تفسير سورة السجدة

تيسير التفسير

تفسير سورة سورة السجدة من كتاب تيسير التفسير
لمؤلفه إبراهيم القطان . المتوفي سنة 1404 هـ

تقرأ هكذا ألف، لام، ميم. وقد مر الكلام عليها ومثيلاتها.
إن هذا القرآن الذي أنزل على محمد لا شكّ أنه من عند الله.
افتراه : اختلقه.
ويقولون : اختلقه محمد ونسبه إلى الله. كلا، إنه هو الحق والصدق من عند ربك أنزله إليك أيها الرسول، لتنذرَ قومك، حيث لم يأتهم نذير من قبلك، ولعلّهم بهذا الإنذار يهتدون إلى الحق.
استوى على العرش : استولى عليه.
الله هو الخالق لهذا الكون الواسع في ستة أيام، لكنها لا تشابه أيامنا ولا تقاس بها، لأنه يجوز أن يكون اليوم بليون سنة أو أكثر، فأيامنا محدودة، وأيام الله غير محدودة. ثم إنه استوى على العرش استواء يليق به.
ليس لكم أيها الناس من يلي أموركم ويدبرها غيره، وليس لكم شفيع غيره. ثم أمَرنا بالتذكّر والتدبير فقال :﴿ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ ﴾ ؟
يعرج إليه : يصعد إليه والعروج هو الصعود، ومنه المعراج.
إن الله يدبر شؤونَ الخلق وأمرَ الأرض من سماء جلاله من يومِ وجودها إلى ساعة تلاشيها، ثم يصعد إليه الأمرُ كله ليحكم فيه في يوم مقداره ألف سنة مما تعدّون، ذلك هو يوم القيامة. والمراد بالألف هو الزمن المتطاول، وليس المقصود حقيقةَ العدد، كما قدّمت. فيجوز أن يكون ذلك اليوم أطول بكثير مما ذكر.
ذلك الموصوف بالخلْق والاستواء والتدبير هو الله عالِم ما غاب عنا من الأمور،
وما نشاهده، القويُّ القادر على ما يريد، الرحيم في إرادته وتدبيره للخلق.
الذي أجاد كل شيء خَلَقَه، وأحكمه، وبدأ تكوين الإنسان من الطين.
قراءات :
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر :﴿ أحسن كل شيء خلْقه ﴾ بإسكان اللام، والباقون بفتحها كما هو في المصحف.
ماءٍ مهين : ماء ضعيف، لا يُرى إلا بالمكبرات.
ثم جعل ذريته تخرج من نطفة ضعيفة فيها مخلوقاتٌ لا تُرى بالعين المجردة.
فيسوّيه بقدْرته وينفخ فيه من روح، ثم تنمو الحيوانات بعد ذلك وتتحرك.
ثم التفت بالخطاب إلى الناس، فقال :﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ :
إنها نِعم عظيمة.. لقد أعطاكم السمع، وجهازُ السمع كما يقول الأطباء جهاز دقيق أهم من أي جهاز في الجسم.. ثم أعطاكم البصر لتبصروا.. ، والأفئدة لتميزوا وتفهموا وتعقِلوا، ولكنّكم مقابل هذا كله لا تشكرونه إلا قليلا على هذا الفيض من الفضل الجزيل. اللهم اجعلنا من الشاكرين لفضلك وكرمك يا رب العالمين.
تقدم في سورة المؤمنون آية ٧٨ :﴿ وَهُوَ الذي أَنْشَأَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾، وهنا :﴿ وجعل لكم ﴾.
ضللنا في الأرض : معناه هنا غبنا فيها.
بعد أن بيّن الله فائدة رسالة النبي الكريم، والخلقَ، ووحدانيته تعالى، وتدبيره لهذا الكون ذكر هنا اعتراضَ المشركين وعدم إيمانهم بالبعث، وقولهم أئذا متنا وتحلّلت أجسادنا فصارت ترابا وغبنا في هذه الأرض أسنُخلق من جديد ! ؟ إن هؤلاء المشركين ينكرون كل شيء فهم بلقاء ربهم يجحدون.
وبعد ذلك يردّ الله عليه ويوبّخهم،
قل لهم أيها الرسول : يتوفاكم ملكُ الموت الموكل بقبض أرواحكم ثم إلى الله وحده ترجعون.
ناكسوا رؤوسِهم : مطأطئو رؤوسهم، خافضوها من الذل.
ولو أُتيح لك يا محمد، أن ترى المجرمين في موقف الحساب يوم القيامة لرأيتَ عَجَبا، فإن هؤلاء المكذّبين يكونون بحال سيئة، رؤوسُهم منكّسة إلى الأرض خِزياً من ربهم، يقولون في ذلة : ربنا أبصَرْنا الآن ما كنا نتعامى عنه، وسمعنا ما كنا نُصم آذاننا عنه، فارجِعنا إلى الدنيا لنعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل. لقد آمنّا الآن.. لكنه يكون فات الأوان.
ولو شئتُ لهديتُ كل نفس، ولكن ثبت منّي القول، لحكمةٍ أعلمها ؛ بأن أملأ جهنم من الجنّ والإنس معا.
إنا نسيناكم : أهملناكم.
ونقول لهم : ذوقوا العذاب بسبب غفلتكم عن لقاء يومك هذا، وقد أهملناكم وتركناكم في العذاب كالمنسيّين، فذوقوا العذاب الخالدَ بما كنتم تعملون.
فيا أيها العاقلون، اعتبِروا بمصير أولئك المجرمين، واعملوا صالحاً قبل أن تندموا يومَ ذلك الموقف الرهيب.
ذُكّروا بها : وعظوا بها.
خرّوا : سقطوا ساجدين.
بعد أن صوّر حالَ المجرمين يوم القيامة، وذكر ما يلاقونه من العذاب المهين، أتى بالصورة المقابلة، صورة المؤمنين الذين يسبّحون بحمد ربهم ويسجدون له عند ذكر آياته، فهؤلاء لهم عنده الجزاء العظيم.
وعند قوله تعالى :﴿ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ موضع سجدة : إن الذين يؤمنون بآيات الله يَقَعون ساجدين حين يُوعَظون بها، ويسبّحون الله ويحمدونه في سجودهم.
تتجافى : تبتعد.
جنوبهم : جوانب أجسامهم.
المضاجع : فرش النوم.
وهم يقومون لله في الليل متهجّدين مبتعدين عن مكان نومهم يدعون الله خوفاً من عذابه، وطمعاً في ثوابه. كما ينفقون مما رزقهم الله من الأموال في وجوه البر، ويؤدون حقوقه التي أوجبها عليهم.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه : نزلتْ فينا معاشرَ الأنصار، كنا نصلي المغرب، فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلّي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم. والمعنى عام يعم جميع المؤمنين في كل زمان ومكان.
أُخفي لهم : خبئ لهم.
من قرة أعين : من الأشياء النفيسة التي تفرح بها الأنفس والأعين.
ولذلك يقول الله تعالى :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾
فلا تعلم نفس مقدار ما أعدّه الله وأخفاه لهؤلاء المؤمنين من النعيم المقيم الذي تقره أعينهم جزاء بما كانوا يعملون. وإنه لجزاء عظيم، وإكرام إلهي، وحفاوة ربانية بهذه النفوس المؤمنة.
قراءات :
قرأ حمزة ويعقوب :﴿ ما أخفي لهم ﴾ بإسكان الياء، والباقون :﴿ أخفيَ ﴾ بفتحها.
يبين الله تعالى في هذه الآيات مبدأ الجزاءِ العادل، الذي يفرق بين المسيئين والمحسنين في الدنيا والآخرة على أساس العدل.
كيف يستوي الناس في مجازاتهم وقد اختلفوا في أعمالهم ! ! لا يستوي المؤمن المصدق بالله مع الكافر الجاحد العاصي، كما قال تعالى :﴿ أَمْ نَجْعَلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِي الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار ﴾ سورة ص ٢٨.
المأوى : المسكن الذي نأوي إليه.
نزلا بما كانوا يعملون : ضيافة منا لهم على أعمالهم الصالحة.
أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى التي فيها مساكنهم، ضيافةً منا لهم جزاء أعمالهم الصالحة.
وأما الذين فسقوا وخرجوا عن طاعة الله فمقامهم في النار، كلما حاولوا الخروجَ منها أُعيدوا فيها، ثم يقال لهم : ذوقوا عذاب النار الذي كنتم تكذّبون به في الدنيا.
الأدنى : عذاب الدنيا.
الأكبر : عذاب الآخرة.
إن الله تعالى لا يحب أن يعذب عباده إذا لم يستحقوا العذاب، وهو يقسِم هنا بأنه سوف يعذّبهم في الدنيا لعلهم يتوبون وتستيقظ فطرتهم، أما إذا أصرّوا على الكفر والعناد فإن العذاب الأكبر ينتظرهم يوم القيامة.
ليس هناك من هو أظلمُ ممن ذكّروا بآيات ربهم وحُججه البينات ثم انصرفوا عنها ولم يؤمنوا بها، وهؤلاء ينالون أشد العذاب ويستحقون الانتقام من العزيز الجبار.
في مرية : في شك.
ولقد أنزلنا التوراةَ على موسى كما أنزلنا عليك القرآن، فلا تكن في شكٍّ من لقائك الكتاب وجعلنا الكتاب الذي أنزلناه على موسى مرشِدا لبني إسرائيل.
يهدون بأمرنا : يقومون بهداية الناس كما أمرنا.
وجعلنا من بني إسرائيل أئمةً في الدّين من أنبيائهم يقومون بهداية الناس كما أمرناهم لأنهم صبروا على طاعتنا، وكانوا من أهْل الإيمان واليقين. ولكن عهد هؤلاء الأنبياء قد ولىّ وعاد اليهود إلى عبادة العجل من الذهب.
قراءات :
قرأ حمزة والكسائي و رويس :﴿ لِمَا صبروا ﴾ بكسر اللام وتخفيف الميم، والباقون بفتح اللام وتشديد الميم :﴿ لَمَّا صبروا ﴾.
إن الله تعالى يقضي بين خلقه يوم القيامة فيما اختلفوا فيه.
أولم يهدِ لهم : أو لم يتبين لهم.
أوَلم تبيّن لهم طريقَ الحق كثرةُ ما أهلكنا من الأمم الماضية، وهم يمشون في أرضهم ويشاهدون آثارهم كعادٍ وثمود وقوم لوط، إن في ذلك لعظاتٍ تبصرّهم بالحق، أفلا يسمعون ؟
الأرض الجُرُزِ : الأرض اليابسة لا نبات فيها.
وبعد أن بين قدرته على الإهلاك، يبين الله تعالى قدرته على الإحياء، فيقول :﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَسُوقُ المآء إلى الأرض الجرز فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ ﴾ :
ألم يشاهد هؤلاء الجاحدون أنّا ننزل الماء على الأرض اليابسة التي لا نبات فيها فنخرج به زرعاً تأكل منه أنعامهم، وتتغذّى به أجسامهم ؟ ! أفلا يبصرون دلائل قدرة الله على إحياء الأرض بعد موتها ! !
متى هذا الفتح : متى هذا الفصل في الحكم وهو يوم القيامة.
ثم يذكر الله تعالى استعجالَ أولئك الجاحدين بالعذاب الذي يوعَدون وأنهم في شك منه، ويردّ عليهم مخوِّفاً ومحذّرا من تحقيق ما يستعجلون به، فيقول :﴿ وَيَقُولُونَ متى هذا الفتح إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ؟ قُلْ يَوْمَ الفتح لاَ يَنفَعُ الذين كفروا إِيَمَانُهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ ﴾ :
ويقول المشركون : متى ستنصَرون علينا في الدنيا، ويفصل بيننا وبينكم في الآخرة ؟
قل لهم أيها الرسول : إن يومَ الفصل إن كان في الدنيا و في الآخرة سيأتي، فلا تستعجلوه، وإذا حل بكم ذلك اليوم فإنه لن ينفعكم الإيمان، ولا تُمهَلون لحظة عن العذاب الذي تستحقونه. وقد صدق الله رسولَه ففتح عليه في الدنيا ونصره. وسيلقون يوم القيامة جزاءهم.
ثم يختم السورة بأمر رسوله بالإعراض عنهم بآية قصيرة، في طياتها تهديد خفي بعاقبة الأمور ويدعهم لمصيرهم المحتوم فيقول :﴿ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وانتظر إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ ﴾، وسترى عاقبة صبرك عليهم.
سورة السجدة
معلومات السورة
الكتب
الفتاوى
الأقوال
التفسيرات

سورةُ (السَّجْدة) من السُّوَر المكية، وقد جاءت بإنذارِ الكافرين من النار، وتوبيخِهم على اتِّباع الآلهة الزائفة التي لا تغني من الحقِّ شيئًا، ودعَتْهم إلى التواضُعِ واتِّباع دِينِ الله الحقِّ؛ من خلال تَرْكِ التكبُّر، والسجودِ لله، مذكِّرةً لهم بأصلِ خِلْقتهم، وبقوَّةِ الله عز وجل وقُدْرته؛ فهو المستحِقُّ للعبادة، وقد كان صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها في صلاةِ فَجْرِ يوم الجمعة.

ترتيبها المصحفي
32
نوعها
مكية
ألفاظها
374
ترتيب نزولها
75
العد المدني الأول
30
العد المدني الأخير
30
العد البصري
29
العد الكوفي
30
العد الشامي
30

* قوله تعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ اْلْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]:

عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: «أنَّ هذه الآيةَ: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ اْلْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]  نزَلتْ في انتظارِ الصَّلاةِ التي تُدْعى العَتَمةَ». أخرجه الترمذي (٣١٩٦).

و(صلاةُ العَتَمةِ): هي صلاةُ العِشاءِ؛ لِما جاء في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: «صلَّى لنا رسولُ اللهِ ﷺ العِشاءَ، وهي التي يَدْعو الناسُ العَتَمةَ ...». أخرجه البخاري (٥٦٤).

* سورة (السَّجْدة):

سُمِّيت بذلك لِما ذكَر اللهُ تعالى فيها من أوصافِ المؤمنين، الذين إذا سَمِعوا آياتِ القرآن {خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]. وقال البِقاعيُّ: «واسمُها (السَّجْدة) منطبِقٌ على ذلك بما دعَتْ إليه آيَتُها من الإخباتِ، وتركِ الاستكبار». "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" (2 /361).

* سورة ({الٓمٓ ١ تَنزِيلُ})، أو ({الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ):

دلَّ على ذلك افتتاحُ السُّورة بذلك، واحتواؤها على سَجْدةٍ، وصحَّ عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ}، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (٨٧٩).

ولها أسماءٌ أخرى غيرُ ما ذكرنا.

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /47-48).

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها في فَجْرِ يوم الجمعة:

 عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الفَجْرِ يومَ الجُمُعةِ: {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ} السَّجْدةَ، و{هَلْ أَتَىٰ عَلَى اْلْإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ اْلدَّهْرِ}، وأنَّ النبيَّ ﷺ كان يَقرأُ في صلاةِ الجُمُعةِ سورةَ الجُمُعةِ، والمُنافِقِينَ». أخرجه مسلم (٨٧٩).

* كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقرؤُها قبل نومِه:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ رضي الله عنهما: «أنَّ النبيَّ ﷺ كان لا يَنامُ حتى يَقرأَ {الٓمٓ ١ تَنزِيلُ}، و{تَبَٰرَكَ اْلَّذِي بِيَدِهِ اْلْمُلْكُ}». أخرجه الترمذي (٣٤٠٤).

اشتمَلتْ سورةُ (السَّجْدة) على الموضوعات الآتية:

1. القرآن حقٌّ مُنزَّل (١-٣).

2. الخَلْقُ: مُدَّته، وأنه حسَنٌ (٤-٩).

3. إثبات البعث (١٠-١١).

4. ذلُّ المجرمين يوم الدِّين (١٢-١٤).

5. علامات الإيمان (١٥- ١٧).

6. الجزاء العادل (١٨-٢٢).

7. الإمامة في الدِّين (٢٣-٢٥).

8. آياتٌ وعِظات (٢٦- ٣٠).

ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /51).

مقصدُ السُّورة الأعظم: هو إنذارُ الكفار بهذا الكتاب، وأنه مِن عندِ الله عزَّ وجلَّ؛ فلا يأتيه الباطلُ مِن بينِ يديه ولا مِن خلفِه، وبيانُ بطلانِ آلهتهم وزيفِها، والتذكيرُ بقدرة الله والبعث، وكذا تذكيرُهم بوجوب اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم المرسَل بهذا الكتاب؛ فمِن خلال الاتباع يكون الفوزُ بالجنة، والنجاةُ من النار، ولتحقيقِ ذلك لا بد من الاستجابة لله، والتواضُعِ لأمره، وتركِ الاستكبار والعناد، واسمُ السورة دالٌّ على ذلك.

ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /361)، و"التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /204).