تفسير سورة الصف

إعراب القرآن للدعاس

تفسير سورة سورة الصف من كتاب إعراب القرآن المعروف بـإعراب القرآن للدعاس.
لمؤلفه مجموعة من المؤلفين .

سورة الصف
[سورة الصف (٦١) : آية ١]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١)
«سَبَّحَ» ماض «لِلَّهِ» متعلقان بالفعل «ما» اسم موصول فاعل «فِي السَّماواتِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول والجملة ابتدائية لا محل لها و «ما فِي الْأَرْضِ» معطوف على ما في السموات «وَ» الواو حالية «هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» مبتدأ وخبران والجملة حال.
[سورة الصف (٦١) : آية ٢]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢)
«يا أَيُّهَا» أي منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب «الَّذِينَ» بدل من أيها «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة «لِمَ» ما اسم استفهام في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بما بعدهما «تَقُولُونَ» مضارع وفاعله «ما» مفعول به والجملة ابتدائية لا محل لها «لا تَفْعَلُونَ» نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.
[سورة الصف (٦١) : آية ٣]
كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣)
«كَبُرَ» ماض «مَقْتاً» تمييز «عِنْدَ اللَّهِ» ظرف مكان مضاف إلى لفظ الجلالة «أَنْ تَقُولُوا» مضارع منصوب بأن والواو فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخر وجملة كبر.. خبره المقدم «ما» مفعول به «لا تَفْعَلُونَ» نافية ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة صلة.
[سورة الصف (٦١) : آية ٤]
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ (٤)
«إِنَّ اللَّهَ» إن واسمها «يُحِبُّ» مضارع مرفوع فاعله مستتر «الَّذِينَ» اسم الموصول مفعوله والجملة خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها «يُقاتِلُونَ» مضارع وفاعله والجملة صلة «فِي سَبِيلِهِ» متعلقان بالفعل «صَفًّا» حال «كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ» كأن واسمها وخبرها «مَرْصُوصٌ» صفة والجملة حال.
[سورة الصف (٦١) : آية ٥]
وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (٥)
«وَإِذْ قالَ» الواو استئنافية وإذ ظرف زمان وماض «مُوسى» فاعله «لِقَوْمِهِ» متعلقان بالفعل والجملة في محل جر بالإضافة «يا قَوْمِ» منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف «لِمَ» جار ومجرور متعلقان بما بعدهما والجملة مقول القول «تُؤْذُونَنِي» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة مقول القول «وَ» الواو حالية «قَدْ تَعْلَمُونَ» حرف تحقيق ومضارع مرفوع والواو فاعله والجملة حال «أَنِّي» أن واسمها «رَسُولُ اللَّهِ» خبرها المضاف إلى لفظ الجلالة «إِلَيْكُمْ» متعلقان برسول والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي تعلمون. والفاء حرف
استئناف «لما» ظرفية حينية «زاغُوا» ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة «أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ» ماض ولفظ الجلالة فاعله «قُلُوبَهُمْ» مفعوله وجملة فلما.. استئنافية لا محل لها والواو حرف استئناف «اللَّهِ» لفظ الجلالة مبتدأ «لا يَهْدِي» نافية ومضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ «الْقَوْمَ» مفعول به «الْفاسِقِينَ» صفة والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة الصف (٦١) : آية ٦]
وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)
«وَإِذْ قالَ عِيسَى» سبق إعراب مثيلها «ابْنُ» بدل من عيسى و «مَرْيَمَ» مضاف إليه «يا بَنِي إِسْرائِيلَ» منادى مضاف إلى إسرائيل منصوب بالياء وجملة النداء مقول القول «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ» إن واسمها وخبرها المضاف إلى لفظ الجلالة «إِلَيْكُمْ» متعلقان برسول والجملة الاسمية مقول القول «مُصَدِّقاً» حال «لِما» متعلقان بمصدقا «بَيْنَ» ظرف مكان مضاف إلى «يَدَيَّ» «مِنَ التَّوْراةِ» متعلقان بمحذوف حال «وَمُبَشِّراً» معطوف على مصدقا «بِرَسُولٍ» متعلقان بمبشرا «يَأْتِي» مضارع فاعله مستتر والجملة صفة رسول «مِنْ بَعْدِي» متعلقان بالفعل «اسْمُهُ أَحْمَدُ» مبتدأ وخبره والجملة صفة ثانية لرسول «فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف «لِما» ظرفية حينية «جاءَهُمْ» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة «بِالْبَيِّناتِ» متعلقان بالفعل «قالُوا» ماض وفاعله «هذا سِحْرٌ» مبتدأ وخبره «مُبِينٌ» صفة والجملة الاسمية مقول القول وجملة قالوا.. جواب لما لا محل لها.
[سورة الصف (٦١) : آية ٧]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٧)
«وَ» الواو حرف استئناف «مَنْ أَظْلَمُ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «مِمَّنِ» متعلقان بأظلم «افْتَرى» ماض فاعله مستتر والجملة صلة «عَلَى اللَّهِ» متعلقان بالفعل «الْكَذِبَ» مفعول به «وَهُوَ» مبتدأ «يُدْعى» مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر «إِلَى الْإِسْلامِ» متعلقان بالفعل والجملة الفعلية خبر هو والجملة الاسمية حال. «وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» سبق إعراب مثيلها.
[سورة الصف (٦١) : آية ٨]
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٨)
«يُرِيدُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة استئنافية لا محل لها «لِيُطْفِؤُا» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله «نُورَ اللَّهِ» مفعوله مضاف إلى لفظ الجلالة والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل «بِأَفْواهِهِمْ» متعلقان بالفعل «وَ» الواو حالية «اللَّهُ مُتِمُّ» مبتدأ وخبره «نُورِهِ» مضاف إليه والجملة حال «وَ» الواو حرف عطف «لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ» لو وصلية وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها.

[سورة الصف (٦١) : آية ٩]

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٩)
«هُوَ الَّذِي» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «أَرْسَلَ» ماض فاعله مستتر «رَسُولَهُ» مفعول به والجملة صلة لا محل لها «بِالْهُدى» متعلقان بالفعل «وَدِينِ» معطوف على الهدى «الْحَقِّ» مضاف إليه «لِيُظْهِرَهُ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والهاء مفعوله والفاعل مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بأرسل «عَلَى الدِّينِ» متعلقان بالفعل «كُلِّهِ» توكيد «وَ» الواو حالية «لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» لو وصلية وماض وفاعله والجملة حال.
[سورة الصف (٦١) : آية ١٠]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (١٠)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها و «هَلْ أَدُلُّكُمْ» هل حرف استفهام ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها «عَلى تِجارَةٍ» متعلقان بالفعل «تُنْجِيكُمْ» مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صفة تجارة «مِنْ عَذابٍ» متعلقان بالفعل «أَلِيمٍ» صفة عذاب.
[سورة الصف (٦١) : آية ١١]
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١)
«تُؤْمِنُونَ» مضارع وفاعله «بِاللَّهِ» متعلقان بالفعل «وَرَسُولِهِ» معطوف على لفظ الجلالة والجملة استئنافية لا محل لها «وَتُجاهِدُونَ» معطوف على تؤمنون «فِي سَبِيلِ اللَّهِ»
متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه «بِأَمْوالِكُمْ» متعلقان بالفعل أيضا «وَأَنْفُسِكُمْ» معطوف على أموالكم «ذلِكُمْ خَيْرٌ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها «لَكُمْ» متعلقان بخير «إِنْ كُنْتُمْ» إن شرطية جازمة وماض ناقص في محل جزم والتاء اسمه «تَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كنتم وجواب الشرط محذوف.
[سورة الصف (٦١) : آية ١٢]
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢)
«يَغْفِرْ» مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر المفهوم من قوله تؤمنون بالله والفاعل مستتر «لَكُمْ» متعلقان بالفعل «ذُنُوبَكُمْ» مفعول به والجملة لا محل لها «وَيُدْخِلْكُمْ» معطوف على يغفر لكم «جَنَّاتٍ» مفعول به ثان ومضارع «مِنْ تَحْتِهَا» متعلقان بالفعل «الْأَنْهارُ» فاعل والجملة صفة جنات «وَمَساكِنَ» معطوف على جنات «طَيِّبَةً» صفة مساكن «فِي جَنَّاتِ» متعلقان بمحذوف حال «عَدْنٍ» مضاف إليه «ذلِكَ الْفَوْزُ» مبتدأ وخبره «الْعَظِيمُ» صفة والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
[سورة الصف (٦١) : آية ١٣]
وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (١٣)
«وَأُخْرى» مبتدأ مؤخر والخبر مقدم محذوف «تُحِبُّونَها» مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صفة أخرى «نَصْرٌ» خبر لمبتدأ محذوف والجملة مفسرة لا محل لها «مِنَ اللَّهِ» متعلقان بنصر «وَفَتْحٌ» معطوف على
نصر «قَرِيبٌ» صفة فتح «وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» الواو حرف عطف وأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها «الْمُؤْمِنِينَ» مفعول به.
[سورة الصف (٦١) : آية ١٤]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ (١٤)
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق إعرابها. «كُونُوا» فعل أمر ناقص والواو اسمه «أَنْصارَ اللَّهِ» خبره مضاف إلى لفظ الجلالة والجملة ابتدائية لا محل لها «كَما» صفة مفعول مطلق محذوف «قالَ عِيسَى» ماض وفاعله «ابْنُ» بدل من عيسى «مَرْيَمَ» مضاف إليه «لِلْحَوارِيِّينَ» متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالكاف «مَنْ» اسم استفهام مبتدأ «أَنْصارِي» خبر «إِلَى اللَّهِ» متعلقان بمحذوف حال والجملة مقول القول «قالَ الْحَوارِيُّونَ» ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها «نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ» مبتدأ وخبره ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مقول القول، «فَآمَنَتْ طائِفَةٌ» الفاء حرف عطف وماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها «مِنْ بَنِي» متعلقان بمحذوف صفة طائفة «إِسْرائِيلَ» مضاف إليه وجملة «وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ» معطوفة على ما قبلها. «فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ» الفاء حرف استئناف وماض وفاعله واسم الموصول مفعوله والجملة استئنافية لا محل له «آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة. «عَلى عَدُوِّهِمْ» متعلقان بالفعل «فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ» الفاء حرف عطف وأصبح واسمها وخبرها والجملة معطوفة على ما قبلها.
سورة الصف
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورة (الصَّفِّ) من السُّوَر المدنية، وهي من (المسبِّحات) التي تبدأ بـ{سَبَّحَ}، نزلت بعد سورة (التغابُنِ)، وقد طالبت المؤمنين بأن يكونوا على قلبِ رجلٍ واحد، متَّحِدِين بالتمسك بهذا الكتاب، وواقفين صفًّا واحدًا في الجهاد، والمحافظة على الجماعة ما أمكن، وهو مقصدٌ عظيم من مقاصد هذا الدِّين، ومصدر من مصادر قوة أتباعه.

ترتيبها المصحفي
61
نوعها
مدنية
ألفاظها
226
ترتيب نزولها
109
العد المدني الأول
14
العد المدني الأخير
14
العد البصري
14
العد الكوفي
14
العد الشامي
14

* قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ وَهُوَ اْلْعَزِيزُ اْلْحَكِيمُ ١ يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 1-2]:

عن عبدِ اللهِ بن سَلَامٍ رضي الله عنه، قال: «جلَسْتُ في نَفَرٍ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، فقلتُ: أيُّكم يأتي رسولَ اللهِ ﷺ فيَسألَه: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قال: فهِبْنا أن يَسألَه منَّا أحدٌ، قال: فأرسَلَ إلينا رسولُ اللهِ ﷺ يُفرِدُنا رجُلًا رجُلًا يَتخطَّى غيرَنا، فلمَّا اجتمَعْنا عنده، أومأَ بعضُنا إلى بعضٍ: لِأيِّ شيءٍ أرسَلَ إلينا؟ ففَزِعْنا أن يكونَ نزَلَ فينا، قال: فقرَأَ علينا رسولُ اللهِ ﷺ: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي اْلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي اْلْأَرْضِۖ وَهُوَ اْلْعَزِيزُ اْلْحَكِيمُ ١ يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 1-2]، قال: فقرَأَ مِن فاتحتِها إلى خاتمتِها»، ثم قرَأَ يحيى مِن فاتحتِها إلى خاتمتِها، ثم قرَأَ الأَوْزاعيُّ مِن فاتحتِها إلى خاتمتِها، وقرَأَها الوليدُ مِن فاتحتِها إلى خاتمتِها. أخرجه ابن حبان (٤٥٩٤).

* سورة (الصَّف):

وجهُ تسمية سورة (الصَّفِّ) بهذا الاسم: هو وقوعُ كلمةِ {صَفّٗا} فيها؛ قال تعالى: {إِنَّ اْللَّهَ يُحِبُّ اْلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنْيَٰنٞ مَّرْصُوصٞ} [الصف: 4].

* سورة (الحَوَاريِّين):

ووجهُ تسميتِها بهذا الاسم: هو ورود لفظ {اْلْحَوَارِيُّونَ} فيها مرتين في قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوٓاْ أَنصَارَ اْللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى اْبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّـۧنَ مَنْ أَنصَارِيٓ إِلَى اْللَّهِۖ قَالَ اْلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اْللَّهِۖ} [الصف: 14].

1. مطابقة القول والعمل في شأن الجهاد (١-٤).

2. موقف الكفار من دعوة الأنبياء (٥- ٩).

3. التِّجارة الرابحة (١٠-١٤).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (8 /127).

مقصدُ سورة (الصَّفِّ) بيِّنٌ في اسمها؛ وهو الاجتماعُ، والوَحْدة، والتمسك بحبلِ الله المتين؛ ليكونَ المؤمنون صفًّا واحدًا في قلوبهم وأبدانهم.

وفي ذلك يقول البِقاعيُّ: «مقصودها: الحثُّ على الاجتهاد التام، والاجتماعِ على قلبٍ واحد، في جهادِ مَن دعت (الممتحنةُ) إلى البراءة منهم؛ بحَمْلِهم على الدِّين الحق، أو مَحْقِهم عن جديد الأرض؛ تنزيهًا للملكِ الأعلى عن الشرك، وصيانةً لجَنابه الأقدس عن الإفك، ودلالةً على الصِّدق في البراءة منهم، والعداوة لهم.

وأدلُّ ما فيها على هذا المقصدِ: الصفُّ؛ بتأمُّل آيته، وتدبُّر ما له من جليلِ النفع في أوله وأثنائه وغايته». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (3 /81).