تفسير سورة ص

تذكرة الاريب في تفسير الغريب

تفسير سورة سورة ص من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
لمؤلفه ابن الجوزي . المتوفي سنة 597 هـ

ص قال ابن عباس صدق محمد والذكر الشرق وجواب القسم كم أهلكنا قال الفراء المعنى لكم فحذفت اللام وقال الكسائي جواب القسم إن ذلك لحق
والعزة التكبر عن الحق
فنادوا عند نزول العذاب ولات حين مناص أي وليس بحين فرار
أن امشوا أي انطلقوا بهذا القولإن هذا الذي تراه من زيادة أصحاب محمد لشيء يراد
والملة الآخرة النصرانية
والخزائن مفاتيح النبوة والمعنى أهي بأيديهم فيضعونها حيث شاءوا
فليرتقوا قال الزجاج فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء
وما زائدة والأحزاب من تقدمهم من الكفار
والأوتاد كان يعذب بها الناس يضرب بها في الأيدي والأرجل
ينظر ينتظر والصيحة النفخة الأولى والفواق بالفتح والضم لغتان والمعنى ما لها من إقامة ولا راحة حتى تهلكهم
والقط النصيب سألوا نصيبهم من العذاب استهزاء
وإنما ذكروا داود لأنه صبر على الطاعة فقيل له تفو على الصبر بذكر أهلهوالأيد القوة على العبادة إنه أواب فقيل أنه رجاع إلى طاعته
وشددنا أي قويناه والحكمة النبوة وفضل الخطاب علم القضاء
والخصم يقع على الواحد والاثنين والجماعة وكانا ملكين فقال تسوروا لأن الاثنين فما فوقهما جماعة قاله الزجاج وإنما فزع لأنهما أتياه على غير صفة مجيء الخصومومعنى خصمان أي نحن كخصمين تشطط تجر
وكنى عن المرأة بالنعجةأكفلنيها أي ضمها إلي واجعلني كافلها وعزني غلبني
والخلطاء الشركاءوظن أيقن فتناه اختبرناه راكعا أي ساجدا
باطلا أي عبثا
الصافات الخيل القائمة فاشتغل بها حتى غربت الشمس
والخير الخيل والمعنى آثرت حب الخيل على ذكر ربي حتى توارت يعني الشمس
طفق أقبل مسحا بالسوق وهي جمع ساق فقطع أعناقها وسوقها بالسيف ولولا جواز هذا في شرعه ما فعله على أنه إذا ذبحها كانت قربانا وأكل لحمها جائز فما وقع تفريط
جسدا أي شيطانا قال سعيد بن المسيب كان سبب محنته أنه احتجب عن الناس ثلاثة أيام لم ينظر في أمورهم
رخاء لينةأصاب قصد
فامنن أعط من شئت وأطلق من شئت واحبس من شئت
مسني الشيطان لأنه سلط عليهوالنصب الضر ومثله النصب ومثله الرشد والرشد
والضغث حزمة من خلال وعيدان
الأيدي القوة في الطاعة والأبصار البصاذر في الدين والعلم
أخلصناهم اصطفيناهم أفردناهم بمفردة من خصال الخير ثم بيها بقوله ذكرى الدار والمعنى أخلصناهم بذكر الآخرة فليس لهم ذكر غيرها
هذا ذكر أي شرف وثناء جميل
والأتراب اللواتي أسنانهن واحدة
ليوم الحساب أي فيه
والغساق الزمهرير وقيل ما يجري من صديدهم
وآخر أي أنواع من شكل الحميم أزواج أي أنواع
هذا فوج هذا قول الزبانية للقادة المتقدمين في الكفر فيقولون لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا أي زينتم لنا الكفر
وقالوا يعني أهل النار قال مجاهد يقول أبو جهل أين صهيب أي خباب أين عمار أين بلال
أتخذناهم من قرأ بالوصل فعلى الخبر أي إنا اتخذناهم ومن قطع الألف فهو استفهام توبيخ يوبخون أنفسهم على ما صنعوا بالمؤمنينأم زاغت عنهم الأبصار أي هم معنا في النار لا نراهم
هو نبأ يعني القرآن
والملأ الأعلى يعني الملاذكةإذ يختصمون في شأن آدم قيل لهم إني جاعللي بمعنى ما علمت هذا إلا بوحي
إلى يوم الوقت وهو النفخة الأولى
قال فالحق من رفع الحق الأول ونصب الثاني فالمعنى أنا الحق وأقول الحق ومن رفعهما فالمعنى أنا الحق ومن نصبهما فعلى الإغراء المعنى اتبعوا الحق والحق الثاني يجوز أن يكون مكررا توكيدا ويجوز أن يكون بمعنى وأقول الحق
منك أي من نفسك وذريتك
من المتكلفين أي لم أتكلف إتيانكم به من قبل نفسي
سورة ص
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (ص) من السُّوَر المكِّية، افتُتِحت بالإشارة إلى عظمةِ القرآن، وما كان من الكفار مِن تعجُّبٍ وتعنُّتٍ واستكبار، وقد ذكَّرهم اللهُ بما نال أسلافَهم من العذاب؛ تحذيرًا لهم، ودعوةً إلى الإيمان بالله والرُّجوع إلى الحق، كما جاءت السورةُ على ذِكْرِ قصص الأنبياء، وبيانِ مهمة الأنبياء، مختتمةً بذِكْرِ خَلْقِ الله لآدمَ وإكرامِه.

ترتيبها المصحفي
38
نوعها
مكية
ألفاظها
736
ترتيب نزولها
38
العد المدني الأول
86
العد المدني الأخير
86
العد البصري
86
العد الكوفي
88
العد الشامي
86

* سورة (ص):

سُمِّيت سورةُ (ص) بهذا الاسم؛ لافتتاحِها بهذا اللفظ.

* هي السُّورة التي سجَد لسماعها الشَّجَرُ واللَّوح، والدَّواةُ والقلم:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: «جاءَ رجُلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، رأَيْتُ كأنِّي نائمٌ إلى جَنْبِ شجرةٍ وأنا أقرَأُ سورةَ {صٓ}، فلمَّا بلَغْتُ إلى قولِه تعالى: {وَخَرَّۤ رَاكِعٗاۤ وَأَنَابَ ۩} [ص: 24]، سجَدتُّ، فرأَيْتُ الشَّجرةَ سجَدتْ، وقالت: يا ربِّ، أعظِمْ بها أجري، واجعَلْها لي عندك ذُخْرًا، وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلْتَ مِن عبدِك داودَ». قال ابنُ عباسٍ: «رأيتُ النبيَّ ﷺ سجَدَ، وقال في سجودِه ما قال ذلك الرَّجُلُ حاكيًا عن تلكَ الشجرةِ». "الإرشاد في معرفة علماء الحديث" للخليلي (1 /353).
وقريبٌ منه ما جاء عن أبي سعيدٍ - رضي الله عنه -، قال: «رأيتُ رُؤْيا وأنا أكتُبُ سورةَ {صٓ}، قال: فلمَّا بلَغْتُ السَّجْدةَ، رأَيْتُ الدَّواةَ والقلَمَ وكلَّ شيءٍ بحَضْرتي انقلَبَ ساجدًا، قال: فقصَصْتُها على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فلم يَزَلْ يسجُدُ بها». أخرجه أحمد (11799).

اشتمَلتْ سورةُ (ص) على الموضوعات الآتية:

1. موقف الكافرين من القرآن (١-١١).

2. تذكير الكافرين بما نال أسلافَهم من العذاب (١٢-١٦).

3. قصص الأنبياء (١٧-٥٤).

4. قصة داودَ (١٧-٢٦).

5. الحِكْمة من خَلْقِ الأكوان، وإنزالِ القرآن (٢٧-٢٩).

6. قصة سُلَيمانَ (٣٠-٤٠).

7. قصة أيُّوبَ (٤١-٤٤).

8. قصة إبراهيمَ وذُرِّيته (٤٥-٥٤).

9. عقاب الطاغين الأشقياء (٥٥-٦٤).

10. مهمة الرسول، ووَحْدانية الله (٦٥-٧٠).

11. خَلْقُ آدمَ وإكرامُه (٧١-٨٨).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /439).

مقصدُ سورة (ص) هو بيانُ موقفِ الكفار من هذا الكتابِ، وتعنُّتِهم واستكبارهم، وخِذْلانِ الله لهم، وكذلك بيان نُصْرةِ الله لجنده، وعِزَّةِ المؤمنين وقُوَّتهم بعد ضَعْفٍ، وإعلائهم بمَعِيَّةِ الله لهم.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /416).