢-١٦).

3. قصص الأنبياء (١٧-٥٤).

4. قصة داودَ (١٧-٢٦).

5. الحِكْمة من خَلْقِ الأكوان، وإنزالِ القرآن (٢٧-٢٩).

6. قصة سُلَيمانَ (٣٠-٤٠).

7. قصة أيُّوبَ (٤١-٤٤).

8. قصة إبراهيمَ وذُرِّيته (٤٥-٥٤).

9. عقاب الطاغين الأشقياء (٥٥-٦٤).

10. مهمة الرسول، ووَحْدانية الله (٦٥-٧٠).

11. خَلْقُ آدمَ وإكرامُه (٧١-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /439).

مقصدُ سورة (ص) هو بيانُ موقفِ الكفار من هذا الكتابِ، وتعنُّتِهم واستكبارهم، وخِذْلانِ الله لهم، وكذلك بيان نُصْرةِ الله لجنده، وعِزَّةِ المؤمنين وقُوَّتهم بعد ضَعْفٍ، وإعلائهم بمَعِيَّةِ الله لهم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /416).