تفسير سورة الفرقان

تفسير القرآن

تفسير سورة سورة الفرقان من كتاب تفسير القرآن
لمؤلفه الصنعاني . المتوفي سنة 211 هـ
سورة الفرقان

بسم الله الرحمن الرحيم١
عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير الليثي في قوله تعالى :﴿ سمعوا لها تغيظا وزفيرا ﴾ إن جهنم تزفر زفرة لا يبقى ملك ولا نبي إلا خرّ تُرعد فرائصه، حتى إن إبراهيم ليجثو على ركبتيه فيقول : أي رب إني لا أسالك اليوم إلا نفسي.
١ البسملة من (ق)..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وكانوا قوما بورا ﴾ قال : هم الذين لا خير فيهم.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ ومن يظلم منكم ﴾ قال : هو الشرك.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى :﴿ حجرا محجورا ﴾ قال : هي كلمة كانت العرب تقولها، كان الرجل إذا نزلت به شديدة١ قال : حجرا محجورا، يقول : حراما محرما.
١ في (م) شدة..
عبد الرزاق قال : أن معمرا عن الحسن في قوله :﴿ فجعلناه هباء منثورا ﴾ قال : أما رأيت شيئا يدخل البيت من الشمس يدخله من الكوة فهو الهباء.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال قتادة ﴿ هباء منثورا ﴾ قال : هو ما تذري١ الريح من حطام هذا الشجر.
١ في (م) هو ما تذرو الرياح. والوجهان صحيحان في اللغة. انظر لسان العرب ج ١٤ ص ٢٨٢..
عبد الرزاق قال : ثنا معمر عن قتادة وعثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس في قوله :﴿ ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ﴾ قال : اجتمع عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف، وكانا خليلين، فقال أحدهما لصاحبه : بلغني أنك أتيت محمدا فاستمعت منه، والله لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه، فلم يسلطه الله على ذلك، فقتل عقبة بن أبي معيط يوم بدر صبرا، وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد في القتال. فهما اللذان أنزل الله فيهما ﴿ ويوم يعض الظالم على يديه ﴾ حتى بلغ ﴿ خليلا ﴾١. عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس : أن عقبة بن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي، قال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف- وكانا خليلين في الجاهلية- فقال : لا أرضى عنك أبدا حتى تأتي محمدا، فتتفل في وجهه وتكذبه وتشتمه، وكان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وعرض عليه الإسلام، فلما سمع عقبه بذلك قال : لا أرضى عنك٢ أبدا حتى تكذبه وتتفل في وجهه، فلم يسلطه الله على ذلك، فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الأسارى، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل، فقال : يا محمد من بين هؤلاء أقتل ؟ قال : نعم، فقال : لم ؟ قال : بكفرك وفجورك وعتوك على الله وعلى رسوله. قال مقسم : فبلغنا- والله أعلم- أنه قال : فمن للصبية ؟ قال : فيقال : إنه قال : النار٣. قال : فقام علي بن أبي طالب فضرب عنقه. وأما أبي بن خلف فقال : والله لأقتلن محمدا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : بل أنا أقتله إن شاء الله، قال : فانطلق رجل حتى أتى أبي بن خلف، فقال : إن محمدا حين قيل له ما قلت قال : بل أنا أقتله، فأفزعه ذلك، وقال : أنشدك بالله أسمعته يقول ذلك ؟ ووقعت في نفسه ؛ لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :٤ قولا إلا كان حقا، قال : فلما كان يوم أحد خرج أبي بن خلف مع المشركين، فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه، فيحول رجل من المسلمين بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينه، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : خلوا عنه، وأخذ الحربة فرجله بها، فتقع في ترقوته تحت تسبغة٥ البيضة وفوق الدرع، فلم يخرج كبير دم، واحتقن الدم في جوفه، فخر يخور كما يخور الثور، فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهو يخور، فقالوا : ما هذا فوالله ما كان إلا خدش، فقال : والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني، أليس قد قال : بل٦ أنا أقتله ؟ والله لو كان الذي بي بأهل الحجاز لقتلهم، قال : فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار، فأنزل الله تعالى :﴿ ويوم يعض الظالم على يديه ﴾ حتى بلغ ﴿ خذولا ﴾٧.
١ أخرجه ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل، وأصحاب السير، ولم أجد الرواية في الكتب الستة..
٢ في (م) عليك..
٣ في (م) إلى النار..
٤ في (م) يقول قولا..
٥ في (م) تحت تسبغة البيضا وفوق الدراع، وهو تصحيف.
وتسبغة البيضة: ما يتدلى من الخوذة على الرقبة..

٦ كلمة (بل) سقطت من (م)..
٧ روى أبو داود جزءا صغيرا من الحديث في باب الجهاد ج ٤ ص ٢٣.
وأخرج الرواية بطولها ابن جرير في تفسير الآية وأصحاب السير. ولم أجد الرواية بطولها في الكتب الستة..

عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله " ﴿ ورتلناه ترتيلا ﴾ قال : كان ينزل آية أو آيتين أو آيات، كان ينزل جوابا لهم إذا١ سألوا عن شيء أنزل الله جوابا لهم وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكلمونه وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة.
١ في (م) فإذا..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ وكلا ضربنا له الأمثال ﴾ قال : كلا قد أعذر الله إليه ثم انتقم منه.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله :﴿ وكلا تبرنا تتبيرا ﴾ قال : تبر الله كلا بالعذاب تتبيرا.
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله :﴿ ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ﴾ قالا : مد الظل من حين يطلع الفجر إلى أن تطلع الشمس، فذلك مد الظل.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله :﴿ وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا ﴾ قال : جعل هذا ملحا أجاجا، والأجاج المر.
قال عبد الرزاق : قال معمر : وقال الكلبي : جعل بينهما برزخا، يقول : حاجزا.
عبد الرزاق قال معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وكان الكافر على ربه ظهيرا ﴾ قال : عونا للشيطان على ربه على المعاصي.
أنا عبد الرزاق قال : أنا معمر عن قتادة في قوله :﴿ بروجا ﴾ قال : البروج : النجوم.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ﴾ قال : السراج الشمس.
عبد الرزاق قال : أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى :﴿ وهو الذي جعل اليل والنهار خلفة ﴾ قال : جعل أحدهما خلفا للآخر، إن فات رجلا١ من النهار شيء أدركه من الليل، وإن فاته من الليل٢ شيء أدركه من النهار.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا حسد إلا على اثنتين : رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ". ٣
١ في (م) الرجل..
٢ كلمة (شيء) من (ق)..
٣ رواه البخاري في كتاب التمني ج ٨ ص ١٢٩ مع تقديم وتأخير وكذلك في فضائل القرآن.
ومسلم في فضائل القرآن ج ٢ ص ٢٠١..

عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ يمشون على الأرض هونا ﴾ قال : بالوقار والسكينة، ﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما ﴾ قال : سدادا.
[ عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله :﴿ يمشون على الأرض هونا ﴾ قال : حلماء علماء لا يجهلون ]١.
١ هذه الرواية غير موجودة في (م)..
عبد الرزاق قال : أنا جعفر بن سليمان عن سليمان التميمي، قال : سمعته١ وسأله رجل قال : يا أبا المعتمر أرأيت قول الله عز وجل :﴿ إن عذابها كان غراما ﴾ ما الغرام ؟ قال : الله أعلم، ثلاثا، ثم٢ قال : كل أسير لا بد أن يفك إساره يوما أو يموت إلا أسير جهنم، فهو الغرام لا يفك أبدا.
١ في (م) سمعت..
٢ كلمة (ثم) من (م)..
عبد الرزاق قال : أنا ابن عيينة عن رجل عن الحسن في قوله :﴿ لم يسرفوا ولم يقتروا ﴾ أن عمر بن الخطاب قال : كفى سرفا إلا يشتهي رجل شيئا إلا اشتراه فأكله.
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ يلق أثاما ﴾ قال : نكالا، ويقال : إنه واد في جهنم. ١
١ في (ق) واد في النار، وما أثبتناه من (م) ومن رواية الطبري..
عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله :﴿ وإذا مروا باللغو مروا كراما ﴾ قال : اللغو كله المعاصي.
عبد الرزاق عن ابن عيينه عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى :﴿ واجعلنا للمتقين إماما ﴾ قال : اجعلنا مؤتمين بهم١ مقتدين بهم.
١ في (م) مؤتمين لهم..
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فسوف يكون لزاما ﴾ قال : قال أبي : هو القتل يوم بدر.
سورة الفرقان
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (الفُرْقان) من السُّوَر المكِّية التي تحدَّثتْ عن معجزةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وما أيَّده اللهُ به؛ وهو هذا القرآنُ الكريم، ودلَّلت السورة على أن هذا الكتابَ جاء فُرْقانًا بين الحق والباطل؛ فلم يترُكْ خيرًا إلا دلَّ عليه، ولم يترُكْ شرًّا إلا حذَّر منه، وقد جاءت هذه السورة بشُبهاتِ الكفار والمعانِدين، ورَدَّتْها بما يؤيد صِدْقَ رسالته صلى الله عليه وسلم، وقد أقامت الحُجَّةَ على كلِّ مَن ترك الحقَّ ومال إلى الباطل؛ لأن اللهَ أوضَحَ طريقَ الحق، وأبانه أيَّما بيانٍ؛ فللهِ الحُجَّةُ البالغة!

ترتيبها المصحفي
25
نوعها
مكية
ألفاظها
897
ترتيب نزولها
42
العد المدني الأول
77
العد المدني الأخير
77
العد البصري
77
العد الكوفي
77
العد الشامي
77

* قوله تعالى: {وَاْلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اْللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ اْلنَّفْسَ اْلَّتِي حَرَّمَ اْللَّهُ إِلَّا بِاْلْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَۚ} [الفرقان: 68]:

عن عبدِ اللهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: «سألتُ أو سُئِلَ رسولُ اللهِ ﷺ: أيُّ الذَّنْبِ عند اللهِ أكبَرُ؟ قال: «أن تَجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَك»، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: «ثم أن تقتُلَ ولَدَك خشيةَ أن يَطعَمَ معك»، قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: أن تُزَانِيَ بحَلِيلةِ جارِك»، قال: ونزَلتْ هذه الآيةُ تصديقًا لقولِ رسولِ اللهِ ﷺ: {وَاْلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اْللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ اْلنَّفْسَ اْلَّتِي حَرَّمَ اْللَّهُ إِلَّا بِاْلْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَۚ} [الفرقان: 68]». أخرجه البخاري (٤٧٦١).

وفيها سببٌ آخَرُ:

عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ ناسًا مِن أهلِ الشِّرْكِ كانوا قد قتَلوا وأكثَروا، وزَنَوْا وأكثَروا، فأتَوْا مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنَّ الذي تقولُ وتدعو إليه لَحسَنٌ، لو تُخبِرُنا أنَّ لِما عَمِلْنا كفَّارةً؛ فنزَلَ: {وَاْلَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اْللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ اْلنَّفْسَ اْلَّتِي حَرَّمَ اْللَّهُ إِلَّا بِاْلْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَۚ} [الفرقان: 68]، ونزَلتْ: {قُلْ ‌يَٰعِبَادِيَ ‌اْلَّذِينَ ‌أَسْرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اْللَّهِۚ} [الزمر: 53]». أخرجه البخاري (٤٨١٠).

* قوله تعالى: {إِلَّا ‌مَن ‌تَابَ ‌وَءَامَنَ ‌وَعَمِلَ ‌عَمَلٗا ‌صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ اْللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ اْللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} [الفرقان: 70]:

عن سعيدِ بن جُبَيرٍ رحمه الله، قال: «قال ابنُ أَبْزَى: سَلِ ابنَ عباسٍ عن قولِه تعالى: {وَمَن ‌يَقْتُلْ مُؤْمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا} [النساء: 93]، وقولِه: {وَلَا ‌يَقْتُلُونَ ‌اْلنَّفْسَ ‌اْلَّتِي حَرَّمَ اْللَّهُ إِلَّا بِاْلْحَقِّ} [الفرقان: 68] حتى بلَغَ: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ} [الفرقان: 70]،  فسألْتُه، فقال: لمَّا نزَلتْ، قال أهلُ مكَّةَ: فقد عدَلْنا باللهِ، وقد قتَلْنا النَّفْسَ التي حرَّمَ اللهُ إلا بالحقِّ، وأتَيْنا الفواحشَ؛ فأنزَلَ اللهُ: {إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا} إلى قولِه: {غَفُورٗا رَّحِيمٗا} [الفرقان: 70]». أخرجه البخاري (٤٧٦٥).

* سورة (الفُرْقان):

سُمِّيت سورةُ (الفُرْقان) بهذا الاسم؛ لذِكْرِ (الفُرْقان) في افتتاحها، وهو اسمٌ من أسماء القرآن الكريم.

تضمَّنتْ سورةُ (الفُرْقان) عِدَّة موضوعات؛ جاءت على النحو الآتي:

1. صفات الإلهِ الحقِّ، وعَجْزُ الآلهة المزيَّفة (١-٣).

2. شُبهاتهم حول القرآن، وردُّها (٤-٦).

3. شُبهاتهم حول الرسول، وردُّها (٧-١٠).

4. الدوافع الحقيقية وراء تكذيبهم (١١-١٩).

5. سُنَّة الله في اختيار المرسَلين، وعادة المكذِّبين (٢٠-٢٩).

6. شكوى الرسول من قومه، وتَسْليتُه (٣٠-٤٠).

7. الاستهزاء والسُّخْريَّة سلاح العاجز (٤١-٤٤).

8. الحقائق الكونية في القرآن من دلائل النُّبوة (٤٥-٥٥).

9. مهمة الرسول ونهجُه في دعوة المعانِدين (٥٦-٦٢).

10. ثمرات الرسالة الربانية (٦٣-٧٧).

ينظر: "التفسير الموضوعي للقرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (5 /270).

مقصدُ السُّورة الأعظم: إظهارُ شَرَفِ الداعي صلى الله عليه وسلم؛ بإنذارِ المكلَّفين عامةً بما له سبحانه من القدرة الشاملة، المستلزم للعلم التامِّ، المدلول عليه بهذا القرآنِ المبين، المستلزم لأنه لا موجودَ على الحقيقة سِوى مَن أنزله؛ فهو الحقُّ، وما سِواه باطلٌ.

وتسميتُها بـ(الفُرْقان) واضحُ الدَّلالة على ذلك؛ فإن الكتابَ ما نزل إلا للتفرقة بين الملتبِسات، وتمييزِ الحقِّ من الباطل؛ ليَهلِكَ مَن هلَك عن بيِّنة، ويَحيَى مَن حَيَّ عن بيِّنة؛ فلا يكون لأحدٍ على الله حُجَّةٌ، وللهِ الحُجَّة البالغة!

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /317).