ﰡ
(تذكر حب ليلى لات حيناً | وأضحى الشيب قد قطع القرينا) |
(لأصبحنّ العاصي بن العاصي | سبعين ألفاً عاقِدي النواصي) |
(قد جنبوا الخيل على الدلاصِ | آساد غيل حين لا مناص) |
(فهم خشوع لدية لا مناص لهم | يضمهم مجلس يشفي من الصيد) |
(أمِن ذكر ليلى إن نأتك تنوص | فتقصر عنها خطوة وتبوص) |
تذكر حب ليلى لات حيناً | وأضحى الشيب قد قطع القرينا |
أحدها : وليس حين ملجأ، قاله زيد بن أسلم. الثاني : وليس حين مَغاث، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، ومنه قول علي رضي الله عنه في رجز له :
لأصبحنّ العاصي بن العاصي | سبعين ألفاً عاقِدي النواصي |
قد جنبوا الخيل على الدلاصِ | آساد غيل حين لا مناص |
فهم خشوع لدية لا مناص لهم | يضمهم مجلس يشفي من الصيد |
أمِن ذكر ليلى إن نأتك تنوص | فتقصر عنها خطوة وتبوص |
الخامس : أن النوص بالنون التقدم، والبوص بالباء التأخر، وهو من الأضداد، وكانوا إذا أحسوا في الحرب بفشل قال بعضهم لبعض : مناص. أي حملة واحدة، فينجو فيها من نجا ويهلك فيها من هلك، حكاه الكلبي. فصار تأويله على هذا الوجه ما قاله السدي أنهم حين عاينوا الموت لم يستطيعوا فراراً من العذاب ولا رجوعاً إلى التوبة.
(فاذهبي ما إليك ادركني الحلم | عداني عن هيجكم أشغالي) |
﴿ أن امشوا واصبروا على آلهتكم ﴾ فيه وجهان : أحدهما : اتركوه واعبدوا آلهتكم. الثاني : امضوا على أمركم في المعاندة واصبروا على آلهتكم في العبادة، والعرب تقول : امش على هذا الأمر، أي امض عليه وألزمه.
﴿ إن هذا لشيء يراد ﴾ : فيه وجهان : أحدهما : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسلم وقوي به الإسلام شق على قريش فقالوا إن إسلام عمر فيه قوة للإسلام وشيء يراد، قاله مقاتل. الثاني : أن خلاف محمد لنا ومفارقته لديننا إنما يريد به الرياسة علينا والتملك لنا.
﴿ إن هذا إلا اختلاق ﴾ أي : كذب اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم.
فاذهبي ما إليك أدركني الحلم*** عداني عن هيجكم أشغالي
ومعنى قوله : جند، أي : أتباع مقلّدون ليس فيهم عالم مرشد.
﴿ مهزوم من الأحزاب ﴾ يعني : مشركي قريش أنهم أحزاب إبليس وأتباعه وقيل لأنهم تحازبوا على الجحود لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. قال قتادة : فبشره بهزيمتهم وهو بمكة فكان تأويلها يوم بدر.
(ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة | في ظل ملك ثابت الأوتاد) |
(إذا ماتت عن الدنيا حياتي... فيا ليت القيامة عن فواق)
السابع: ما لهم بعدها من إقامة، وهو بمعنى قول السدي. قوله عز وجل: ﴿وقالوا ربنا عَجَّل لنا قِطنا... ﴾ الآية. فيه خمسة تأويلات: أحدها: معنى ذلك عجل لنا حظنا من الجنة التي وعدتنا، قاله ابن جبير. الثاني: عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي وعدتنا استهزاء منهم بذلك، قاله ابن عباس. الثالث: عجل لنا رزقنا، قاله إسماعيل بن أبي خالد. الرابع: أرنا منازلنا، قاله السدي. الخامس: عجل لنا في الدنيا كتابنا في الآخرة وهو قوله ﴿فأما من أوتي كتابه بيمينه... وأما من أوتي كتابه بشماله﴾ استهزاء منهم بذلك. وأصل القط القطع، ومنه قط القلم وقولهم ما رأيته قط أي قطع الدهر بيني وبينه وأطلق على النصيب.
(قوم لهم ساحة العراق وما | يجبى إليه والقط والقلح) |
وقال ابن إسحاق : إن الله بعث صالحاً شاباً فدعاهم حتى صار شيخاً، فعقروا الناقة ولم يؤمنوا حتى هلكوا.
﴿ وقوم لوط ﴾ لم يؤمنوا حتى أهلكهم الله تعالى. قال مجاهد : وكانوا أربعمائة ألف بيت في كل بيت عشرة. وقال عطاء ما من أحد من الأنبياء إلا يقوم معه يوم القيامة قوم من أمته إلا آل لوط فإنه يقوم القيامة وحده.
﴿ وأصحاب الأيكة ﴾ بعث الله إليهم شعيباً. وفي ﴿ الأيكة ﴾ قولان : أحدهما : أنها الغيضة، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه الملتف من النبع والسدر قاله أبو عمرو بن العلاء. قال قتادة : بعث شعيب إلى أمتين من الناس إلى أصحاب الأيكة وإلى مدين، وعذبتا بعذابين.
﴿ أولئك الأحزاب ﴾ يحتمل وجهين : أحدهما : أحزاب على الأنبياء بالعداوة. الثاني : أحزاب الشياطين بالموالاة.
﴿ إلا صيحة واحدة ﴾ يعني النفخة الأولى.
﴿ ما لها من فواق ﴾ قرأ حمزة والكسائي بضم الفاء، والباقون بفتحها، واختلف في الضم والفتح على قولين :
أحدهما : أنه بالفتح من الإفاقة وبالضم فُواق الناقة وهو قدر ما بين الحلبتين تقديراً للمدة. الثاني : معناهما واحد، وفي تأويله سبعة أقاويل : أحدها : معناه ما لها من ترداد، قاله ابن عباس. الثاني : ما لها من حبس، قاله حمزة بن إسماعيل. الثالث : من رجوع إلى الدنيا، قاله الحسن وقتادة. الرابع : من رحمة. وروي عن ابن عباس أيضاً.
الخامس : ما لها من راحة، حكاه أبان بن تغلب. السادس : ما لها من تأخير لسرعتها قال الكلبي، ومنه قول أبي ذؤيب :
إذا ماتت عن الدنيا حياتي | فيا ليت القيامة عن فواق |
أحدها : معنى ذلك عجل لنا حظنا من الجنة التي وعدتنا، قاله ابن جبير.
الثاني : عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي وعدتنا استهزاء منهم بذلك، قاله ابن عباس.
الثالث : عجل لنا رزقنا، قاله إسماعيل بن أبي خالد.
الرابع : أرنا منازلنا، قاله السدي.
الخامس : عجل لنا في الدنيا كتابنا في الآخرة وهو قوله ﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه. . . وأما من أوتي كتابه بشماله ﴾ استهزاء منهم بذلك. وأصل القط القطع، ومنه قط القلم، وقولهم ما رأيته قط أي قطع الدهر بيني وبينه وأطلق على النصيب والكتاب والرزق لقطعه من غيره إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالاً وأقوى حقيقة. قال أمية بن أبي الصلت :
قوم لهم ساحة العراق وما | يجبى إليه والقط والقلم |
أحدهما أنه ينطلق على كل كتاب يتوثق به.
الثاني : أنه مختص بالكتاب الذي فيه عطية وصلة، قاله ابن بحر.
﴿ وآتيناه الحكمة ﴾ : فيها خمسة تأويلات : أحدها : النبوة، قاله السدي. الثاني : السنّة، قاله قتادة. الثالث : العدل، قاله ابن نجيح. الرابع : العلم والفهم، قاله شريح. الخامس : الفضل والفطنة.
﴿ وفصل الخطاب ﴾ : فيه خمسة تأويلات : أحدها : على القضاء والعدل فيه، قاله ابن عباس والحسن. الثاني : تكليف المدعي البينة والمدعَى عليه اليمين، قاله شريح وقتادة. الثالث : قوله أما بعد، وهو أول من تكلم بها، قاله أبو موسى الأشعري والشعبي. الرابع : أنه البيان الكافي في كل غرض مقصود. الخامس : أنه الفصل بين الكلام الأول والكلام الثاني.
(تشطط غداً دار جيراننا | والدار بعد غد أبعد) |
(ألا يالقومي قد اشطّت عواذلي | وزعمن أن أودى بحقّي باطلي) |
(فخر على وجهه راكعاً | وتاب إلى الله من كل ذنب) |
وفي فزعه منهما قولان : أحدهما : لأنهم تسوروا عليه من غير باب. الثاني : لأنهم أتوه في غير وقت جلوسه للنظر.
﴿ قالوا لا تخف خصمان بَغَى بعضنا على بعض ﴾ : وكانا ملكين ولم يكونا خصمين ولا باغيين، ولا يأتي منهما كذب، وتقدير كلامهما : ما تقول إن أتاك خصمان وقالا بغى بعضنا على بعض.
وثنى بعضهم هنا وجمعه في الأول حيث قال :﴿ وهل أتاك نبأ الخصم ﴾ لأن جملتهم جمعت، وهم فريقان كل واحد منهما خصم.
﴿ فاحكم بيننا بالحق ﴾ أي بالعدل. ﴿ ولا تشطط ﴾ فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : لا تملْ، قاله قتادة. الثاني : لا تَجُر، قاله السدي. الثالث : لا تسرف، قاله الأخفش.
وفي أصل الشطط قولان : أحدهما : أن أصله البعد من قولهم شطط الدار إذا بعدت، قال الشاعر :
تشط غداً دار جيراننا *** والدار بعد غد أبعد
الثاني : الإفراط. قال الشاعر :
ألا يالقومي قد اشطّت عواذلي *** وزعمن أن أودى بحقّي باطلي
﴿ واهدِنا إلى سواءِ الصراط ﴾ فيه وجهان : أحدهما : أرشدنا إلى قصد الحق، قاله يحيى. الثاني : إلى عدل القضاء، قاله السدي.
﴿ له تسع وتسعونَ نعجةً وليَ نعجةٌ واحدةٌ ﴾ فيها وجهان :
أحدهما : أنه أراد تسعاً وتسعين امرأة، فكنى عنهن، بالنعاج، قاله ابن عيسى. قال قطرب : النعجة هي المرأة الجميلة اللينة. الثاني : أنه أراد النعاج ليضربها مثلاً لداود، قاله الحسن.
﴿ فقال أكفلنيها ﴾ فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ضمها إليَّ، قاله يحيى. الثاني : أعطنيها، قاله الحسن. الثالث : تحوّل لي عنها، قاله ابن عباس وابن مسعود.
﴿ وعزّني في الخطاب ﴾ فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أي قهرني في الخصومة، قاله قتادة. الثاني : غلبني على حقي، من قولهم من عز بز أي من غلب سلب، قاله ابن عيسى. الثالث : معناه إن تكلم كان أبين، وإن بطش كان أشد مني، وإن دعا كان أكثر مني، قاله الضحاك.
أحدهما : أن الآخر قد كان أقر بذلك فحكم عليه داود عليه السلام بإقراره، فحذف اكتفاء بفهم السامع، قاله السدي. الثاني : إن كان الأمر كما تقول لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه.
﴿ وإنَّ كثيراً من الخُلَطاءِ ﴾ يحتمل وجهين : أحدهما : الأصحاب. الثاني : الشركاء.
﴿ لَيَبْغِي بعضهم على بعض ﴾ أي يتعدى.
﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ تقديره فلا يبغي بعضهم على بعض، فحذف اكتفاء بفهم السامع.
﴿ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾ فيه وجهان : أحدهما : وقليل ما فيه من يبغي بعضهم على بعض، قاله ابن عباس.
الثاني : وقليل من لا يبغي بعضهم على بعض، قاله قتادة.
وفي ﴿ ما ﴾ التي في قوله ﴿ وقليل ما هم ﴾ وجهان : أحدهما : أنها فضلة زائدة تقديره : وقليل هم. الثاني : أنها بمعنى الذي، تقديره : وقليل الذين هم كذلك.
﴿ وظن داود أنما فتنّاه ﴾ قال قتادة أي علم داود إنما فتناه وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : اختبرناه، قاله ابن عباس.
الثاني : ابتليناه، قاله السدي. الثالث : شددنا عليه في التعبد، قاله ابن عيسى.
﴿ فاستغفر ربَّه ﴾ من ذنبه قال قتادة : قضى نبي الله على نفسه ولم يفطن لذلك، فلما تبين له الذنب استغفر ربه.
واختلف في الذنب على أربعة أقاويل : أحدها : أنه سمع من أحد الخصمين وحكم له قبل سماعه من الآخر.
الثاني : هو أن وقعت عينه على امرأة أوريا بن حنان واسمها اليشع وهي تغتسل فأشبع نظره منها حتى علقت بقلبه. الثالث : هو ما نواه إن قتل زوجها تزوج بها وأحسن الخلافة عليها، قاله الحسن.
وحكى السدي عن علي كرم الله وجهه قال : لو سمعت رجلاً يذكر أن داود قارف من تلك المرأة محرَّماً لجلدته ستين ومائة لأن حد الناس ثمانون وحد الأنبياء ستون ومائة حَدّان.
﴿ وخَرّ راكعاً وأناب ﴾ أي : خرّ ساجداً وقد يعبر عن السجود بالركوع، قال الشاعر :
فخر على وجهه راكعاً | وتاب إلى الله من كل ذنب |
في الزلفى وجهان : أحدهما : الكرامة، وهو المشهور. الثاني : الرحمة قاله الضحاك. فرفع رأسه وقد قرح جبينه.
واختلف في هذه السجدة على قولين : أحدهما : أنها سجدة عزيمة تسجد عند تلاوتها في الصلاة وغير الصلاة، قاله أبو حنيفة. الثاني : أنها سجدة شكر لا يسجد عند تلاوتها لا في الصلاة، ولا في غير الصلاة وهو قول الشافعي.
قال وهب بن منبه : فمكث داود حيناً لا يشرب ماء إلا مزجه بدموعه، ولا يأكل طعاماً إلا بلّه بدموعه، ولا ينام على فراش إلا غرقه بدموعه. وحكي عن داود أنه كان يدعو على الخطّائين فلما أصاب الخطيئة كان لا يمر بواد إلا قال : اللهم اغفر للخاطئين لعلك تغفر لي معهم.
(لنا قبة مضروبة بفنائها | عتاق المهاري والجياد الصوافن) |
(ألف الصفون فما يزل كأنه | مما يقوم على الثلاث كسيرا) |
أحدهما : أن صفونها قيامها ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" من سره أن يقوم الرجال له صفوناً فليتبوأ مقعده من النار ". أي يديمون له القيام، حكاه قطرب وأنشد قول النابغة :
لنا قبة مضروبة بفنائها | عتاق المهاري والجياد الصوافن |
ألف الصفون فما يزل كأنه | مما يقوم على الثلاث كسيرا |
أحدهما : أنها الطوال العناق مأخوذ من الجيد وهو العنق لأن طول أعناق الخيل من صفات فراهتها.
الثاني : أنها السريع، قاله مجاهد واحدها جواد سمي بذلك لأنه يجود بالركض.
أحدها : يعني حب المال، قاله ابن جبير والضحاك.
الثاني : حب الخيل قاله قتادة والسدي. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم :" الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة ". وفي قراءة ابن مسعود : حب الخيل.
الثالث : حب الدنيا، قاله أسباط.
وفي ﴿ أحببت حب الخير ﴾ وجهان :
أحدهما : أن فيه تقديماً وتأخيراً تقديره : أحببت الخير حباً فقدم، فقال : أحببت حب الخير ثم أضاف فقال أحببت حب الخير، قاله بعض النحويين.
الثاني : أن الكلام على الولاء في نظمه من غير تقديم ولا تأخير، وتأويله : آثرت حب الخير.
﴿ عَن ذِكر ربي ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عن صلاة العصر، قاله علي رضي الله عنه.
الثاني : عن ذكر الله تعالى، قاله ابن عباس.
وروى الحارث عن علي كرم الله وجهه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الوسطى فقال :" هي صلاة العصر التي فرط فيها نبي الله سليمان عليه السلام ".
﴿ حتى توارت بالحجاب ﴾ فيه قولان :
أحدهما : حتى توارت الشمس بالحجاب، والحجاب جبل أخضر محيط بالخلائق، قاله قتادة وكعب.
الثاني : توارت الخيل بالحجاب أي شغلت بذكر ربها إلى تلك الحال، حكاه ابن عيسى.
والحجاب الليل يسمى حجاباً لأنه يستر ما فيه.
﴿ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه من شدة حبه لها مسح عراقيبها وأعناقها، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه لما رآها قد شغلته عن الصلاة ضرب عراقيبها وأعناقها، قاله الحسن وقتادة.
ولم يكن ما اشتغل عنه من الصلاة فرضاً بل كان نفلاً لأن ترك الفرض عمداً فسق. وفعل ذلك تأديباً لنفسه. والخيل مأكولة اللحم فلم يكن ذلك منه إتلافاً يأثم به.
قال الكلبي : كانت ألف فرس فعرقب تسعمائة وبقي منها مائة. فما في أيدي الناس من الخيل العتاق من نسل تلك المائة.
(فآبُوا بالنهابِ وبالسبايا | وأبنا بالملوك مُصَفّدينا) |
(لو أن حيّاً ينال الخُلد في مهل | لنال ذاك سليمان بن داوِد) |
(سالت له العين عين القطر فائضة | فيه ومنه عطاءٌ غير موصود) |
(لم يبق من بعدها في الملك مرتقياً | حتى تضمن رمْساً بعد أخدود) |
(هذا التعْلَم أنّ الملك منقطع | إلاّ من الله ذي التقوى وذي الجود) |
فآبُوا بالنهابِ وبالسّبايا | وأبنا بالملوك مُصَفّدينا |
لو أن حيّاً ينال الخُلد في مهل | لنال ذاك سليمان بن داوِد |
سالت له العين عين القطر فائضة | فيه ومنه عطاءٌ غير موصود |
لم يبق من بعدها في الملك مرتقياً | حتى تضمن رمْساً بعد أخدود |
هذا التعْلَم أنّ الملك منقطع | إلاّ من الله ذي التقوى وذي الجود |
أحدها : ما تقدم ذكره من الملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده بتسخير الريح والشياطين.
فعلى هذا في قوله ﴿ فامنن أو أمسك بغير حساب ﴾ وجهان :
أحدهما : امنن على من شئت من الجن بإطلاقه، أو أمسك من شئت منهم في عمله من غير حرج عليك فيما فعلته بهم، قاله قتادة والسدي.
الثاني : اعط من شئت من الناس وامنع من شئت منهم.
﴿ بغير حساب ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : بغير تقدير فيما تعطي وتمنع حكاه ابن عيسى.
الثاني : بغير حرج، قاله مجاهد.
الثالث : بغير حساب تحاسب عليه يوم القيامة، قاله سعيد بن جبير.
قال الحسن : ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه فيها تبعة إلا سليمان فإن الله تعالى يقول :﴿ هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ﴾ وحكى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ﴿ هذا عطاؤنا ﴾ الآية.
قال سليمان عليه السلام : أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نر شيئاً هو أفضل من خشية الله في الغيب والشهادة، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب.
والقول الثاني : أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره هذا عطاؤنا بغير حساب فامنن أو أمسك، فعلى هذا في قوله فامنن أو أمسك وجهان :
أحدهما : بغير جزاء.
الثاني : بغير قلة.
والقول الثالث : إن هذا إشارة إلى مضمر غير مذكور وهو ما حكي أن سليمان كان في ظهره ماء مائة رجل وكان له ثلاثمائة امرأته وسبعمائة سرية فقال الله تعالى ﴿ هذا عطاؤنا ﴾ يعني الذي أعطيناك من القوة على النكاح ﴿ فامنن ﴾ بجماع من تشاء من نسائِك ﴿ أو أمسك ﴾ عن جماع من تشاء من نسائِك. فعلى هذا في قوله بغير حساب وجهان :
أحدهما : بغير مؤاخذة فيمن جامعت أو عزلت.
الثاني : بغير عدد محصور فيمن استبحت أو نكحت. وهذا القول عدول من الظاهر إلى ادعاء مضمر بغير دليل لكن قيل فذكرته.
(تحيد شِماساً إذا ما العسيفُ | بضِغثِ الخلاء إليها أشارا) |
أحدهما : أنه اغتسل من إحداهما فأذهب الله تعالى ظاهر دائه وشرب من الأخرى فأذهب الله باطن دائه، قاله الحسن.
الثاني : أنه اغتسل من إحداهما فبرىء، وشرب من الأخرى فروي، قاله قتادة.
وفي المغتسل وجهان :
أحدهما : أنه كان الموضع الذي يغتسل منه، قاله مقاتل.
الثاني : أنه الماء الذي يغتسل به، قاله ابن قتيبة.
وفي مدة مرضه قولان :
أحدهما : سبع سنين وسبعة أشهر، قاله ابن عباس.
الثاني : ثماني عشرة سنة رواه أنس مرفوعاً.
أحدها : أنهم كانوا مرضى فشفاهم الله.
الثاني : أنهم غابوا عنه فردهم الله عليه، وهذا القولان حكاهما ابن بحر.
الثالث : وهو ما عليه الجمهور أنهم كانوا قد ماتوا.
فعلى هذا في هبتهم له ومثلهم معهم خمسة أقاويل :
أحدها : أن الله تعالى رد عليه أهله وولده ومواشيه بأعيانهم، لأنه تعالى أماتهم قبل آجالهم ابتلاء ووهب له من أولادهم مثلهم، قاله الحسن.
الثاني : أن الله سبحانه ردهم عليه بأعيانهم ووهب له مثلهم من غيرهم قاله ابن عباس.
الثالث : أنه رد عليه ثوابهم في الجنة ووهب له مثلهم في الدنيا، قاله السدي.
الرابع : أنه رد عليه أهله في الجنة، وأصاب امرأته فجاءته بمثلهم في الدنيا.
الخامس : أنه لم يرد عليه منهم بعد موتهم أحد وكانوا ثلاثة عشر ابناً فوهب الله تعالى له من زوجته التي هي أم من مات مثلهم فولدت ستة وعشرين ابناً، قاله الضحاك.
﴿ رحمة منا ﴾ أي نعمة منا.
﴿ وذكرَى لأولي الألباب ﴾ أي عبرة لذوي العقول.
وفي سبب ذلك ثلاثة أقاويل :
أحدها : ما قاله ابن عباس أن إبليس لقيها في صورة طبيب فدعته لمداواة أيوب، فقال أداويه على أنه إذا برىء قال أنت شفيتني لا أريد جزاء سواه، قالت نعم، فأشارت على أيوب بذلك فحلف ليضربنها.
الثاني : ما حكاه سعيد بن المسيب أنها جاءته بزيادة على ما كانت تأتيه به من الخبز فخاف خيانتها فحلف ليضربنها.
الثالث : ما حكاه يحيى بن سلام أن الشيطان أغواها على أن تحمل أيوب على أن يذبح سخلة ليبرأ بها فحلف ليجلدنها فلما برىء أيوب وعلم الله تعالى بإيمان امرأته أمره رفقاً بها وبراً له يأخذ بيده ضغثاً.
وفيه سبعة أقاويل :
أحدها : أنه أشكال النخل الجامع لشماريخه، قاله ابن عباس.
الثاني : الأثل، حكاه مجاهد وقاله مجاهد.
الثالث : السنبل، حكاه يحيى بن سلام.
الرابع : الثمام اليابس، قاله سعيد بن المسيب.
الخامس : الشجر الرطب، قاله الأخفش.
السادس : الحزمة من الحشيش، قاله قطرب وأنشد قول الكميت :
تحيد شِماساً إذا ما العسيفُ | بضِغثِ الخلاء إليها أشارا |
﴿ فاضرب به ﴾ فاضرب بعدد ما حلفت عليه وهو أن يجمع مائة من عدد الضغث فيضربها به في دفعة يعلم فيها وصول جميعها إلى بدنها فيقوم ذلك فيها مقام مائة جلدة مفردة.
﴿ ولا تحنث ﴾ يعني في اليمين وفيه قولان :
أحدهما : أن ذلك لأيوب خاصة، قاله مجاهد.
الثاني : عام في أيوب وغيره من هذه الأمة، قاله قتادة. والذي نقوله في ذلك مذهباً : إن كان هذا في حد الله تعالى جاز في المعذور بمرض أو زمانة ولم يجز في غيره، وإن كان في يمين جاز في المعذور وغيره إذا اقترن به ألم المضروب، فإن تجرد عن ألم ففي بره وجهان :
أحدهما : يبر لوجود العدد المحلوف عليه.
الثاني : لا يبر لعدم المقصود من الألم.
﴿ إنا وجدناه صابراً ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : على الطاعة.
الثاني : على البلاء.
﴿ نِعم العبد ﴾ يعني نعم العبد في صبره.
﴿ إنه أوّاب ﴾ إلى ربه.
وفي بلائه قولان :
أحدهما : أنه بلوى اختبار ودرجة ثواب من غير ذنب عوقب عليه.
الثاني : أنه بذنب عوقب عليه بهذه البلوى وفيه قولان :
أحدهما : أنه دخل على بعض الجبابرة فرأى منكراً فسكت عنه.
الثاني : أنه ذبح شاة فأكلها وجاره جائع لم يطعمه.
أحدها : نزع الله ما في قلوبهم من حب الدنيا وذكرها، وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها، قاله مالك بن دينار.
الثاني : اصطفيناهم لأفضل ما في الآخرة وأعطيناهم، قاله ابن زياد.
الثالث : أخلصناهم بخالصة الكتب المنزلة التي فيها ذكرى الدار الآخرة، وهذا قول مأثور.
الرابع : أخلصناهم بالنبوة وذكرى الدار الآخرة، قاله مقاتل.
الخامس : أخلصناهم من العاهات والآفات وجعلناهم ذاكرين الدار الآخرة، حكاه النقاش.
﴿ أتراب ﴾ : فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أقران، قاله عطية.
الثاني : أمثال، قاله مجاهد.
الثالث : متآخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن، حكاه عبد الرحمن ابن أبي حاتم.
الرابع : مستويات الأسنان بنات ثلاث وثلاثين قاله يحيى ابن سلام.
الخامس : أتراب أزواجهن بأن خلقهن على مقاديرهم. وقال ابن عيسى : الترب اللدة وهو مأخوذ من اللعب بالتراب.
(فالعين مطروقة لبينهم... تغسق في غربة سرها)
وإليه ذهب ابن عيسى. وفي ﴿غساق﴾ قراءتان بالتخفيف والتشديد وفيها وجهان: أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد، قاله الأخفش. الثاني: معناهما مختلف والمراد بالتخفيف الاسم وبالتشديد الفعل وقيل إن في الكلام تقديماً وتأخيراً، وتقديره: هذا حميم وهذا غساق فليذوقوه. قوله عز وجل: ﴿وآخر مِنْ شكله أزواج﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدهما: وآخر من شكل العذاب أنواع، قاله السدي. الثاني: وآخر من شكل عذاب الدنيا أنواع في الآخرة لم تر في الدنيا، قاله الحسن. الثالث: أنه الزمهرير، قاله بن مسعود. وفي الأزواج هنا ثلاثة أوجه: أحدها: أنواع. الثاني: ألوان. الثالث: مجموعة.
(اذا جئت بوّاباً له قال مرحباً | ألا مَرْحباً واديك غير مضيق) |
إذا جئت بوّاباً له قال مرحباً | ألا مَرْحباً واديك غير مضيق |
﴿ أم زاغت عنهم الأبصار ﴾ فلم نعلم مكانهم. قال الحسن : كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخريا وزاغت عنهم أبصارهم محقرة لهم. وقال أبو عبيدة من كسر ﴿ سخرياً ﴾ جعله من الهزء، ومن ضمه جعله من التسخير ﴿ أم زاغت عنهم الأبصار ﴾ يعني أهم معنا في النار أم زاغت أبصارنا فلا نراهم وإن كانوا معنا.
وفي تسميته نبأ وجهان :
أحدهما : لأن الله أنبأ به فعرفناه.
الثاني : لأن فيه أنباء الأولين.
وفي وصفه بأنه عظيم وجهان :
أحدهما : لعظم قدره وكثرة منفعته.
الثاني : لعظيم ما تضمنه من الزواجر والأوامر.
﴿ إذ يختصمون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : في قوله تعالى للملائكة :﴿ إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها ﴾ الآية. فهذه الخصومة، قاله ابن عباس.
الثاني : ما رواه أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" سألني ربي فقال يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قلت في الكفارات والدرجات، قال وما الكفارات ؟ قلت المشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في السبرات، والتعقيب في المساجد انتظار الصلوات بعد الصلوات. قال وما الدرجات ؟ قلت إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بليل والناس نيام ".
(تحملت من عفراء، ما ليس لي به | ولا للجبال الراسيات يدان) |
مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، وقال ابن عباس إلا آيتين نزلتا بالمدينة إحداهما ﴿الله نزل أحسن الحديث﴾، والأخرى ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا﴾ الآية وقال آخرون إلا سبع آيات من قوله تعالى ﴿قل يا عبادي الذين أسرفوا﴾ إلى آخر السبع. بسم الله الرحمن الرحيم
أحدها : بقوتي، قاله علي بن عاصم. الثاني : بقدرتي، ومنه قول الشاعر :
تحملت من عفراء ما ليس لي به | ولا للجبال الراسيات يدان |
﴿ أستكبرت ﴾ أي : عن الطاعة أم تعاليت عن السجود ؟
أحدها : أنا الحق، وأقول الحق، قاله مجاهد.
الثاني : الحق مني والحق قولي، رواه الحكم.
الثالث : معناه حقاً لأملأن جهنم منك ومن تبعك منهم أجمعين، قاله الحسن.
أحدهما : قل يا محمد للمشركين ما أسألكم على ما أدعوكم إليه من طاعة الله أجراً، قاله ابن عباس.
الثاني : ما أسألكم على ما جئتكم به من القرآن أجراً، قاله عطاء.
﴿ وما أنا من المتكلفين ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : وما أنا من المتكلفين لهذا القرآن من تلقاء نفسي.
الثاني : وما أنا من المتكلفين لأن آمركم بما لم أومر به.
الثالث : وما أنا بالذي أكلفكم الأجر وهو معنى قول مقاتل.
أحدها : نبأ القرآن أنه حق.
الثاني : نبأ محمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول.
الثالث : نبأ الوعيد أنه صدق.
﴿ بعد حين ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : بعد الموت، قاله قتادة. وقال الحسن : يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
الثاني : يوم بدر، قاله السدي.
الثالث : يوم القيامة، قاله ابن زيد وعكرمة. والله أعلم.
سورة ص
سورةُ (ص) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بالإشارة إلى عظمةِ القرآن، وما كان من الكفار مِن تعجُّبٍ وتعنُّتٍ واستكبار، وقد ذكَّرهم اللهُ بما نال أسلافَهم من العذاب؛ تحذيرًا لهم، ودعوةً إلى الإيمان بالله والرُّجوع إلى الحق، كما جاءت السورةُ على ذِكْرِ قصص الأنبياء، وبيانِ مهمة الأنبياء، مختتمةً بذِكْرِ خَلْقِ الله لآدمَ وإكرامِه.
ترتيبها المصحفي
38نوعها
مكيةألفاظها
736ترتيب نزولها
38العد المدني الأول
86العد المدني الأخير
86العد البصري
86العد الكوفي
88العد الشامي
86* سورة (ص):
سُمِّيت سورةُ (ص) بهذا الاسم؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ.
* هي السُّورة التي سجَد لسماعها الشَّجَرُ واللَّوح، والدَّواةُ والقلم:
عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأَيْتُ كأنِّي نائمٌ إلى جَنْبِ شجرةٍ وأنا أقرَأُ سورةَ {صٓ}، فلمَّا بلَغْتُ إلى قولِه تعالى: {وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ ۩} [ص: 24]، سجَدتُّ، فرأَيْتُ الشَّجرةَ سجَدتْ، وقالت: يا ربِّ، أعظِمْ بها أجري، واجعَلْها لي عندك ذُخْرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِك داودَ». قال ابنُ عباسٍ: «رأيتُ النبيَّ ﷺ سجَدَ، وقال في سجودِه ما قال ذلك الرَّجُلُ حاكيًا عن تلكَ الشجرةِ». "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (1 /353).
وقريبٌ منه ما جاء عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، قال: «رأيتُ رُؤْيا وأنا أكتُبُ سورةَ {صٓ}، قال: فلمَّا بلَغْتُ السَّجْدةَ، رأَيْتُ الدَّواةَ والقلَمَ وكلَّ شيءٍ بحَضْرتي انقلَبَ ساجدًا، قال: فقصَصْتُها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يَزَلْ يسجُدُ بها». أخرجه أحمد (11799).
اشتمَلتْ سورةُ (ص) على الموضوعات الآتية:
1. موقف الكافرين من القرآن (١-١١).
2. تذكير الكافرين بما نال أسلافَهم من العذاب (١٢-١٦).
3. قصص الأنبياء (١٧-٥٤).
4. قصة داودَ (١٧-٢٦).
5. الحِكْمة من خَلْقِ الأكوان، وإنزالِ القرآن (٢٧-٢٩).
6. قصة سُلَيمانَ (٣٠-٤٠).
7. قصة أيُّوبَ (٤١-٤٤).
8. قصة إبراهيمَ وذُرِّيته (٤٥-٥٤).
9. عقاب الطاغين الأشقياء (٥٥-٦٤).
10. مهمة الرسول، ووَحْدانية الله (٦٥-٧٠).
11. خَلْقُ آدمَ وإكرامُه (٧١-٨٨).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /439).
مقصدُ سورة (ص) هو بيانُ موقفِ الكفار من هذا الكتابِ، وتعنُّتِهم واستكبارهم، وخِذْلانِ الله لهم، وكذلك بيان نُصْرةِ الله لجنده، وعِزَّةِ المؤمنين وقُوَّتهم بعد ضَعْفٍ، وإعلائهم بمَعِيَّةِ الله لهم.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /416).